

ُطــلَـيـْـطِــلـَـهْ
طليطلةُ الجدودِ الأعـْظـَميـناأتـَيْـتـُكِ صادحا ًحُـبّا ًدفـيـنافأنـتِ لـدُرّةِ الأمْـصار ِ غَـرْبا ًوأنتِ مَـنارة ً لِـلأكـْرَميـنـابأنـدلــس ٍ لأربع ِ آسـرات ٍبَناتُ العُرْبِ يَرفعْـنَ الجَبينابـحَـمْراءٍ وقـُرْطـُبَةٍ وحِمْص ٍثلاثَـتـُهُنَّ عِندَكِ يَـنـْحـنـينا (1)عروسٌ عِقدُها الأزليُّ نَهْـرٌتـُفاخِرُ فيهِ كـُـلََّ العالـَميناويوما ً ضَـيّعَ الإسلامُ "تاجو"فصارَ النـّحْـسُ تاجَ المُسْـلِمينا(2)ومنذُ ضياعِهِ المأساةُ حَـلـّتْولـَمْ تـَرحَمْ شُعـوبا ً خانِعــيـناحقوبٌ قد مضت في بحر ذلٍّوأندلـسُ التي دفَعَتْ سَـفـيـنا* * *طـُلـَيْطِـلـَةٌ على تـَل ٍ مهيب ٍوصـخر ٍ عامِدٍ بَلـَدا ً مـَكيـنـافـَمِـن أعلى إذا ألفـَيْتَ نـَهْرا ًطـيـلطلـةٌ تـَسُـرُّ النـّاظِـريـنـاومِنْ أدنى إذا أبْصَرْتَ قـَصْرا ًوجَدْتَ بَهاءَها الماضي أمينامُفاجَأةٌ تلوحُ بـِكـُلِّ عَـطـْـفٍأزقـَّـتـُكِ التي اخْـتـزَنَتْ قـُرونـا (3)وإنـي قاصــدٌ ثـوكـودُبـيـْرٌومـا مِـنْ دابـّةٍ أو بائِـعـيـنـا (4)ولكنْ فيهِ ألـوانُ الحَـيـاةِوجُـلُّ طـُيوفِـهـا مِـنّا وفـيـنـاوأفواجٌ أتـتْ مِنْ كلِّ فَـجٍّتـرومُ بـِكِ النجومَ السّاطِـعـيـناتجولُ شوارعا ً من عهْدِ عُرْب ٍوآثارَ الرِّجــال ِ الــخالـديـنـابـعـهْـد ٍ ضَـمَّ أدْيان السّماء ِوكان مَـنـارةً للغــابـِـريــنــاتَبَلوَرَ في طليطــلـةٍ قرونا ًغـَـدَتْ فيهِ مـلاذ الـتـائـِـهـيـنـاوظلَّ شُعاعَهُ يـسري دُهـورا ًيـُلـَقــّـنــَنـا دروسَ الأقـْدَمـيـنـا* * *طليطلةٌ سُوَيْحاتُ الزَّمان ِدِمشقُ ورَهْطُها فيها مَشينـاأزقــَّـتـُكِ العتيقة ُ أرسلـَتـنيلِقـدْس ٍ موْطِني، ولها سَعـيـناوأفنِيَة ُالبـيوتِ المُزْهِرات ِتـَضُجُّ بـصَـوْتِ أسلافي بَـنـيـناإذا صُبْحا ً تـفـتـقـَتِ الحَـيـاةُعلى رَبـْـع ٍ لـِذِكراهُـمْ بـَكـيـنـاإذا نـَهَضوا أناروا الأرضَ عِلـْما ًإذا أمسوا أضـاؤوا الـناسَ ديـناوسورٌ شامخُ رغـمَ العَـواديومـَهْما المـَنْجـَنيقُ رمى سِنـيناروائـعُ في العـِمارة ماثلاتٍإذا أبـصَرْتَ يُـسرى أو يـَمـيـنـاومَـعـْبـدُ للنـّصارى مِنْ قـديم ٍفـريـدٌ يـومَـنـا والسّالفـيـنـابسقـف ٍ يَشْرَأبُّ إلى السّماء ِفـلا يـَرقى إليــهِ النـاظـرونـامساجدُ للمسيح ِغـدَتْ مقاما ًويُبهـِجُها مَسيحُ المُسلمـيـنـالكـَمْ تـُداولـتِ المَعابـِدَ بَـيْـنـَناوبَـقـَـتْ مَعابـِدُنا هـنا تـشكوناللِـهِ ربّ الخلـْـق ِ رَبُّ عَـقـائـد ٍلا تعْـرفُ الأضْغانَ والتطـْعـيـنا******طليطلةٌ حباكِ اللُه سِحرا ًسَلـَبْـتِ بهِ عقـولَ العـاقلـيـناحَماكِ اللهُ مِنْ بَـلـَد ٍ تلـيـد ٍهواءُكِ طاهـرٌ كالـياسَمـيـنـالهُ عِـطـْرٌ مِنَ الفِرْدَوْس ِ حَـتما ًلهُ سِحْرٌ مِنَ الدُّنـيـا يَـقـيـنـا
*** ***
هوامش
1. حمص : كنية إشبيلية في عهد الأندلس.2. تاجو : نهر يمر في طليطلة وهو من أهم الأنهار في الأندلس.3. عطف: مُنـعـطف.4. ثوكودبير: اسم الساحة الرئيسية في طليطلة العربية وهو من العربية (سوق الدواب).
مشاركة منتدى
30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2024, 22:09, بقلم DR. ZAID G. A. ALSAHAGI
لهُ عِـطـْرٌ مِنَ الفِرْدَوْس ِ حَـتما ً
لهُ سِحْرٌ مِنَ الدُّنـيـا يَـقـيـنـا
وأزيد
وما للظالمين من أنصار تؤزرهم
لهم الْحَوَارِيُّونَ بالمرصاد