أريج الماضي
صور شتى تتسابق في ميدان ذاكرتي حاملةً معها أفراحاً وأحزاناً كانت هناك جالسة في زوايا البعيد، هاجرةً نسق الحياة الجديدة، رافضة حقيقة الواقع المتناسي ذكريات الماضي وأريجه السابح في فضاء مخيلتي.
صراع يدور بين روحي وروحي فهي مقيدة بسلاسل الواقع المرفوض، الجاف، الحزين، الجاثم على مجريات الأحداث. وهي أيضا تنظر إلى الماضي بأبعاده الجميلة وأيامه الملأى بالعفوية والبراءة وفراغه من جدليات الحاضر وإزعاجاتها المريرة.
لا زلت أذكر تلك الأيام؛ أيام الجامعة فهنا بين أشجار السرو الشامخة العتيقة وحدائق الورد الباعثة للنور تقبع كليتي الحبيبة.
ها هي أحجار المباني العتيقة ذات العروق المرسومة بفن الأزلية تناديني أين أنت!!! وكأنها لا زالت تذكرني، بلا وكيف تنساني فكم من أزمان كثيرة مرت وأنا أجول بنظري إليها متمتعا وغارقا في لذة الجمال العتيق.
هنا، هنا كنا نجلس على ذلك المدرج بقلب الكلية ونتبادل أحاديثا ملؤها الفرح وحب الحياة وبراءة الطفولة غير مدركين لأبعاد المستقبل ومعطياته.
إني الآن أشم أريج الأمطار عند ميلادها واختلاطها بغبار الأرض وتلك المظلة الخضراء المزهرة التي تعتليها حبيبتي.
بدأت عيناي تمطران وبدا قلبي يعتصر ويدي تثقل عن الكتابة.. حبيبتي يا لتلك الكلمة وكأنها حسام اخترق جسدي ومزقه. حبيبتي إني حزين فأنا أحن بكل ما في من جوارح لك أنت، أنت فقط.
حبيبتي هل تذكريني أم أن النسيان أراحك وتركني أتعذب بذكراك، لن أنساك، لن أنسى تلك الابتسامة التي ترى من خلالها أبعاد الحياة وارتقاء الروح إلى أفق السماء، لن أنسى تلك العينان الهادئتان هدوء الليل الطويل في جزيرة ما في بحر ما.
كم اشتقت إليك واشتاقت أذناي لسماع معزوفة الحب من قيثارة شفتيك.
كأني هنا ولست هنا فجسدي هنا وروحي هناك على تلك الخشبة في مسرح الماضي تعانق تلك الذكريات وترجوها بالعودة ولو للحظة ولكن هيهات فقد كان ما كان ولن يكون مرة أخرى إلا في ملكوت آخر وأبعاد أخرى تجتاز هذه الأرض بأبعادها القصيرة.
إلى هناك يا روحي أذهبي لعلك تلتقين ولأريج ذلك الماضي تعانقين.
الاسم : رأفت عزيز دعسان
مكان الولادة وتاريخها : عمان 23/07/1975م .
الجنسية عند الولادة. : أردني
الجنسية الحالية. : أردني
الحالة الاجتماعية. : متزوج
مكان الإقامة الحالي. : السعودية – المدينة المنورة
العنوان و رقم الهاتف و عنوان البريد :
السعودية – المدينة المنورة – +966502378448 –
rafat_aziz@yahoo.com
التحصيل العلمي . : بكالوريوس علم الحاسوب – الجامعة الأردنية
ا
مشاركة منتدى
6 نيسان (أبريل) 2005, 00:29
مقالة جميلة جداً ومؤثرة في كل جامعي مرت عليه تجربة مماثلة أو شبيهة.
ويظهر صدق الأحساس وتدفق العواطف جلياً في هذا الحوار الجاري بين النفس وذاتها.
أتمنى للكاتب التوفيق وإصدار مقالات جيدة ممتازة كما عودنا.