الأربعاء ٢٦ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦

أدباء سعوديون يعارضون توجه الشعراء للكتابة السردية .

خلال محاضرة نظمها ملتقى السرد بالنادي الأدبي بالرياض مساء أول من أمس بعنوان " السرد والشعر ..العلاقة والنماذج" وصف الشاعر السعودي إبراهيم الوافي توجه بعض زملائه لكتابة الرواية بـ"الثرثرة"،وفي المقابل ترى القاصة زهراء الموسى" أن في الشعراء سجية التمرد فهم ليسوا مواطنين صالحين كسائر البشر بل أشرار وصعاليك".

وقال الوافي "إن التوجه للرواية من قبل الشعراء ثرثرة كثيرة لا تليق بقصيدة النثر المفلترة"، معتبرا أن "هذه الرؤية العامة هي التي ساهمت بشكل كبير في هذه الموجة السردية (المشعرنة)"، ولم يبرئ الكاتب نفسه في تجربته (ثلاثة رابعهم قلبهم) المنشورة إلكترونيا.

وتحدث الوافي عن تجربته في العمل المذكور معتبرا أن هذا المد السردي (المشعرن) ذو علاقة وثيقة بالأزمة العامة التي يمر بها الشعر على مستوياته الثلاثة وهي الشاعر والجمهور والناقد، ثم انتقل للحديث عن أهمية الظاهرة ومسوغاتها فالظاهرة - كما يقول - ليست وليدة العصر إذا ماعتبرنا ظهورها في كتابات خليل جبران قبل أكثر من ستين عاما إلا أنها ظهرت واضحة جدا في روايات أحلام مستغانمي مشيرا إلى قول الناقد فخري صالح أن الروايات التي كتبها بعض الأدباء العرب الشبان تفتح الباب على مصراعيه لإعادة النظر في التنظيرات التي سادت حول الرواية العربية خلال الربع الأخير من القرن العشرين.

ويتابع الوافي لقد بدأ الستينيون أنفسهم التشكيك فيما استقر في الرواية العربية حتى أصبحوا يستعيدون ما تعلموه في رواياتهم الأولى، وأشار إلى أنه من دون روايات هؤلاء ليس في مقدورنا التعرف على تاريخ العرب المعاصرين في أشد لحظاته كثافة وإحساسا بوعي الهاوية مشيرا إلى أن النوع والشكل لا يقرأ عبر إنجاز فرد مبدع وحده بل من خلال تيار عبر التحولات التي تضرب الشكل في تفاعله مع اللحظة التاريخية الحاسمة، فالمسألة - كما يقول - نسبية ومتحولة وتخضع لمتطلبات اللحظة التاريخية التي تجري في تعديلات على النوع الأدبي الذي استقر لفترات طويلة وهو ما يجعلنا نشهد في السنوات الأخيرة صعودا لموجة شابة من كتاب الرواية.

أما زهراء الموسى فقدمت في ورقتها مقاربة بين الشعر والسرد وذكرت بأنهما كانا متباينين بحيث يسهل تحديد النصوص ولكن الشعر بدأ في التخلص من قيود الوزن والقافية حتى اقترب من السرد ونحى السرد للتحرر من جديته ومنطقيته الزائدة وأصبح يقتر ب من النهايات المفتوحة وتعدد مستويات المعنى حتى اقترب من سمات الشعر.

فالسرد - كما تقول - زهراء يقدم زادا تجربة معاشه قد تعين على فهم الحياة وتوضيح الرؤية. وتتابع: أما الشعر فتكمن حيويته في عدم حسم موقفه تجاه شيء معمل لا يهدأ ولا يتوقف من الهدم والبناء وبناء ما هدم وهذا القلق يمد الشعر بطاقة الخلق والبناء وهو ما يغذي الشك والعداء تجاه الشعراء من قبل الحكماء والمناطقة والفلاسفة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى