الثلاثاء ١ نيسان (أبريل) ٢٠٢٥
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

صدور العدد الجديد لمجلة الهلال

أصدرت مجلة الهلال عددها الجديد لشهر أبريل 2025 ويحمل رقم 1586 والذي يتزامن مع الاحتفال بعيد الفطر المبارك تحت عنوان مصر الفرحة ويقدم مجموعة متميزة من الموضوعات التي تجمع بين البعد الثقافي والاجتماعي وفي مقاله الدراما التي يحتاجها الوطن أوضح رئيس التحرير الكاتب الصحفي طه فرغلي أن الدراما تلعب دورًا أساسيًا في بناء الوعي وتشكيل الهوية والذوق العام داعيًا إلى ضرورة التمسك بقيم المجتمع والحفاظ على الهوية المصرية في الإنتاج الدرامي ومن ناحية أخرى تناول الكاتب عبد القادر شهيب في مقاله فرح المصريين تأثير الشأن العام والهم الوطني في وجدان المصريين مستعرضًا الأثر العاطفي الذي خلفته لحظة نصر أكتوبر المجيدة وكما يسلط العدد الجديد من مجلة الهلال الضوء على الأعياد في اللغة والأديب وعبقرية الإنسان المصري المتفردة والأعياد والاحتفالات في مصر القديمة وبالبهجة والعيد عند المصري القديم وتاريخ فرحة عيد الفطر واحتفالات قبائل مطروح بين التراث وتراث الحضور.

أيصا يتناول عدد أبريل 2025 المسرح المصري ما بين الإنتاج الغزير وغياب الجمهور ورفض النقد والإسهامات الإيجابية لفرق القضاع الخاص بالمسرح المصري بالإضافة إلى الأدوار الوظيفية للفن المسرحي والمسرح الغنائي في مصر منذ نشأته حتى منتصف العشرينيات ويضم عدد الهلال الجديد أيضًا مساهمات لمجموعة من كبار الكُتّاب والمثقفين أبرزهم الكاتب الصحفي حمدي رزق والكاتب حلمي نمنم وزير الثقافة الأسبق والدكتور ياسر ثابت والدكتور محمد فتحي فرج إلى جانب الروائية سلوى بكر والدكتور إبراهيم خليل إبراهيم والدكتورة إيمان مهران والدكتور أشرف مؤنس والدكتور عبد الواحد النبوي والدكتورة رانيا يحيى وقفات مع احتفالات وجاء مقال د. إبراهيم خليل إبراهيم بعنوان وقفات مع احتفالات وقال فيه: المصريون منذ القدم حولو حياتهم ومناسبتهم إلى ألوان من البهجة والفرح ومن ثم كانت الطقوس الجميلة التي توارثتها الأجيال.. لقد علمت مصر العالم معنى الاحتفال بالفرحة وهذه هى شخصية مصر وروحها المتفردة ومن تلك الطقوس والمناسبات:

دبلة الخطوبة:

دبلة الخطوبة عادة من عادات أجدادنا الفراعنة وتوارثتها الأجيال منذ آلاف السنين فأول مراحل الزواج تبدأ عندما يتقدم الشاب إلى أهل الفتاة ويطلب يدها للزواج وعندما تتم الموافقة يتفق أهل العروسين على تجهيز عش الزوجية فالرجل عليه أن يوفر مكان المعيشة وأثاث المنزل بينما في الغالب يتكفل أهل العروس بتجهيز المطبخ وأدواته والأجهزة الكهربائية وتكون هذه التجهيزات حسب مقدرة كلا الطرفين وتقسيم مهام إعداد عش الزوجية يترتب عليه موعد الخطوبة وبالتالي ذهاب العروسين إلى الجواهرجي في صحبة الأهل كي تختار العروس دبلتها إلى جانب قطعة أو قطعتين من الخواتم الذهبية ويقوم العريس بوضع الدبلة في خنصر اليد اليمنى لعروسه وتقوم هى بوضع دبلته في يمناه وتنطلق زغاريد النساء ويبدأ الرقص والغناء ويتعهد العروسان بعدم خلع الدبل من أيديهما إلا عندما تنتقل إلى اليد اليسرى يوم الزفاف وسر وضع الدبلة في اليد اليمنى يرجع إلى إنها التي نحلف بها يمين العهد فكلا الطرفين يعطي عهداً للآخر بأنهما سيرتبطان معاً فتعتبر الخطبة بمثابة اليمين أو العهد أو الميثاق بين الرجل والفتاة ولهذا يوضع الخاتم في اليد اليمنى في فترة الخطوبة أما المحبس فترتديه الفتاة فوق الدبلة حتى تحبس الدبلة من الخلع والانزلاق ويدل ذلك على قوة الرباط بين الرجل والفتاة ويعد بقوة رباط الزواج الذي يعيش إلى الأبد أما وضع الدبلة فى الأصبع الرابع من اليد اليسرى فى الزواج فله علاقة بشريان يمتد من الأصبع ويتصل مباشرة بالقلب ويعرف بشريان الحب.

جهاز العروسين:

بعد إتمام الخطوبة وتحديد موعد الزواج بعد فترة يستطيع خلالها العروسان تجهيز متطلبات الزواج يبدأ الطرفان في شراء جهاز العروسين وعادة ما يتم ذلك بالتنسيق بينهما فلا بد أن يتشاركا في اختيار أثاث المنزل وألوان الستائر والسجاجيد وحتى ألوان جدران عش الزوجية وغالبًا ما يتم شراء الموبيليا من دمياط المدينة الأشهر في صناعتها أما الأشياء الرفيعة ومستلزمات الأفراح فغالبا ما يشتريها العروسان من منطقة درب البرابرة وهو مكان يتجمع فيه كل ما يتطلبه الزواج فضلاً عن أسعاره التي لا تقارن بنفس البضائع المعروضة في الأماكن الأخرى ولنشأة سوق درب البرابرة أكثر من رواية تاريخية إحداها تقول إن هذه المنطقة منسوبة إلى قبائل البربر سكان شمال أفريقيا وبلاد المغرب والتي جاءت إلى مصر مع جوهر الصقلي أثناء فتح القاهرة واتخذوا هذا المكان محلاً لإقامتهم ومع مرور الوقت تحولت إلى سوق خاصة لبضائع الزواج ورواية أخرى تقول إن جماعة من البربر جاءت إلى القاهرة للعمل كخدم لدى الباشوات أثناء حكم محمد علي باشا الكبير في بداية القرن التاسع عشر ونظرا لتعايشهم في شكل مجتمع صغير كانت إقامتهم في درب البرابرة الذي أخذ منها هذا الاسم وبعيدا عن الأصل التاريخي للمسمى فإن سوق مستلزمات الزواج ذات أصول فرعونية فالقدماء المصريون كانوا قد عرفوا السوق المتخصصة وكانت سوق الرباط المقدس أو الزواج هي أهم وأشهر تلك الأسواق وقبيل الزفاف يتم نقل جهاز العروس من منزل أبيها إلى منزلها الجديد لدى الزوج أو يتم ذلك في العلن ودائمًا ما ينقل على أكتاف الرجال ورؤوس السيدات أو في سيارات مصحوبًا بزفة وغناء ليرى الناس مدى قيام والد العروس بتجهيز ابنته كما يعد هذا العمل إعلانًا عن قائمة المنقولات الخاصة بالعروس وقد تأصلت هذه العادة والفرجة على جهاز العروس منذ العصر الطولوني بعد أن نقل جهاز الأميرة قطر الندى ابنة خماروية إلى عريسها خليفة بغداد واستمرت عملية النقل قرابة 6 أشهر.

عقد القران:

عادة ما يتم عقد القران في يوم الزفاف ولكن هناك من يفضلون أن يعقدوه قبيل ذلك بأسابيع .. يأتي المأذون في جلبابه الشهير الجبة والقفطان ومعه دفتر العقود ويحرر العقد بحضور العريس ووكيل عن العروس واثنين من الشهود ويحرر المأذون العقد من ثلاث نسخ يحتفظ العريس بواحدة وأهل العروس بأخرى والثالثة تظل مدونة لدى المأذون ويدونون في العقد قيمة الصداق أو المهر المتفق عليه والذي يتفاوت حسب الإمكانات المادية للعريس والمأذون كان موجودًا عند القدماء المصريين وهو ذلك الشخص الذي يأذن له المعبد بعقد رباط الحياة الزوجية المقدس بين العروسين وكان العقد أيضًا يتكون من ثلاث نسخ توزع كما يحدث الآن تمامًا كما أن الفراعنة حرصوا عند تحرير العقد على اشتماله على التاريخ باليوم والشهر والفصل والحقبة واسم حاكم البلاد وحرصوا أيضا على أن يدونوا فيه قيمة المهر وكان عبارة عن قطعة أو قطع من الفضة إلى جانب زكائب من القمح.

ليلة الحنة:

ليلة الحنة هى أشهر مواكب احتفاليات الزواج في مصر وهي الليلة التي تسبق ليلة الزفاف وفيها يقوم أهل العريس والأصدقاء بعمل معجون من الحناء ويضعونه في صينية كبيرة تحاط جوانبها بالشموع ويدورون بها على بيوت الأهل والأقارب وفي شوارع الحي حتى بزوغ الفجر والحنة السويسي هى الأشهر من بين مواكب الحنة في مصر وهى منسوبة إلى مدينة السويس حيث نشأت وانتشرت في المحافظات والمدن الأخرى أثناء فترة التهجير بعد نكسة عام 1967 وأهم ما يميزها هي آلة السمسمية التي يتغنى ويتراقص عليها الكبير والصغير لأن أنغام تلك الآلة الموسيقية تتسم بالبهجة وسرعة الإيقاع مما يجعلها مناسبة جدًا للمناسبات السعيدة وفي ليلة الحنة تزين العروس قدميها وكفيها بمعجون الحناء إلا في بلاد النوبة في أقصى جنوب مصر فهناك يحنون كل جسد المرأة ليلة العرس معتقدين أن بذلك يتم تطهيره وهو معتقد فرعوني حسب تأكيدات علماء المصريات.

ليلة الزفاف:

ليلة الزفاف أو ليلة الدخلة كما يحلو للمصريين هى أول أيام زواج العروسين ولذا يطلق عليها ليلة العمر ففيها تنطلق رحلة العشرة والألفة والتي تدوم إلى ما يشاء الله من السنين ويقام فيها حفل بهيج يبذل فيه الأهل والخلان أقصى جهد ليصلوا بهذه الليلة إلى أعلى مراتب الفرحة ففي ساحة العرس تتعالى الزغاريد في كل مكان وفي المطبخ تتسابق النسوة لإعداد الوليمة الكبرى التي يدعى إليها الأحباب والجيران والأهل والأصدقاء وتتجمل الكوشة التي يجلس بها العروسان بالزهور والورود البيضاء والحمراء والصفراء وهذه الكوشة لا تختلف عن تلك التي كان يزينها الفراعنة بزهر الياسمين وكان الفراعنة يطلقون عليها اسم الكوش

الصباحية:

هى اليوم التالي للزفاف ويقوم الأهل بتحميل المؤن والكعك والبسكويت ويذهبون إلى العروسين حاملين تلك الأغذية مما لذ وطاب في أسبته مصنوعة من الخوص تغطيها البشاكير البيضاء ويهنون ويباركون بإعطاء العروسين مبلغًا من المال يسمى نقوطًا ويعد هذا النقوط بمثابة الدين الذي يرد في مناسبات الفرح وللصباحية أيضًا أصل فرعوني حيث أكد باحث فرنسي قيام أهل العروس الفرعونية بزيارة ابنتهم صباحية يوم الزفاف للاطمئنان على أحوالها وإعطائها وزوجها المؤن فتأصلت تلك العادة وتوارثناها شأنها شأن عادات الزواج المصري الحديث الأخرى التي تكاد تتطابق مع العادات الفرعونية.

السبوع:

السبوع هو احتفال نقيمه نحن المصريون للمولود بعد سبعة أيام من مولده ويعود أصل احتفال السبوع إلى المصريين القدماء ففي بداية السبوع يوضع الطفل المولود داخل غربال وهو عبرة عن صينية قعرها عبارة عن شبكة ويوضع على طاولة عالية وبجواره إبريق لو كان المولود ذكرا أو قلة لو كان المولود أنثى ثم يحمل الغربال بالطفل ويوضع على الأرض ويبدأ ما يسمى بدق الهون وهو عبارة عن صوت يصدر نتيجة دق الهون المعدني وتقوم به غالبا جدة المولود أو إحدى السيدات الكبيرات في السن وتردد وهي تدق هذا الهون عبارات بها وصايا للمولود كأن يكون مطيعا لوالديه أو غيره ثم تمر الام من فوق الطفل سبع مرات تردد خلالها السيدة التي كانت تدق الهون عبارات البسملة وبعد ذلك يوضع الغربال بالطفل مرة أخرى فوق الطاولة ويحمل الأطفال والكبار شموع بيضاء مشتعلة ويطوفون بالطاولة مرددين الأناشيد المشهورة للسبوع ثم يتم توزيع الحلوى على الأطفال ويصاحب الاحتفال بالسبوع أناشيد منها:

حلقاتك برجالاتك.. حلقة دهب ف وداناتك

ويارب ياربنا.. يكبر ويبقى زينا.

كعك العيد:

من طقوس الاحتفال بالعيد الكعك وهو من الحلويات الشرقية الأصيلة التي تصنع من الدقيق والسكر والسمن وتتفنن السيدات في إعداده بأشكال ونكهات متنوعة فالمصري القديم ابتكر الأكلات والأطعمة والحلوى اللذيذة ومن بينها الكحك وظهرت رسوماته وطرق إعداده قديمًا على جدران المعابد والمقابر الفرعونية القديمة في مدينة منف كما تم تسجل طقوس الأعياد في الأسرة الـ 18 ومقبرة الوزير خميرع بمدينة الأقصر كما وجدت بعض النماذج للكحك الفرعوني في المتحف المصري بالتحرير وكانت النساء يعدن الكعك ذات الرسوم المبهجة كرسم قرص الشمس المضيء واحتفل الفاطميون بالأعياد بصناعة الكعك حيث شاع في العصر الفاطمي طقس تخصص به المطبخ السلطاني وهو توزيع الكعك على العامة مع النقود الذهبية داخل صواني الكعك كنوع من إدخال السرور على العامة وكذلك حشو الكعك بالدينارات ثم ابتكروا حشوات أخرى وكان وراء ظهور هذا لأول مرة حين شح إنتاج مصر من القمح والسكر وعانى الناس من أيام صعبة وحين انفرجت الظروف وزادت انتاجية القمح قرر الخليفة الفاطمي آنذاك بصنع الكعك وتوزيعه على العامة وتزامن ذلك مع بداية العيد.

كان الخليفة يخصص حوالى 20 ألف دينار لعمل كحك عيد الفطر وتتفرغ المصانع من منتصف شهر رجب لصناعة الكحك وكان الخليفة يتولى مهمة توزيع الكحك على الرعايا وكان حجم الكحك فى حجم رغيف الخبز وكان الشعب يقف أمام أبواب القصر ينتظر نصيب كل فرد فى العيد وأصبحت عادة سنوية فى هذه الفترة وكان يكتب على الكحك عبارة كل واشكر مولاك ثم ساد الطقس وارتبط بالعيد وحتى هذه الأيام في بعض الأماكن في مصر يتم تقديم الكعك مع عملات معدنية كتميمة للحظ وسعة الرزق وترحيبًا بالضيوف الذين يتناولونه وظلت هذه العادة الجميلة المرتبطة بالعيد موجودة وثثوارثها الاجيال واضيف اليها البسكوت والبيتى فور والغريبة واشكال اخرى كيرة من اشكال المخبوزات وفى الريف المصرى وبعض الاسر ايضا فى المدن تتمسك بعادة صنع الكحك للعروسين ليقدموه للمهنئين بعد الزواج كما تزخر الأغاني الشعبية القديمة والأمثال بكثير من التعبيرات التي تربط الكعك بالأعياد وغيرها من الأغنيات التي تحب المصريات التغني بها في تجمعات صنع الكعك بالبيوت.

العيدية:

العيدية من مظاهر العيد وقد ظهرت لأول مرة في العصر الفاطمي على يد الخليفة المعز لدين الله الذي أراد أن يستميل أفئدة المصريين في بدايات حكمه فكان يأمر بتوزيع الحلوى وإقامة الموائد وتوزيع النقود والهدايا والكسوة مع حلول العيد على رجال الدولة وعامة الشعب كما كان يهدي بنفسه دراهم فضية للفقهاء والقراء والمؤذنين مع انتهاء ختمة القرآن الكريم ليلة العيد وكان للعيدية أسماء مختلفة مثل الرسوم والتوسعة وقد تراجعت طقوس الاحتفال جزئيا في العد الأيويي مع الأنشغال بالحروب الصليبية ومع دخول عصر المماليك واستقرار ملكهم ببلاد مصر والشام عادت طقوس الاحتفالية للازدهار من جديد وفي العصر المملكوي عرفت العيدية بالجامكية وكانت عبارة عن مبلغ يصرف بأمر مباشر من السلطان كراتب خاص بمناسبة حلول العيد يمنح لموظفي الدولة من الجند والأمراء وكبار الموظفين تم تم تحريف الكلمة لتصبح العيدية وكانت توزع حسب القيمة الاجتماعية للشخص فكان يوزع دنانير ذهبية وحلوى وطعام فاخر على أصحاب المقامات العليا كالأمراء وكانت تعطى على سبيل هدية من الحاكم ومع تطور العصر تغير شكل العيدية لستقر على شكل نقود توزع على أفراد الأسرة الواحدة وتختلف حسب الفئة العمرية وفي العصر العثمانى اختلف شكل العيدية فلم تعد مبلغا تتولى صرفه الدولة وإنما تحولت إلى ثقافة وعادة شعبية يقوم الناس بآدائها فيما بينهم وقد شملت مبالغ مالية وهدايا من الطعام والملابس وغير ذلك.

رأس السنة وشجرة الميلاد : احتفالات رأس العام عادة مصرية قديمة وأول من ربط الاحتفالات بشجرة ميلاد مزينة هم قدماء المصريين ونؤكد أن المصريين كانوا يحتفلون برأس السنة من خلال عيد أطلق عليه عيد إبت رنبت أي : رأس السنة المصرية القديمة وكان ينتظر أهل مدينة طيبة الشهر الثاني من فيضان النيل لإقامة احتفالات ميلاد العام الجديد حيث كان الاحتفال يبدأ باستعداد المصريين لاستقبال ابن المعبود آمون خارجا عليهم في موكب عظيم بدءا من معبد الكرنك متوجهًا نحو معبد الأقصر ومهرجان أو عيد الأوبت أو الإبت كان يتم باصطحاب تماثيل آمون وموت وخونسو وكان يبدأ الاحتفال من معبد آمون في الكرنك إلى معبد الأقصر في رحلة تمتد لأكثر من كيلومتر في مشاهد مشابهة لما تم عرضه في احتفالات الأقصر قبل عامين المعروفة باسم موكب طريق الكباش والمصريون القدماء اصطلحوا على تهنئة بعضهم في عيد رأس السنة بقولهم سنة خضراء وكانوا يرمزون للحياة المتجددة بشجرة خضراء كما كان يصاحب العيد كرنفال للزهور ابتدعته الملكة كليوباترا ليكون أحد مظاهر العيد عندما تصادف الاحتفال بجلوسها على العرش مع عيد رأس السنة وكان المصريون يتناولون البط والإوز والأسماك المجففة والنبيذ خلال الاحتفال بكميات كبيرة مقارنة بما كانوا يتناولونه طوال الأيام خلال العام وهو الأمر الموثق بالجداريات المصرية القديمة على جدران معبد دندرة ضمن مشاهد الاحتفالات بعيد رأس السنة الجديدة وقد اعتبر المصريون القدماء الاحتفال به في الدولة الحديثة ذا طابع دنيوي فخرج من تصنيف الأعياد الدينية وأصبح في عداد الأعياد الشعبية أما عن شجرة عيد الميلاد أو شجرة الكريماس المعروفة الآن فأصلها يرجع إلى القدماء المصريين حيث قال العالم الكبير جيمس هنري عن تلك الشجرة في كتابه فجر الضمير .. حيث عودة إيزيس بالشجرة والعودة إلى الحياة التي تنبعث ثانية بعد الموت في هيئة شجرة خضراء ونشأ عن ذلك الحادث عيد جميل يقام كل سنة تذكرة بتلك المناسبة وذلك برفع شجرة مقتلعة وغرسها في الأرض في محفل عظيم وقال ويليام نظير في كتابه العادات المصرية بين الأمس واليوم .. إن المصريين آمنوا أن المعبود أوزير بالحضارة المصرية القديمة وصاحب أسطورة الصراع بين الخير والشر أنه هو القوة الذي يمدهم بالحياة ويعطيهم القوت في هذه الدنيا وأنه هو الأرض السوداء التي تخرج الحياة الخضراء فرسموه وقد خرجت سنابل الحبوب تنبت من جسده كما رمزوا للحياة المتجددة بشجرة خضراء وكانوا يقيمون في كل عام حفلا كبيرا ينصبون فيه شجرة يزرعونها ويزينونها بالحلي كما يفعل الناس اليوم بشجرة الميلاد.

هذا هو القليل من عظمة المصريين والروح المصرية المتفردة منذ فجر التاريخ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى