الأحد ١٩ أيار (مايو) ٢٠٢٤
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

البحيرة المقدسة

كنت في زيارة إلى معابد الكرنك في الأقصر بصعيد مصر وتوقفت كثيرا أما مايطلق عليها البحيرة المقدسة التي تعد إحدى أسرار الحضارة المصرية القديمة فالبحيرة يبلغ طولها 80 متر وعرضها 40 متر وتوجد فى قلب معابد الكرنك على بعد مسافة ليست بالكبيرة من نهر النيل فلم تجف المياه داخلها طوال العام منذ إنشاؤها فى عهد الملك تحتمس الثالث الفرعون السادس بالأسرة 18 وذلك خلال الفترة مابين 1481 و1425 قبل الميلاد وحتى يومنا هذا وعندما سألت مدير معابد الكرنك قال : إن الكهنة كانوا يغتسلون داخل البحيرة المقدسة بالكامل قبيل البدء فى أداء أية مراسم دينية أو احتفالات قومية تحضرها الآلهة حسب التاريخ الفرعونى وتغذيتها بالمياه عن طريق قناة تصل البحيرة بمياه النيل والتى أنشأها الملك تحتمس الـثالث والإعجاز فى هذه البحيرة أن المياه فيها ثابتة ولا يزيد منسوب المياه أو ينقص حتى مع تغير ارتفاع أو نقصان منسوب النيل من أكثر من 3000 سنة ولم تجف البحيرة أبدًا وهذا يعد من البراهين المهمة لإثبات عبقرية المهندس المصرى القديم العظيم.

البحيرة المقدسة أمر وأشرف على حفرها الملك تحتمس الثالث حيث كان يحيط بها سور ضخم فى السابق ولكنه تهدم مع مرور الزمن لتصبح بالشكل الحالى على بعد خطوات من الجعران الفرعونى المميز بقلب الكرنك وكانت تستخدم فى التطهير والإغتسال فى العصور الفرعونية القديمة قبيل الطقوس الدينية للملوك والكهنة وخدام المعبد ويوجد على جانبى البحيرة الشمالى والجنوبى مقياس لنهر النيل لتحديد مواعيد الفيضان كل عام ومازال لها مدخلان أحدهما من الجهة الشرقية والثانى من الناحية الغربية يساعد فى نزول المياه وفى كل جهة سلالم حجرية تساعد فى النزول للمياه والخروج منها.

المحافظات المصرية زاخرة بالكنوز الأثرية والسياحية التي لاتوجد في أية دولة على مستوى العالم لذا لابد من تكثيف الأضواء في كافة وسائل الإعلام المحلية والعالمية حتى تكون تلك الكنوز إحدى المصادر الهامة للدخل القومي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى