توهان

علبة السجائر ترتمي على المنضدة ببلادة ووقاحة، كعادتها. كتب متناثرة هنا وهناك، أمامه، والغبار يكتسح سطح مكتبه. يرمقه بغضب ويمد يديه المرتعشتين، ويمسح ما ظهر لعينيه اللتين غادرهما الوهج. يضع أصابعه داخل جيبيه وكأنه يحاول أن يخفي شيئا (…)
علبة السجائر ترتمي على المنضدة ببلادة ووقاحة، كعادتها. كتب متناثرة هنا وهناك، أمامه، والغبار يكتسح سطح مكتبه. يرمقه بغضب ويمد يديه المرتعشتين، ويمسح ما ظهر لعينيه اللتين غادرهما الوهج. يضع أصابعه داخل جيبيه وكأنه يحاول أن يخفي شيئا (…)
لماذا ما زال الجو باردا ؟ من يعطيه الدفء الذي يفتقده ؟أم هو إحساس داخلي شخصي لا علاقة له بالمناخ ... هكذا تساءل رشيد في قرارة نفسه , و هو الغارق في زخم الزمن الرديء ،معتقل سابق ما زال لم يسترح من مأساة ساعات عديدة كانت ظلما و سرابا رغم (…)
القاف : ( كــــلام )
(١)
طالب الجار الجديد شكان العمارة ( بحقه ) في النشر على السطح..فعلموا أنه كاتب مبتدئ.
(٢)
ليس في حاجة إلى ماء..إنه يعرف من أين تؤكل الكتف..و كيف يشرب ( عرق ) الكتف.
(٣)
ظل نائما و لم يستيقظ..كي لا تضيع (…)
عندما أفاق أحس بآلام في ساقه، وطبيب شاب ينحني فوق رأسه. أراد أن يقوم. لكن الطبيب ابتسم قائلاً: لا تخف. نظر حوله في دهشة، ما الذي أتى به إلى هنا؟! كان الطبيب يعالج الجرح الصغير فوق حاجبه: احمد ربنا. لقد نجوت بأعجوبة. ماذا حدث (…)
كعادتي في أيام كهذه...أتسمر أمام التلفاز كتمثال أبو الهول...أراقب القصف على العراق و اجتياح المدن الفلسطينية و استمع إلى قرارات إنزال العقوبة بسورية و قلبي يعتصر ألما...و المشاهد تستفزني حتى نقي العظام .. لكنني لا أجد ما أفعله سوى أن (…)
كانت أنفاس الغرفة تسبح في لون رمادي عقيم وتتحرك داخل ذاكرة تصعد أدراج العمر لتختصر كل المسافات التي باضت وأفرخت في عش خرافي ... فالستائر أسدلت على تفاصيل أحلام أخذت لون فراشة متمردة ، رفرفت على شرفات الروح ، ثم سحبت ظل ألوانها لتحط بها (…)
جئت الآن أحدثكم من زمن عجيب ...
تحدث فيه المعجزات ... فلا نسمّيها معجزات ... وتتحقق النبوءات فلا نتّهم بالهرطقة ... زمن هو أقرب للخيال عندما يمرض ... والأحلام حين تكف ... والموت حين يصير من الأماني ... أغلق خلفي الباب ... وأمشي على (…)