لا بد أن تنتهي ٢٥ حزيران (يونيو) ٢٠٠٩، بقلم مجدي علي السماك صديقي علاء ها أنا اكتب إليك الآن بالذات بعد يوم واحد فقط من انتهاء الحرب.. وغزة كلها منكوبة. وأنت، أو بالأحرى جثتك لا زالت في ثلاجة الموتى. ريثما يعثروا على أي أحد من أقاربك ليستلمها. وأنا أيضا (…)
الضعيف ٢٤ أيار (مايو) ٢٠٠٩، بقلم مجدي علي السماك الأولاد كبروا يا إسماعيل والمصاريف زادت. حتى البنت الصغيرة ربنا يهدّها طالعة مثل أمها ولا يهدأ بالها إلا بعد أن تلتهم في كل يوم حبتين بوظة. والولد الأوسط عبيط وأهبل، والأدهى من هذا أنه عامل فيها (…)
سؤال في الليل ٣ أيار (مايو) ٢٠٠٩، بقلم مجدي علي السماك القرية يلفها ظلام. الدنيا صقعت. الضوء الوحيد كان خافتا ينسل من نار ما فتئت تهس وسط دخان. فوق النار إبريق فيه شاي راح يئز. دخان رمادي ينتشر، فتحمّر له عيون رابضة في رؤوس بالتعب تنوء. أفواه سعلت، (…)
الدكتور عاموس ٧ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩، بقلم مجدي علي السماك في آخر ساعة دوام كانت شلالات الغبطة تنحدر بشدة فتغمر قلب الدكتور عاموس، وتبلل ابتسامة ناعمة نضجت منذ قليل كانت تتهادى وهي تموج على طول فمه. ولم يتوقف الأمر بالدكتور عند هذا الحد، ففي لحظة الحظ (…)
ذكريات في ركام ١٨ آذار (مارس) ٢٠٠٩، بقلم مجدي علي السماك إحساس مقيت بالوحدة هو ما كان يهري روح ماجد وينهشها بحدة حين انتقى أثخن إصبعين من كفه المصلّطحة، وبرم بهما طرف شاربه المتناثرة شعراته على خديه وحول أنفه بعشوائية كبرى، ولم تتركه أصابعه وظل يفتله (…)
أيام من دماء ١٧ شباط (فبراير) ٢٠٠٩، بقلم مجدي علي السماك جمّع الحاج أيوب شجاعته وشحذها كلها في ساقيه حين راح بشبشبه يحف درجات السلم، ببطء، وتسلل في وهن صاعدا إلى الطابق العلوي من البيت.. يسبقه لهاثه المتقطع وهو يتكئ بإحدى يديه على عصا، وبشقيقتها اعتمد (…)
أسفل الليالي ٢٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨، بقلم مجدي علي السماك فرغ الليل الذي في الخارج من صب عتمته، وتركها على راحتها تنتشر لتملأ الدنيا وتسوّدها من الآفاق إلى الآفاق. وفي نفس العتمة وصل طفل صغير تحمله الأكف على حمالة سيارة إسعاف كان صفيرها فائرا ومهيبا، (…)
ساعة شهوة ٣٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨، بقلم مجدي علي السماك لهلبت الشمس وصار الجو يصهر الدهن في الأبدان، غير أن نسمات رشيقة فيها برودة هبت فحفت قميص عبد الجواد، ولفحت في طريقها وجهه المصّفّح الثري بالحشائش والأعشاب، وراحت بالمرة تداعب جسده الذي سخنه الجو (…)
حدوثة فلسطينية ٢٢ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨، بقلم مجدي علي السماك في يوم كنت ذاهبا إلى عملي، دهشت لمّا رأيت، شابا مبتور القدمين عند الركبتين، وكان الصباح لا يزال طازجا لم يفسد رونقه وهج الشمس الذاهب إلى سخونة، ما زالت في طور الدفء، ولم يعكر نقاءه زحمة صغيرة (…)
معقول يكون هو؟ ٦ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨، بقلم مجدي علي السماك وقفت سيارة أنيقة بجوار رصيف قديم، وربما الرصيف الوحيد، يتشعب من دوّار صغير في وسط المخيم.. ومن السيارة نزل رجل طويل بشرته قمحية فيها سمرة طيبة، وكان منظره أنيقا.. وباين على شكله أنه رجل في غاية (…)