أم القيح
محاسبة كل أقطاب النظام المصرى المنهار وعملائه، أولئك الذين حرضوا على القتل والهدم والتخريب أمر مطلوب، بل واجب. فى أى موقع كانوا، فى أى منصب لبدوا، وفى أية مؤسسة عششوا، مركزية كانت هذه المؤسسة أو غير مركزية، حكومية أو غير حكومية، فى القاهرة أو فى المحافظات، فى الحضر أو فى الريف، أو حتى فى قلب الصحارى أو داخل كهوف الجبال.. لا مفر لأى من هؤلاء من القصاص، وليعلموا الآن وهم يستغشون ثيابهم، ويثبتون الأقنعة الملائمة فوق وجوههم، أن ساعة محاسبتهم المحاسبة العادلة المنقاة من شوائب الثأر والانتقام قد دنت، وأنها باتت أ مراًً شديد الوجوبية.
نعلم أن ثياب هؤلاء الأقطاب كثيرة، منها القشيب ومنها المهلهل، وندرك أن أقنعتهم متعددة، منها الباسم ومنها الوقور، ومنها الوديع ومنها المطلى بطلاء الحكمة ، حكمة الزيف والباطل والبهتان. ما كانوا يجهلونه أنهم، بما رفلوا فى نعيم النظام واغترفوا من مناهل السلطة، أمام الشعب مكشوفون.
فإذا ظن لابسو الأقنعة قشيبو الثياب ومهلهليها أنهم مازالوا قادرين على الظهور فى هيئات مخادعة، وأن الأسطح البراقة أو حتى البائسة يمكنها أن تخفى قبح أجسادهم االشائهة عن أعين الراءين، فهم فى ظنهم هذا موهومون، لأن الشعب أسقط أقنعتهم وعراهم، ويالهول القبح الذى بان وانفضح: سرقات أموال وأراض، استغلال سلطات، ثروات مهربة، قتل واغتيال، تعذيب، تخريب، فتن، مخاز أخلاقية.. ويا لطول قوائم الجرائم التى ارتكبوها.
لقد خبر الشعب المصرى أقطاب النظام المنهار وعملاءه، وطوابير هؤلاء العملاء وإن بدت طويلة للرائى المتعجل، فهى مقارنة بطوابير المخلصين من أبناء الشعب لأمانى الشعب شديدة القصر ، ما أيسر محاصرتها والسيطرة عليها، وإعمال آلة المحاسبة فيها، وكما قلنا من قبل هى محاسبة عادلة منقاة من شوائب الثأر والانتقام.
قوام هذه الطوابير مجموعات من الفنانين، الإعلاميين، الكتاب، أباطرة الحزب الوطنى وصنائعهم من موجهى البلطجية نحو التخريب، وقد بان للشعب أن أجساد هؤلاء كثيرة البثور والثآليل والدمامل، إن نزَّت فلا تنز إلا قيحاً وصديداً.. وكانت جدتى رحمها الله تقول: "علشان نقضى على الدمل لازم نقضى على أم القيح".. وهؤلاء هم أم القيح بما ينزونه من سموم فى الجسد المصرى.