الجمعة ١٠ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩
بقلم أحمد عبد الرحمان جنيدو

هنا

هنا آخر النغمات،
وقلبي صلاة الشموع على الشمعدان
هنا أول الكلمات
وروحي ابتهال لأمّ تبيع الحليب
مقابل ثورتها المستحيلة
في نمنمات الطلوع
وفي سكرات الدموع
وفي لحظة تستبيح الظهور
هنا،
والعذارى لباس الفضيحة
لست بأمي
إذا شعّ نور.
ولست أنا في بغايا السطور
حطام على أمل ٍ
فتعربش فوق جدار الحنين
بقايا المآسي
ونسكن قفر الظلال ْ.
هنا قدرٌ كاعتراف الذنوب
بموت الخصالْ.
حصلت عليك اغتصاباً
وحرّيّة ً فاخلعي ثوبك المتراخي
أنا لونك المتباهي
أنا للتعرّي
أنا في الوصالْ.
نفضت الغبار.
رأيت لروحي امتداداً
يورّخ صوتي
تعالي لنشرب نخب انكسار
تعالي لنعبر ميلاد حزني
وندخل باب الخيانة
جسمك مذبحة
شفتي سلسبيل
وعرس المدينة ينأى
ولا تسمعين زفيري
ولا تشربين شهيقي
ولا تسكنين ضميري
ولا تلعبين
بأحشاء عنفي
أنا مشرعٌ للحياة
أنا مركب للنجاة
خذي نصف عمري
فهذي الوصية
من عمر نيسان جوعي
يبادلني بالكمون
فلا تقتلي داخلي المستنير
قطعت الوصول الأخير
رفعت خطابي
عشقت السعير
يداك بلادي القديمة
أرضي التي أورثتني الرجولة
حين تموت الرجال
أطارد طيفاً
أعانق وجهاً
كأني أواري المحال.
خيالا ً خيال ْ
كأني خفوت السؤال.
كأنّ يدي ريشة ٌ في الزوال.
هنا يولدون
هنا يكبرون
هنا من أحبك أكثر
أعشق عمري
وأبني قلاعاً
من الوهم والحب والانفعال
هنا نتراشق قبلتنا
كالصباح العريس
ونمضي معاً نحو خبزٍ
ونمضي صدى للحياة
بثغر الطفولة جرحاً عميقاً
نحبّ
فنكبر عمرين
نقطف منهم طفولتنا
قبل أن يدركونا
نوزّع أحلامنا في الغروب
ونسقي العطاشى
دماء الوجود
ونار الذنوب
تطير العصافير حول القميص
ندور وراء النهار
كقطعة وهج ٍ
فتسكن جيبي الطيور
تبيض الأغاني
ويدخل جدّي الحديقة
من بابها المتهالك،يعرفني
البندقيّة خصمي
وجدي الصديق
هنا لا أخاف المسير
أخاف لمن لا يطير
هناك سنكتشف الوقت
بين الزهور
ونسكر من خمر عشق ٍ
ونبكي على الراحلين
هنا يرحلون
ونحن بقايا رسوم ٍ على السنديان
هنا آخر اللحظات
هنا يكبتون

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى