السبت ٢٤ تموز (يوليو) ٢٠١٠
بقلم علي مسعاد

هل نحن في حاجة إلى صحيفة جديدة؟ا

تظهر كما تختفي، العديد من اليوميات و الأسبوعيات، المستقلة منها والحزبية، من الأكشاك المغربية، التي أصبحت في حلتها الجديدة، في العديد من المدن المغربية، وبين ولادة منبر إعلامي ومنبر إعلامي، تختفي الكثير من العناوين، التي لا تكاد تجد لها مكانا، في السوق الإعلامي المغربي، حتى تختفي من الوجود، لسبب من الأسباب.

بالأمس البعيد، كانت جريدة "الجمهور" وحتى وقت قريب، كانت "الجريدة الأولى"، وبين الفينة والأخرى، تختفي عناوين، أثارت الكثير من الجدل الإعلامي ك" دومان "، بنسختيها العربية والفرنسية، و "الصحيفة" و "كازابلانكا"، ووو ما لا يعد ولا يحصى، من العناوين الإعلامية ك"صوت الناس"، "أنوال"، " 8 مارس"،"مغرب اليوم"، "الراية" و "الصحوة"، التي صدرت في سياقات متفاوتة ومختلفة، لكنها، كانت في الأساس، تهدف تعزيز المشهد الإعلامي المغربي، بصوت جديد، يضاف إلى الأصوات الإعلامية، الأخرى، التي تحترم قرائها، بوفائها في الصدور وبخط تحريري، يراهن على إعلام القرب والإنصات إلى نبضات الشارع المغربي.

وكما تسربت، هنا وهناك، أخبار عن ولادة " الخبر" و "توقف "الحياة"،يمكن، أن تنتظر، مع إطلالة، كل صباح، عنوانا جديدة، ليومية أو أسبوعية أو مجلة، تراهن، على اقتسام ما تبقى من القراء الأوفياء، للصحف الورقية، في زمن النت، حيث ب"كليك" واحد، يمكنك أن تتصفح العديد من الصحف الإلكترونية، والتي أصبح تسحب البساط من الصحف الورقية، من حيث سرعة نشرها للمعلومة وانتشارها وتفاعلها مع القراء، وإن كانت، هي الأخرى،في مرحلة تأسيسها، وتحتاج إلى الكثير من العمل، للاعتراف بها وبالمنتسبين إليها.

كما تحتاج إلى الكثير من الإبداع، حتى لا تبقى رهينة، بنسخ كل ما ينشر في الصحف الورقية، دون جهد أو تعب.

فحاجيتنا، إلى صحيفة إلكترونية جديدة، كحاجتنا إلى الورقية، لكن أن تشكل لنا إضافة وليس نسخ رديئة، تتغذى من النسخ واللصق و السرقة، وكل ما من شأنه، أن يساهم في هجرة، ما تبقى من القراء الأوفياء، في أمة " أقرأ ".

حاجتنا، إلى صحيفة جديدة، حاجتنا إلى دماء جديدة متجددة، وإلى هواء جديد نتنفس من خلاله، عبر كتابات رصينة، تحقيقات جريئة و ريبورتاجات غير مسبوقة.
صحيفة من وإلى القارئ، لاتهمها كمية سحبها، بقدر ما يهمها محتوى مقالاتها ورغبتها في إرضاء القارئ وتثقيفه والترفيه عنه.

صحيفة لا يهمها، أن تكون هي الأولى في المغرب ولكن صحيفة، كل ما يهمها، هو أن تكون، السباقة في إخباره، بكل ما يحدث هنا وهناك.

صحيفة، لا تعتمد في كل موادها، على الأرشيفات ولا تتكلم عن الأموات ولكن صحيفة، تتكلم عن الراهن والآن والمستقبل. 

صحيفة تساهم، في خلق وعي جديد و إنسان جديد و تطلعات جديدة، وليس إلى صحف كل همها هو الإثارة ودغدغة ما تحت الحزام و ما تبقى من الدراهم،في جيوب القراء.

صحيفة، يحس من خلالها القارئ، كأنه هو و هي كل تلك الصفحات التي تتحدث عنه وباسمه، وليس إلى صحيفة، تتحدث في كل شيء وعن كل شيء، إلا هو.
لكل، تلك الأسباب وغيرها، مما أسلفت، تأتي حاجتنا، إلى صحيفة جديدة. 


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى