

أعزف لحني
(وجدت نفسي أجلس في السجادة وأنزل بدوري إلى حلبة الذكر مهمهماً بكلمات لا أعلم لها معنى غير صدىً جاءني من قبل هذه الأديبة السودانية المعطونة برائحة التراب والقباب وبحب من تعرف ومن لاتعرف.. فكانت هذه الرحلة الروحية إلى رحاب وآفاق لا تتسع إلا لمن يطأ ثراها ..
وأنا أتجول في رياض الأديبة ماجدة إمام عثرت على هذه الوردة النادرة العطرة من بين عشرات الورود فأبت نفسي إلا أن أتنسمها معكم.. )
كنت عابرةفرأت عينى آلة العود فوق المكتبةتناولته وجلست على سجادتى، عندى معها ذكريات جميلة ترهقنى أوصافهالونها ممزوج بألوان الفرح والورودناعمة مخملية جلبتها من البعيدكشميرية الأصل غُزِلَتْ بأيدٍ مبدعةحافية أنا، فى لحظات التجلى اخترق الجاذبيةجلست عليها وأمسكت العود وعزفت بأناملى لم أبحث عن ريشةنغمات مبعثرة ابتداتها من دوزنة تجاورنىوحينما عبق عطر النغم، فاحت، ثم استعديت للرحيلفرحلنا أنا وسجادتى وعودى فى تمدد عرضى بخط الأفققطعنا أميال ونحن فى أنس روحى ورضىوصلنا تشاد لا أعلم لمَ قادتنى سجادتى إلى هناكوجدت مروج خضراء ونسائم داعبت خصلاتى وزغاريدوردد الصدى لحن النشيدتحررت من سجادتى وانزلقت ألهو وتراقصت طربادوى ايقاع من وراء السهول زاد السروررقصاتى أصبحت هجين كما ألوان سجادتى وحالىرقصت رقصة أم در كالحمامة وانتهى رمز الأصالةخلطتها بالشرق الحبيب سيفى ساقه لى الجنعرضت وضربت الدف والنقارة وسرحت مع البقارةومن شمالنا تماوجت مع الطمبارةومن جنوبنا قفزت والطبل له دوى.. له هدير ألزم الوجدان حراكاوكدت اطيرأناملى زحفت نحو الوتر السباعى فتولد عندى الحنين لجذور صافيات تعنينىسبحت بحر الخليج والى تطوانى على صدر المحيطوإلى المضيق ذكرى أحباب هجروا الديار وقصر مشيد فى غرناطةوأواه يا اندلس من مشهد مهيبسرى لحنى المذيب فاذاب قلبى وتحررت من الجاذبية وصعدت من ذاك التل الحبيبالى أفق بعيد داعبت ذرات الهوى غازلنى، أفسح لى الطريق عبرت وأناملى تعزف أنغام السفر البعيد والتحليق رددت مع أسراب طيور مهاجرة تبعتنى وانا اموجمن سمع ليس كمن رأى، رأيت أمراً عجيبنوار وابهار وناغمت الحبيبحيانى وأهدانى ايقاعات وأدخلنى فى حلقة الدراويشفهمت معهم وتصايحنا وعزفنا لحن الخلودالله حى الله حى الله حى الله حىالحق لا اله الا الله ..