الثلاثاء ٢٧ تموز (يوليو) ٢٠٢١
بقلم مطران العياشي

أقبلت ياعيد

سُرَّ الفــؤادُ بِعِــيْـدِ النَّحْـــرِ والحِجَــجِ
وَهَامَ يختــالُ في إشْـــــرَاقَةِ الوَهَـجِ
أقْبَلْتَ ياعيدُ والأشْـــوَاقُ غَـــــامِــــرَةٌ
والأنْسُ يَحْلُو بِصُــبْـحٍ مِنْــكَ مُنْـبَـلِجِ
فالبِشْــــرُ هَــلَّ وكُلُّ الكَـــوْنِ مُنْشَـرِحٌ
يَهْـميْ صَــفَـــاءً مَعَ تَنْــوِيْـرَةِ السُّـــرُجِ
وَمِــــنْ رُبَــا عَــرَفَــــاتِ اللهِ أدْعِــــيَـةٌ
يَصُوْغُها القلبُ في ذِكْـــرٍ وفي لَهَـــجِ
يارَبُّ أسْـعِـــدْ خَلِيْــلَاً فــيهِ مُبْـتَهِجَــاً
إلى الخَطِـــيْـئَـةِ لَـمْ يَهْــفُ وَلَـمْ يَـلِـجِ
واحْفَـظْ حَبِيْبَاً بَـرَاهُ الشّــوْقُ مُرْتَـقِـبَاً
جَذْلَ الفُـؤادِ بِحُـبِّ فِــيْـكَ ، مُـمْتَــزِجِ
فـهــذهِ تَهْـنِــئَاتُ الـعِـــيْــدِ أرْسِــلُــهَــا
عِطْرَاً تُزَفُّ بِنَفْــــحِ العِشْــقِ والمُهَــجِ
تَنْثَالُ زَهْـــــوَاً بِنُــوْرِ العِـــيْــدِ وَارِفَــةً
عَلَى حَبِيْبٍ بِلُقْيَا الصَّحــْبِ مُبْتَهِــــجِ
فَكُلُّ عِيْدٍ لَنَا فِي الوَصْــــلِ مُجْــــتَمَعٌ
وَزَادَكَ اللهُ أجْــرَاً فـي عُـلـى الـــدَّرَجِ
بَعَـثْتُهَا مِنْ أرِيْــــجِ العِـــطْــرِ عَابِقَــةً
تَنْدَاحُ حُبَّاً لأهْـــــلِ الطّـــيْبِ والأَرَجِ
وكُـلُّ عَـــــــامٍ بِخَــــيْرٍ أنْتُـــمُ وَلِمَـــنْ
كَسَــانِيَ الْحُـــبَّ تَحْــنَـانَاً بِــلا نَسَــجِ
وَانْعَمْ بأنْسٍ فَــلا نَفْــسٌ هُـنَا عَلِـمَتْ
مَاذَا يُرِيْدُ لَهَــا الرَّحْمَــــنُ مِنْ فَـــرَجٍ
واحْمَــدْ لِرَبِّكَ فَضْـــلَاً كُنْتَ تُحْـــرَمهُ
لَوْلَاهُ مَاحُـــزْتَ دَرْبَ الحَـــقِّ وَالبَلَجِ
فَــهَــلْ تُرَانَــا سَنَقْضِــيْ العِــيْدَ ثَانِيَةً
أمْ يُسْكَبُ الدَّمْــــعُ رَقْرَاقَاً عَلى وَدَجِ
فَهَـــذِهِ الـــدَّارُ لا يَصْـــفُوْ لَهَــا كَــــدَرٌ
فَخُــــذْ حِذَارَكَ واسْتَمْتِعْ عَلى عِــوَجِ
مَـــنْ لَاذَ بِاللهِ مَــا بَـارَتْ بِضَـــاعَـــتُهُ
وَمَنْ عَصَاهُ فَفِيْ هَـــمٍ وَفِــيْ اُجَـــجِ
مَنْ يَنْشُــد الفَـوْزَ لا يَشْكُــو مَفَــاوِزَهُ
ويَرْتَضِيْ السَّيْرَ في الأشْوَاكِ والدُّلَجِ
فانْعَمْ بِلُبْسِـكَ مَسْـــــرُوْرَاً بِــرَوْنَقِــــهِ
واهْنَأْ بِعِيْدِكَ مَا في الدِّيْنِ مِنْ حَـرَجِ
يَا أيُّهَـــا الْعِيْـــــدُ قُـــرْآنِيْ يُعَــلِمُـــنِي
أنَّ الطّــــرِيْقَ لِرَبِّيْ غَـــيْرَ مُـنْعَـــــرِجِ
وَأنَّ لِلْحَـــــقٍّ جَـــــوْلَاتٌ مُـــظَفَّـــــرَةٌ
قَرَأْنَهَا النَّاسُ في التَرْتِيْلِ مِنْ حِـجَجِ
مَـــنْ ذَا يُشَـــادِدُ دِيْـــنَ اللهِ يَغْـــَـلِبهُ
دِيْنٌ تَنَزَّهَ عَنْ نَقْــــصٍ وَعَـــنْ خَــدَجِ
أقْبَـــلْتَ يَاعِــــيْــدُ والأيْتَــامُ بَاكِـــيَةٌ
وَطَرْفُهُمْ يَذْرِفُ العَــبْـرَاتِ مِنْ حِوَجِ
أطْلَلْـــتَ تَرْفُــــلُ نَشْـــوَانَاً وَمُبْـتَسِمَاً
وَهُمْ مِنَ الفَقْدِ في نَحْـبِ وفي نَشَجِ
يَاعِيْدُ جِئْتَ وَأنْسَـــامَ الِلقَـــــا وُئدَتْ
وَبَسْمَةُ الجَـارِ تَكْبُـــوْ اليَوْمَ مِنْ عَرَجِ
وَاحَــــرَّ قَلْــبَـاهُ ، بَـابُ اللّهِ مُنْــفَتِــحٌ
فَكَيْفَ نَبْدُوْ مَعَ الأعْــذَارِ وَالْحُجَــــجِ
مَا ضَـــاقَ خَطْـــبٌ عَلى عَبْـدٍ، نَوَائبُهُ
إلاَّ أفَــــاءَ لَهُ الرَّحْمَــــنُ مِـنْ خَــــرَجِ
أقْبَلْتَ يَاعِــيْدُ تُنْـسِيْ الهَــمَّ تَمْسَـــحُهُ
فَتَرْتَوِيْ الـرُّوْحُ مِنْ وَصْــلٍ وَمِـنْ فَلَجِ
وتَنْـثُرُ الــــوُدَّ رَقْـــرَاقَــاً وَمُـمْـتَـزِجَــاً
تَطُــــوفُ أنْسَــامُــهُ فِي قَلْـبِ مُلْتَعِــجِ
أقْبَلْـتَ ياعِـــيْدُ والأنْفَــــاسُ عاشقـــةٌ
والـقَلْبُ يَسْلُو مَـعَ ظَبْي مِــن الغَـنَــجِ
لا فَـــرَّقَ اللهُ جَمْـــعَـــاً مِـنْ أحِـــبَّـتِنَا
إلا وَعَـــادَ قَـــوِي الإلْــــفِ وَالوَشَـــجِ
وَارْحَـــمْ عَــزِيْزَاً تَمَـنَّى العِــيْدَ يَبْلُـغُهُ
فَغَــطَّهُ المَــوْتُ في قَــبْرٍ وَفِي لُجَـجِ
لِيَهْنِــكَ العِـــيْدُ والأنْفَــاسُ صَـافِـــيَةٌ
بَيْضَاءُ تَنْصَــعُ فَــــوْقَ الحِقْدِ وَالرَّهَجِ
نَلْقَى الأحِبَّــةَ نَتْـلوْ السَّــعْــدَ نُرْسِــلُــهُ
بِتَهْنِئَاتٍ وَوَجْـــــــهٍ غَـــيْـر مُـــــزْدَوَجِ
إنّي أبُثُّــكَ أشْــجَـــــانِيْ وَمَـحْـــبَرَتِيْ
تُتَرْجِمُ الشَّــجْــــوَ مِـمَـا دَارَ فِي خَلَجِ
يَارَبُ فَاجْــلُــو مَــعَ إطْــلالِـهِ رَهَـــقَــاً
وَجُـدْ حَنَــانَاً مَــــعَ إقْبَـــالِـهِ البَـهِـــــجِ
وَأحْفَظْ لَــنَا رَايَـــةَ الإسْــلَامِ سَـامِقَـةً
فَــإنْهُــا خَـــــيْرُ نِــبْــرَاسٍ وَمُــنْـتَـهَــجِ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى