الجمعة ٢٨ آذار (مارس) ٢٠٢٥
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

متحف شهداء بحر البقر

صباح يوم 8 أبريل 1970 قامت طائرات الفانتوم الإسرائيلية والأمريكية بقصف مدرسة قرية بحر البقر الابتدائية المشتركة التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية وكانت المدرسة فى الأصل مجموعة من الاستراحات الخاصة بشركة الاستصلاح الزراعى وتم تحويلها إلى مدرسة فقط قبل الحادث بـ 4 أشهر لخدمة الأهإلى وبعد تجميع ملفات الطلاب المنقولين من مدارس أخرى بدأت الدراسة فيها فى الصفوف الأول والثانى والخامس الابتدائى فقط والمدرسة الجديدة التى تم إنشاؤها بعد الحادث حملت اسم شهداء بحر البقر وهى موجودة فى مكان آخر وفى الطابق الثانى تضم غرفة بمثابة متحف يحتوى على مجموعة من متعلقات التلاميذ الشهداء منها كراسة واجب الحساب لأحد التلاميذ من الصف الثالث ومريلة تحمل بقع دماء وعدد من الأحذية الممزقة وبعض الكتب الدراسية وبقايا أقلام رصاص ومساطر وأساتيك كما تضم أيضا عددا من لعب الأطفال والعرائس سواء التى كانت مع بعض الشهداء أوالتى أهدتها الوفود التى زارت القرية فيما بعد للتلاميذ المصابين والناجين من الحادث هذا إلى جانب بعض الشظايا وجزء من جسم الصاروخ الذى ضرب المدرسة وقطع متناثرة من لوحات وأوراق وشهادات ميلاد الأطفال بالإضافة إلى بعض الصور للرئيسين حمال عبد الناصر والسادات ولوحة جدارية وصور للحادث وصور أخرى لإسعاف المصابين وإنقاذهم ثم تم نقل هذا الآثار إلى متحف الشرقية القومي بقرية هرية رزنة بالزقازيق الذي افتتح عام 1973 م وبعد ذلك أقيم متحف في مدرسة قرية بحر البقر كما يوجد نصب تذكاري كتب عليه أسماء التلاميذ الأبرياء الشهداء ويوم الأربعاء 7 أبريل عام 2021 افتتح محافظ الشرقية أعمال تطوير المتحف.

الفريق أول محمد فوزي وزير الحربية الذي أدار حرب الاستنزاف قال فى كتابه الإعداد لمعركة التحرير: حرب الاستنزاف أطلقت عليها عدة أسماء منها حرب المواجهة المباشرة والحرب المستحيلة وهى بالفعل كانت تبدو مستحيلة لأن خسائر قواتنا فى يوم 5 يونيو 1967 كانت مرتفعة لكن الشعب المصرى بموروثه الحضارى قررالصمود فخرج فى يومى 9 و10 يونيو 1967 فى مظاهرات حاشدة معلنا رفضه للقرار الذى اتخذه الزعيم الوطنى جمال عبد الناصر بالتنحى عن الحكم اعترافا منه بالفشل فى إدارة المعركة ضد إسرائيل وتراجع جمال عبد الناصر عن قراره نزولا على رغبة جماهير 9 و10 يونيو وقرر مواصلة بناء هياكل القيادة العسكرية الجديدة وقرر القادة العسكريون الذين وقع الاختيار عليهم لإعادة بناء القوات المسلحة المصرية التصدى للمهمة الوطنية بكل ما لديهم من قدرات وخبرات وتوالت العمليات والمعارك على جبهة سيناء وشهد العامان 1968 و1969 عمليات كثيرة قام بها الجنود المصريون ضد مواقع العدو فى سيناء المحتلة وكانت عملية لسان بورتوفيق التى تكبد العدو خلالها خسائر كبيرة بداية لتحول فى الموقف الإسرائيلي فقررت قيادة الجيش الإسرائيلى استخدام القوات الجوية ضد الأهداف العسكرية والمدنية المصرية وشنت طائرات إسرائيل غارات على مناطق مصرية عديدة بعيدة عن جبهة القتال منها نجع حمادى وإدفو وحلوان والمعادى ودهشور وفى عام 1970 زادت الغارات الإسرائيلية ففى شهر فبراير من العام نفسه شنت غارات على مصنع فى مدينة أبوزعبل بمحافظة القليوبية وقتلت سبعين من العمال وأصابت سبعين آخرين وفى شهر أبريل شنت غارتها الوحشية على مدرسة بحرالبقر فقصفت المبنى بصاروخين وخمس قنابل تزن ألف رطل وانتقلت سيارات الإطفاء والإسعاف لإنقاذ المصابين ونقل جثث الشهداء وأصدرت وزارة الداخلية المصرية بيانا تفصيليا عن الحادث جاء فيه أن عدد التلاميذ الذين استشهدوا بلغ 29 تلميذا وعدد المصابين بلغ 50 تلميذا وأصيب مدرس وأصيب أحد عشر من العاملين بالمدرسة وقامت الجهات المسئولة عن التعليم والإدارة المحلية بجمع ما تبقى من كتب وكراسات وملابس وأشياء التلاميذ الشهداء وخصصت فصلا احتوى هذه الأشياء وأطلقت عليه اسم متحف شهداء بحر البقر وحفرت لوحة من الرخام مدون بها أسماء التلاميذ الذين قتلتهم طائرات إسرائيل.

أضاف الفريق أول محمد فوزي : كانت نتائج قصف العدو لهذه الأهداف على عكس ما كان يتوقعه فقد عمقت التعاون بين الشعب وقيادته السياسية وازداد الإنتاج نتيجة إصرارالعمال على الصمود.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى