الاثنين ٣ آذار (مارس) ٢٠٢٥
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

ما لاتعرفه عن صاحب يوم الشهيد

يوم 5 يونيو عام 1967 قامت إسرائيل بعدوانها الغادر على مصر ولم يدخل الجندي المصري المعركة وجها لوجه ولذا حصلت مصر على هزيمة لاتستحقها وحصلت إسرائيل على نصر لا تستحقه واحتلت سيناء الحبيبة ولكن في تلك الفترة القيادات المصرية لم تتباكى بل اعتمدت على المولى عز وجل وبدأت التخطيط العلمي ففى الحادى عشر من شهر يونيو 1967 أُختير البطل الفريق عبد المنعم رياض رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة المصرية فبدأ مع وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة الجديد وقتئذ الفريق أول محمد فوزي إعادة بنائها وتنظيمها

كان البطل الفريق عبد المنعم رياض يؤمن بحتمية الحرب ضد إسرائيل ويعتقد أن العرب لن يحققوا نصراً عليها إلا في إطار استراتيجية شاملة تأخذ البعد الاقتصادي في الحسبان وليس مجرد استراتيجية عسكرية كما كان يؤمن أيضاً بأنه (إذا وفرنا للمعركة القدرات القتالية المناسبة وأتحنا لها الوقت الكافي للإعداد والتجهيز وهيأنا لها الظروف المواتية فليس ثمة شك في النصر الذي وعدنا الله إياه) كما كانت له وجهة نظر في القادة وأنهم يصنعون ولا يولدون فكان يقول: (لا أصدق أن القادة يولدون ..إن الذي يولد قائداً هو فلتة من الفلتات التي لا يقاس عليها كخالد بن الوليد مثلاً ولكن العسكريين يصنعون ..يصنعهم العلم والتجربة والفرصة والثقة... إن ما نحتاج إليه هو بناء القادة وصنعهم والقائد الذي يقود هو الذي يملك القدرة على إصدار القرار في الوقت المناسب ) وقد تنبأ البطل الفريق عبد المنعم رياض بحرب العراق وأمريكا حيث قال : ( إن بترول أمريكا سوف يبدأ في النفاذ وستتوق إلى بترول العراق خلال 30 عام تقريبا) وهاهو التاريخ يؤكد ذلك حيث قامت أمريكا بغزو العراق يوم 20 مارس عام 2003 م

نذكر أيضا.. قبل أسبوعين من قيام البطل الفريق عبد المنعم رياض بزيارته إلى جبهة القتال طلب من سكرتيره استمارة المعاش الخاصة به من شئون الضباط التى بمقتضاها يصرف الورثة المعاش ومنحة الثلاثة شهور بالإضافة إلى مصاريف الجنازة فقد تذكر أنه لم يملأ الاستمارة فى ملفه العسكرى وبالطبع الدهشة عقدت لسان سكرتيره وتسآءل : أبعد 31 سنة خدمة فى القوات المسلحة هل يعقل أن سيادة الفريق قد نسى أن يملأ استمارة معاشه؟ فالضابط عادة يملأ هذه الاستمارة فور تثبيته فى رتبة الملازم .. ثم لماذا لم تخطر مسألة الاستمارة فى باله إلا الآن؟

ذهب السكرتير والحيرة والتشاؤم يتملكانه إلى شئون الضباط لتنفيذ الأوامر ويندهش الضابط المسئول عندما يكتشف أثناء مراجعته لملف رئيس الأركان أنه لم يملأ استمارة معاشه بالفعل وتملأ الاستمارة ويحدد فيها اسم شقيقته وريثاً لكل مستحقاته حال استشهاده وذلك قبيل استشهاده بحوالى 72 ساعة أى: يوم الخميس السادس من شهر مارس وفي صبيحة يوم الأحد التاسع من شهر مارس 1969 قرر أن يتوجه البطل عبد المنعم رياض بنفسه إلى الجبهة ليرى عن كثب نتائج المعركة ويشارك جنوده في مواجهة الموقف كما قرر أن يزور أكثر المواقع تقدماً التي لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 متراً ووقع اختياره على الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو في اليوم السابق ويشهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة في حياة البطل الفريق أول عبد المنعم رياض حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده واستمرت المعركة التي كان يقودها البطل الفريق أول عبد المنعم بنفسه حوالي ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء أستشهد متأثراً بجراحه وفى جنازة عسكرية مهيبة خرجت جموع الشعب المصرى لتودع بطلها إلى مثواه الأخير وتطالب بالثأر وبالفعل أصدر الرئيس جمال عبد الناصر رحمه الله بضرورة الأخذ بثأر البطل الشهيد الفريق أول عبد المنعم رياض وتم تكليف اللواء محمد أحمد صادق مدير المخابرات الحربية والاستطلاع والبطل إبراهيم الرفاعي بذلك وفي ليلة الأربعين من استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض هجمت المجموعة 39 على موقع لسان التمساح ودمرت كل من هو في الموقع وقتل 44 جنديا وضابطا إسرائيليا.

رحمة الله على روح البطل الشهيد الفريق أول عبد المنعم رياض وعلى أرواح شهداء مصر الأبرار.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى