الكلمة التي ألقيت في احتفال ديوان العرب لعام ٢٠١٩
السلام عليكم
اسمحوا لي في البداية أن أشكركم جميعاً لمشاركتكم لنا هذا الاحتفال الثقافي الذي نقيمه في الذكرى الحادية، والعشرين لانطلاق ديوان العرب، كمنبر مستقل للثقافة، والفكر، والأدب، والذي نقيمه على شرف أديبنا الراحل عضو أسرة التحرير، وأحد روادها الأساسيين الدكتور الأديب إبراهيم سعد الدين الذي خسرنا برحيله قامة أدبية مشرقة، أسهمت بشكل بناء في ترسيخ ديوان العرب في المشهد الثقافي العربي.
انطلقت ديوان العرب عام ١٩٩٨ بمبادرة فردية في وقت كانت مواقع الشبكة العربية قليلة جدا.. والمواقع الأدبية غير مرئية بحيث يمكن القول أن ديوان العرب كانت (حسب علمنا) الموقع الأدبي الأول على الشبكة. وقد وقف معنا منذ الأشهر الأولى من كان لهما الدور البارز في الانطلاق نحو الهدف وهما الزميل الصحفي أشرف شهاب، والكاتب المؤرخ عبد القادر ياسين.
ثم انضم الينا لاحقا الدكتور جورج قندلفت الذي أصبح منذ ٢٠٠١ المشرف التقني لديوان العرب ويعود له الفضل في انتقال الديوان من مرحلة النص الصورة، (حيث كانت الشبكة لا تتعامل مع الحرف العربي، وكنا ننشر البعض على شكل صورة)، الى النص الحرفي المعروف بشكله الحالي.
وقد ساهم معنا منذ ذلك الوقت العديد من الكتاب، والأدباء في أسرة التحرير، وقدموا كل جهد مستطاع لإنجاح التجربة منهم الدكتور أحمد زياد محبك، والدكتور مصطفى يعلى، وأديبنا الراحل الدكتور إبراهيم سعد الدين، وساهم معنا لسنوات طويلة الشاعرة أمل إسماعيل، والكاتبة رشا السرميطي، والأستاذة صفاء سعيد، والسيدة زهيرة عقل، وآخرون حيث قاموا بجهود لا تنسى. كما نود التنويه بجهود أعضاء المجلس الاستشاري لديوان العرب، لاقتراحاتهم البناءة التي كانت تنير لنا الطريق، وترشدنا لما يخدم الثقافة، والفكر، والأدب.
بانطلاقتها أسهمت ديوان العرب في فتح المجال للنشر أمام الكتاب الشباب بشكل خاص، وكسرت حاجز الاحتكار الذي كانت تفرضه الصحافة الورقية التي ربما كانت مقيدة بالمساحة، فلم تف المبدعين الواعدين حقهم، وحرمت كثيرين منهم من النشر.
ومنذ عام ٢٠٠٢ بدأت ديوان العرب بتشجيع الكتاب الشباب على الإبداع وفتحت المجال لهم للانطلاق نحو المستقبل فبدأت باجراء أول مسابقة أدبية في الشعر، وتتالت المسابقات فيما بعد في حقول أدبية أخرى. وقد برز من بين الفائزين كتاب أصبح اليوم لهم حضور في ساحة الثقافة، والإبداع.
وعلى نفس النهج واستكمالا لمسيرتنا الأدبية، بدأنا منذ ١٧ عاما بتكريم كوكبة من الكتاب والأدباء، والشعراء، والمفكرين، كل دورة تقديراً منا لدورهم وجهودهم.
فكرمنا عشرات الكتاب، والمفكرين على امتداد عمر ديوان العرب، منهم من رحلوا مثل المفكر محمود أمين العالم، والعالم د. أحمد مستجير، والشاعر أحمد فؤاد نجم، والأديب ممدوح عدوان، والشاعر حلمى سالم. ومنهم من لا يزالون ينيرون لنا طريق الأدب والثقافة، والفكر مثل الروائى بهاء طاهر، والناقد د. صلاح السروي، والمؤرخ عبد القادر ياسين، والأديب أحمد الخميسي، والأديب شعيب حليف، والناقدة الأستاذة فريدة النقاش، والشاعرة آمال عواد، والشاعر فريد النمر، وغيرهم ممن لا يتسع الوقت لذكرهم.
إن تكريم مبدعينا ومفكرينا من كافة الأجيال هو تكريم للثقافة، والأدب، والفكر، والإبداع.. تكريم للكلمة الصادقة الحرة، تكريم للأقلام التي رسمت للقراء لوحات جميلة بلغة الحروف.. تكريم للعقول التي فكرت فأنارت وغردت فأثارت الوجدان، والمشاعر وتحولت إلى منارات في سماء الوطن والإبداع.
وفي الختام نتقدم بالشكر والتقدير لأعضاء لجنة تحكيم الدورات السابقة من المسابقة، وأعضاء لجنة تحكيم هذه الدورة من المسابقة، وهم:
الدكتور مصطفى يعلى، والدكتور أحمد زياد محبك، والدكتور صلاح السروي، والدكتورة نجمة حبيب لما بذلوه من جهود عظيمة للوصول للنتائج النهائية للمسابقة الثامنة على شرف أديبنا الراحل عضو أسرة التحرير الدكتور إبراهيم سعد الدين الذي يشاركنا أخواه د. محمد هشام، والدكتور خالد سعد الدين، وزوجة الراحل الأستاذة إيمان كرار، وسوف نقدم لهم في ذكراه لوحة فنية من إبداع الفنان التشكيلى الموهوب الأستاذ أسامة الليثي.
كما نهنئ الفائزين بالمسابقة الأدبية الثامنة ونتمنى التوفيق لمن لم يحالفهم الحظ