الخميس ٣٠ أيار (مايو) ٢٠١٣
بقلم
العين
يا ناظر العين لا يغنيك إعجابُ | فالحزنُ في القلبِ لا في العينِ ينساب |
الحزنُ مثل الشتا قد طال آخره | القلبُ غيثٌ به والعينُ مزراب |
ان جفّت العينُ من لوعِ الأسى سقماً | فالقلبُ بحرٌ من الآهاتِ لهّاب |
الدمعُ في القلبِ وجدانٌ وعاطفة ٌ | وفي العيونِ مواساتٌ وأعصاب |
انْ تبخل العينُ في البلوى مكابرةً | فالقلبُ فيضٌ ، وفيضُ القلب أوصاب |
العينُ تبكي لأيامٍ لفاجعةٍ | والقلبُ دهرا عليه الكربُ غلّاب |
قد فارقتني رياضُ العيش نائيةً | والهمُّ حولي جدارُ ما له باب |
لم يدخل السعدُ نفسي حين فارقني | بالهجر أهلٌ وبالتربان أحباب |
أعيا الجسومَ نوى الترحال مغترباً | والعيشُ وحدي كأن الناسَ أغراب |
ما زارَ كربي أناسُ حين أوجعني | وما رأتني بيوم العسرِ أصحاب |
دنيا المكاسبِ والأحلامِ تطلبني | كمنْ دعاه بيوم القيض هبهاب |
يومٌ سعيدٌ وجمُّ العمر ضائقةٌ | فالدهرُ في الناس ميّالٌ ودولاب |
ما أملحَ الدهرُ جفني عند فاجعةٍ | أو هزّ حبري على القرطاس مرتاب |
ما بت يوماً ذليلاً واصباً وجلاً | ما دام يحملني لله محراب |
لن يكبحَ العسرُ قلباً عاشَ ممتحناً | هل تألمُ الشاةَ بعد الذبحِ أنياب |
أحمّل النفسَ أحلاماً لأسعفها | ما أجمل الحلم حين القلب طلّاب |
الناسُ تخلعُ أخلاقاً تزينهم | حتى استبدّت لباب الذات أعياب |
العزُّ والمجدُ دينارٌ ومرتبةٌ | والخلْقُ ضعفٌ ودينُ الله جلباب |
لم يشغل الناسَ خيرٌ أو لقا أجل | بل بات يشغلهم مالٌ وقبقاب |
قد شوّهوا الدينَ حتى في معابدهم | فيها أختلاطٌ وميعادٌ وإعجاب [1] |
فيها النساءُ تغطي الرأسَ مجبرةً | واللبس للناس شفّافٌ وجذاب |
أمّ محجّبةٌ والبنت عارية | كيف استقام الهدى في الناس والعاب |
آخ على الدين قد أضحى تمزقه | من كل صوبٍ ولاءاتٌ وأحزاب |
الدينُ بالحق إسلامٌ ومعرفةٌ | والدينُ بالجهل تكفيرٌ وإرهاب |
لا يسعف العبدَ عذرٌ في مساوئه | هل يسعفُ القُبحَ تجميلٌ وإطناب |
لا ينفع التاجُ او كنزٌ بآخرة | أو تنفع الناسَ يوم الحشر أنساب |
لا تحسبنّ الغنى من حسن انفسنا | فالخيرُ جود السما إنْ شاء وهاب |