السبت ٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٥
بقلم أشرف شهاب

أنا نصف مثقفة . . واعشق نيلسون مانديلا

قبل أربع سنوات فقط أطلت علينا بابتسامتها الشقية، وتحولت إلى نجمة شاملة فى المسرح، والسينما والتليفزيون. تنافس نفسها من أجل أن تكون نفسها على حد قولها. بدأت حياتها بطلة فى فيلم "الناجون من النار" للمخرج على عبد الخالق، وأكدت بطولتها فى فيلم "البطل" ثم مسرحيات "دستوريا أسيادنا" و"فيما يبدو سرقوا عبدو" و "عالم قطط"،وغيرها. وأخيرا هاهى تقف يوميا على خشبة مسرح جلال الشرقاوى لتلعب دورا أمام أحمد آدم فى مسرحية"حودة كرامة". عبير صبرى .. النجمة الصاعدة .. الواعدة .. فتحت قلبها لمجلة "فلسطين" وأجرى معها مراسلنا فى القاهرة أشرف شهاب هذا الحوار:

 فلسطين: الفنانة الجميلة عبير صبرى .. ما أجمل ما فيك؟
 عبير: كلى على بعضى.
 فلسطين: ومن هى الممثلة التى تنافسك؟
 عبير: ممثلة واحدة فقط من جيلى اسمها عبير صبرى.
 فلسطين: مدهش.. أيهما تفضلين إذن، أن تكونى إمرأة ذكية أم إمرأة جميلة؟
 عبير: نصف جميلة ونصف ذكية. لأن الجمال مع الغباء قبح، والذكاء مع القبح غباء. وأنا أمتلك خمسين فى المائة من كل شئ. أنا نصف جميلة، ونصف ذكية، نصف جذابة، نصف مثقفة، وهكذا.
 فلسطين: إذا كيف نجحت خلال أربع سنوات فقط فى طرح إسمك على الساحة الفنية؟
 عبير: أنا اتبهدلت كتير، الموضوع لم يكن سهلا، الجروح التى أصابتنى لم تركت آثارها على قلبى. الأمور لم تكن سهلة، ولن تكون سهلة سواء بالنسبة لى أو بالنسبة لأى فنان حقيقى.
 فلسطين: غريبة .. أربع سنوات فقط وتتحدثين عن كل هذا الكم من المعاناة؟
 عبير: الفنان يعمل فى ظروف صعبة، ويموت من التعب. ومع ذلك يتخيل البعض أننا نعيش حياة مرفهة ومدللة. هذا ليس صحيحاً، أنا أعمل لساعات طويلة، وأسهر حتى الثالثة والرابعة صباحاً. وللعلم، فأنا أحسد السيدات الهادئات اللواتى يعدن إلى بيوتهن قبل العاشرة مساءاً. وأحسد أى سيدة عادية لأنها يمكن أن تختار الزوج الذى تريده. أما أنا فلست حرة، الفن يفرض على وضعا معينا، ويصعب أن أجد الرجل المناسب ضمن قلة قليلة من الرجال تقبل باستمرارى فى عملى الفنى. ولهذا تنتهى علاقاتى العاطفية والشخصية قبل أن تبدأ.

 فلسطين : ألا تكفى الفلوس لتعويض هذا التعب؟
 عبير: أنت تقول هذا؟ أولا ليس صحيحا أن فلوس الفن كثيرة. وللفنان مظاهر ومتطلبات تجبره على الظهور دائما بشكل لائق أمام المتفرج. ولعملك أنا ألبس فى المسرح عشرة فساتين فى المسرحية الواحدة تقريبا. وكل فستان يكلفنى حوالى عشرة ألاف جنيه. معنى هذا أن مظهرى يبتلع كل أجرى.
 فلسطين: والشهرة ..
 عبير: هناك حملة من الكراهية ضد الفنانين. المجتمع كله يحقد على الفنان وعلى شهرته وأمواله، وهناك احساس عام بنوع من الحقد الاجتماعى تجاه الشخصيات العامة، وليس ضد الفنانين فقط. والجرائد تساهم فى تغذية هذا الإحساس وتنميته. وللأسف أسهم انتشار الصحافة الصفراء فى ذلك. نحن نطالب بأن تكون هناك معايير عادلة ومواثيق شرف لكل مهنة، وبحيث يتم حساب وعقاب المتجاوز. أنا لست ضد عقاب الفنان إذا أخطأ، ولكن لكل شئ طريقة واصول وحدود. والفنان ليس وحده الذى يخطئ. ولكن المشكلة أن عيون الجميع مركزه عليه.

 فلسطين: وهل واجهتك مصاعب شخصية من هذا النوع الذى تتحدثين عنه؟
 عبير: نعم. فى بداية عملى الفنى حاربونى بشكل رهيب، ومازالت الحرب ضدى مستمرة حتى الأن. لكننى والحمد لله صلبة، لم أنكسر. وأعرف أن المواجهة هى أفضل طريقة لمواجهة الحاقدين. وهم أضعف منى لأنهم لا يستطيعون مواجهتى.
 فلسطين: وكيف تواجهين هؤلاء الحاقدين؟!!!
 عبير: بالتجاهل واللامبالاة. يقول المثل القديم أن النار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله. وهذه هى الحكمة التى انفذها، وأطبقها ضد هؤلاء، حتى أحرقهم بافعالهم وبتجاهلى التام لهم، ولتصرفاتهم. إننى أتجاهل أى شخص يحاول إيذاء مشاعرى، وأعتبره ليس موجودا حولى على الاطلاق.
 فلسطين: تبدو عبير صبرى كالمقاتلة فمن أين لك كل هذه القدرة على المقاومة؟
 عبير: من الحياة ومن نيلسون مانديلا الزعيم الأفريقى الذى أحبه بحق وأعشقه. لقد تأثرت جدا بقصة كفاح نيلسون مانديلا بعد أن قرأت كتابه الجميل عن الحرية والسجن. وأنا أعتقد أنه من أهم الشخصيات الافريقية والعالمية.
 فلسطين: وهل تحبين القراءة؟ وتقرأين لنيلسون مانديلا أو عنه؟
 عبير: ما الغريب فى ذلك. صحيح أننى كما قلت لك لست مثقفة تماما. ولكننى أحب قراءة روايات نجيب محفوظ واحسان عبد القدوس وغيرهم. وأتابع ما يحدث فى العالم بشكل جيد. فهل تعتقد أننى جاهلة بعد كل ذلك. نعم أنا أحب القراءة واعشق كتابات الكثيرين. وكتاب نيسلون مانديلا كان من أهم الكتب التى أثرت فى شخصيتى.
 فلسطين: ما هى الأعمال الفنية التى تجدين نفسك فيها؟
 عبير: أستفيد من كل عمل أقوم به، وأتعلم من كل فنان أعمل معه ومن كل مخرج أقف أمامه. فمن المخرج على عبد الخالق تعلمت الفن، وتعلمت الكثير من أحمد زكى ونور الشريف وحسين فهمى.
 فلسطين: وهل هناك لون معين من الأدوار التى تحبين لعبها؟
 عبير: أحب كل الآدوار التى أقدمها. والحمد لله شكلى لا يحبسنى فى إطار أدوار معينة. ومع ذلك فأنا أحب الأدوار التى تحتوى على انفعالات عميقة، وتداخلات وتركيبات وتعقيدات نفسية ومثال ذلك دورى فى فيلم "الكافير" حيث أقوم بدور إمرأة تعبر عن مشاعرها الحقيقية وتعيش دورها كإمرأة.
 فلسطين: كيف ترى عبير نفسها، بعيداً عن الأضواء؟
 عبير: أنا شخصية ناعمة، أتسلل إلى القلوب بسهولة.
 فلسطين: استر يارب.
 عبير: (تضحك) ها.. ها.. ها..، وأحب الجمال الطبيعى غير المتكلف. وأخاف من أى شئ يزيد عن حده أو يكون مصطنعا.
 فلسطين: وما هى مواصفات الرجل الذى يعجبك؟
 عبير: أن يكون صادقا، واثقا من نفسه، ناجحا فى عمله. وأن يكون طموحا ولا يكتفى بما وصل إليه. بل يسعى دائما لتحقيق وزيادة طموحاته فى الحياة.
 فلسطين: نحب أن نعرف رأيك فى بعض الفنانين، مثلا محمد هنيدى.
 عبير: هنيدى صاحب فضل على جيل كامل. وهو يملك قبولا عاليا وموهبة من الله. وأعماله الناجحة فتحت الباب فى ميدان الكوميديا لجيل كامل من الممثلين الشباب.
 فلسطين: هل يعجبك كاظم الساهر ومحمد فؤاد؟
 عبير: نعم ويشجننى فريد الأطرش، واعشق إحساس سميرة سعيد ونضج الفنانة أنغام.
 فلسطين: وأحمد آدم؟
 عبير: أحمد لديه خاصية مختلفة عن معظم جيل ممثلى الكوميديا الموجودين حاليا. فهو قادر على أداء التراجيديا بمنتهى الصدق إلى جوار الكوميديا. وهذه ميزة تحسب له. وهو يجعلنى أموت من الضحك وأحيانا تحدث لى مواقف محرجه على المسرح بسبب إضحاكه لى وحيرتى فى الرد عليه وعجزى عن التحكم فى ضحكاتى.
 فلسطين: ما هو أجمل ما فى شخصية عبير صبرى.
 عبير: أن وجهى هو مرآتى. وما تجده فى خارجى هو صورة طبق الأصل مما فى داخلى.
 فلسطين: شكراً.
 عبير: شكرا، وربنا يوفقكم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى