الخميس ٢١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٣
بقلم
ياموتنا في نصالك الحياة
كنعانيونمن البحر جاؤوا وإليه يعودونمسافرون والزنازين رحلتهمحزينون ودروبهم صمّاءتلوكهم البلاد بِغُلٍمعصوب مصيرهمبين راحتيّ الأسىمنذ أن أمسوا بلا وطنتهاوت أجسادهم في المنافيوماتوا غرباءبلا أوطاناللّيلة يتمزق قلبي بين موتينعلى مقربة من مسافتينعلى سبيل الألميغسل الملح خُطايفي وادي المقابربالبعد من جوف المراياأتكوّم أمام عتبة اللهأتضرع وكفي يبكيياموتنافي نصالك الحياةكأنك وطائر النار ضدّانهذا الرحبل النازف لايتوقفإنّه لايتوقفأسدلت المدائن ستائر الذبحفأبحرت قوارب الموتكالسيقان المبتورةكانت الدماء تنسدل على أسوار المدينةكأسماء الراحلين والشهداءجاء الموت محمولاً على عواهن الرياحفقالوا اركبوا الفُلكُ قبل الطوفانفي البدء كان وجه القمر فضّةذات قتل صار لونه أزرقيمضون إلى الماءوحيدون كأوّل مرةأسندوا انكسارهم على الأفق الضريريتوسّدون المتاهاتهم الراقدون في شقوق الحسرةمُثقلون بالدعاءمحمومة تلك الأجساد المتهالكةتتلاطمها الرياح العمياءوتصفعها الأحزانكأنَّ الموت على عجلة من أرواحهموضعوا أسمالهم وبؤسهمفي ليلة ماطرةيتقاسمون الخيبات المسمومةتظنّهم يقظى وهم تائهونبتر البحر وريد الماءوأوصد الموج المسفوحخاصرة الأخاديد دونهموأضحى العجز الممسوسللأضرحة جدرانانقلب البحر على ظهرهليطوي النزع الأخيرتتقلّص اليابسة وتتلاشىالبحر لانهاية لهموجات حبلى ماتنفكتبتلع الأجساد الطريةمابين الموجة والغيم الهاطلتموت حبّات المطر باكيةتهاوت أجساد الصبيةأيّها الراقدون في قعر البحرتحرسكم قلوب الأمهاتأموات بلا أكفانأحتاج إلى أكثر من الحزنأكثر من الغضبلأتحسّس المسمار الأسود في خاصرتيوهذا اليتم الموسوميتوالد وجعٌ كعشب السهولمغروساً في أحشائي كلعنة العرّافأشهد أن جوارب من قضواأطهر من أعلام البلاديا أحمد الكنعانيقلب أمك أيها الغريبقد قتلك الخِذلانُادْنُ مني ببطءنعم هذا رماد قلبي يرتعش غماًوحزني مالح بلون الدموعكأنّ الوطن ينبذناكأنّ في استعارة الفجر الضريرلامتسع للفرحأيّها المبحروناعبروا بصمتهنا يرقد الهاربون من أخمص أحلامهمفبين طيّات الماء تغفو أرواحهمقد أضحت والملح صنوان