الاثنين ٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٤
في حوار مع الشاعرة أديل برشيني

بكيت لأن (حارسَ القدس) عمل عظيم

أهلًا بِضيفِنا: فقرة حوارات أسبوعيَّة لمجلَّة ديوان العرب العريقة.
ضيفة الحوار الفنّانة والكاتبة السّوريّة أديل طيفور برشيني:

"نعم بكيت ، لأن (حارسَ القدس) عمل سيبقى خالدا للأجيال القادمة، عمل عظيم لمخرج عظيم، وشخصية تاريخية لها قيمتها، (المطران كبوجي) رجل الدين الوطني في الصميم، عمل تاريخي رائع كان لي فيه حضور، و هذا يكفي."

موجز السّيرة الذّاتيّة للضّيفة:

السّيّدة أديل برشيني، أديبة وشاعرة ومربية، وممثلة مسرحيّة وتلفزيونيّة، عملت مدرّسة تربية رياضيّة، ومدرّبة تربية عسكريّة.

 شاركت في تمثيل عدد من الأعمال الدراميّة، قدّمت برنامجين إذاعيّين.
ولها مساهمات فنّيّة مسرحيّة عديدة.
مؤلّفاتها:
١) ديوان "الطيور المهاجرة" عام (١٩٩١م).
٢) ديوان "أوجاع الأسئلة" عام (١٩٩٣م).
٣) ديوان "رسالة محبة للوطن" عام (١٩٩٣م).
٤) ديوان "عندما تغني الروح" عام (١٩٩٤م).
٥) ديوان "نخب الرماد" عام (٢٠٠٥م).
٦) كتاب رسائل وذكريات (رسائل الدكتور عبد السلام العجيلي إلى أديل برشيني) عام (٢٠٠٧م).

"أديل" اسم علم مؤنّث، معناه بالألمانيّة "النّبيلة"، كان لنا حوار مع النّبيلة أديل برشيني، وكانت هذه الأسئلة:

 أديل جرار، معماريّة، وكاتبة من فلسطين.
أديل لوري بلو أدكنز مغنية، وكاتبة أغاني إنكليزيّة.
أديل فابر كاتبة أميركيّة.
أديل دافني جيراس، كاتبة إنجليزيّة تكتب للأطفال، ولليافعين.
أديل برشيني السّوريّة، كيف تجعل نفسَها متميّزة عن أيّة "أديل" موهوبة سواء أكانت عربيّة، أم غربيّة؟

أنا لا أعلم شيئا عن حياة كل واحدة منهن، لكنني أستطيع أن أقول عن نفسي بدأتْ قصتي مع الشعر منذ دهور، أمي كانت تهزج لي أغنية القرية، كان صوتها حلوا، صوتها الجميل سكن في أذني، من هنا ولد عندي الخيال الخصب، والجرس الموسيقي من العتاب، والميجنا، ول(برشين) قريتي الصغيرة دور أيضا في حياتي؛ وفي تكوين شخصية أديل بإحساسها المرهف، تميزت عن غيري من الأديبات، لأنني كتبت الشعر المحكي، و الموزون، أي الشعر باللغة الفصحى، وكانوا ينادونني الزجالة الوحيدة في حلب.

- كرّمتكِ مديريّة ثقافة حلب، تقديرًا لمساهماتك في إغناء الحركة الأدبية في سورية، وذلك في حفل ثقافيّ أقامته مديرية الثقافة بالتعاون مع دار الكتب الوطنيّة بعنوان “صور وشهادات ”.
هل ترين أنّنا كأدباء وفنّانين، نأخذ حقوقنا من التّكريمات، أم أنّ تكريماتنا تأتي متأخّرة؟

للأسف الأديب إلى الآن لم يأخذ حقه من التكريم، أدباؤنا الشيء الوحيد هو إقامة حفل تأبين لهم بعد وفاتهم، وتكريمهم بعد ذلك، لكن في الوقت الحاضر تغير الوضع قليلا وكرمنا، ونحن أحياء بتقديم شهادة تقدير لنا، لذلك أنا أقول الأديب لم يأخذ حقه ياعزيزتي للأسف.

- قال الباحث محمّد قجّة:
إنّ أهميّة التّكريم تزداد كونه أقيم من قبل مديريّة الثّقافة في دار الكتب الوطنيّة، هذا الصّرح الثّقافيّ الّذي يحمل اسم مديره الأوّل الشّاعر عمر أبو ريشة.
ماذا تعني لك شهادة ابن البلد بتكريمك؟

العلامة محمد قجة شهادته وسام أضعه على صدري، إنه علم من أعلام سورية، وهو تاريخ حلب نفتخر به رحمه الله؛ وهذا فخر لي قبل وفاته، وتكريمي كما قال في هذا الصرح الثقافي شهادة أفتخر بها، وهي أعطت أديل حقها.

- لماذا بكيتِ حين أخبروك أنّ لكِ دورًا في مسلسل (حارس القدس)؟

نعم بكيت ، لأن حارس القدس، عمل سيبقى خالدا للأجيال القادمة، عمل عظيم لمخرج عظيم، وشخصية تاريخية لها قيمتها، (المطران كبوجي) رجل الدين الوطني في الصميم، عمل تاريخي رائع كان لي فيه حضور، و هذا يكفي.

- شاركتِ بأمسية شعريّة في دار الكتب الوطنيّة في حلب، هل لديك مشاركات أدبيّة في محافظات أخرى؟
وماذا تختارين لنا من شعرك المحكيّ؟

لي أكثر من أمسية شعرية في المركز الثقافي في حلب، وفي دار الكتب أقمت أمسيتين شعريتين في احتفالية حلب عاصمة الثقافة، كانت الأمسية شعرية غنائية، غنت (هاسميك) كلماتي، ما أجمل تلك الأيام، وأيضا شاركت في أماسي شعرية في المراكز الثقافية كلها بريف حلب، وكنت افتتح بقصيدة زجلية:

بحب قلو وخايفة قلو
والوقت عم بيضيع
كترة حكي وتطليع
وكلما صحابو وأخواتو بيفلوا
بحب قلو وخايفة قلو
كل مرة بقول بدي قول
بشوفوا سكت ع طول
والوقت بيطول
وبحب قلو وخايفة قلو

- ماذا تختارين لنا من ديوانك الطيور المهاجرة؟
(أنغام)
فلا يجدي الهوى قلب إذا أفتى بإعدامي
لبست الحب هل حيكت حقائقه بأوهامي
وهل سخر الورى مني ومن شعري وأحكامي
فيا فجرا رأيت ندى يشعشع فوق أكمامي
وعطر الزهر ينعشني ويجلو مر آلامي
دع الأشعار في أفقي ففيها حلو أنغامي

- لديك مشاركات في المسرح المدرسيّ، والمسرح القوميّ، حدّثينا بإيجاز عن هذه التّجربة الفنّيّة.

طبعا كان لي دور في المسرح المدرسي، أنا والفنان حسن بصال، رحمه الله، كنا نعلّم رقص السماح، كانت لدي فرقة من طلاب وطالبات المرحلة الثانوية، أدربهم قدمنا11 فقرة فنية بدورة المتوسط، التي أقيمت في حلب، في الثمانينيات على ما أظن عملتُ في المسرح القومي بحلب، شاركت في العديد من المسرحيات للكبار والصغار وكنا في مهرجان المحبة نعرض في اللاذقية أيضا.

- رُنّمت بعض كتاباتك في الكنائس، من رنّمها، وما أهمّها؟

كتبتُ ترانيم رنمتها رانية شيخ عويس ونعيم سبع في رسيتال يقام في الكنيسة.

- شاركتِ في العديد من المسلسلات
(خان الحرير، الثُّريّا، حوش العيلة،
حكايا الليل والنهار - دوّار القمر - عرس حلبيّ - الحقد الأبيض - لأنّها بلادي - رمح النّار ..)
ما أحبّ مشاركة فنّيّة على قلبك من هذه الأعمال، وما هي أحلامك الفنّيّة؟

بصراحة لكل عمل نكهته الخاصة أحبهم جميعا ولكن لحارس القدس وقع خاص.

أطمح أن يأتيني عمل تأخذ فيه أديل حقها، ولكن الفن، والأدب، لايخلوان من المحسوبيات، حتى وإن لم تكن لديك الموهبة للأسف، وفنانو حلب مظلومون، ويومًا بعد يوم الحلم بات وهمًا.

- رأيتُ صورة نشرها المخرج السّينمائيّ الحلبيّ صالح السّلتي، لكِ ولبعض الأصدقاء،
هل تغيّر مفهوم الصّداقة في أيّامنا هذه عن السّابق؟
ومَن أكثر الأصدقاء في الوسط الفنّي يسأل عنك خلال فترة مرضك؟

كل شيء تغير الصداقة، والمحبة، الزمن لم يعد كما كان، هناك الشللية في الأدب، وفي الفن، ولكن لا يخلو الأمر كما رأيتِ في الصورة المحبين في زيارتي،
كان لدي صالوني الأدبي كنت قد أقمته من عام ١٩٨٥، لكن بسبب الوضع فيما بعد توقف عدت بعد تحرير حلب، افتتحت الصالون مرة أخرى ولكن بأدباء جدد. العمالقة رحلوا حاولت أن أعيد لصالوني الادبي ألقه لكن للأسف لم يعد كما كان.

- إذا تحدّثنا عن شجون مهنتك كمُربّية أجيال، وكونك كنتِ مدرّبة فتوّة، كيف ترينَ هذا الجيل بعد إلغاء مادّة(التّربية العسكريّة)، ولباس الفتوّة للطّلاب؟

للأسف كانت هيئة الطالب بلباسه العسكري يعطيه شيء من الانضباط، كانت مدارسنا تحيي في نفوس الطلبة الروح الوطنية، لكن ماحدث من تغيير قضى على أخلاق الجيل، أنا حزينة فعلا لم تعد المدرسة كما كانت، نحن بحاجة إلى إعادة تأهيل.

- في ظلّ ما نشهده من ترويع وظلم وقتل
في غزّة، هل ترين أنّ الإبداع العربيّ مواكب لما يحدث في فلسطين، وماذا كتبتِ لأبناء غزّة؟

كتبت:
ياقدس من ناداك

- استضفت سابقا الفنانة ليندا بيطار فقالت: رغم تعرضي لأيام رعب، وحزن، وفقدان آمنت بالاستمرار بالرغم من صعوبات الحرب، وما تلاها على أمل أن يتعافى هذا البلد. كلنا عشنا لحظات ألم كبيرة أثناء الحرب على سورية، هل فكرت في تركها، ما رسالتك لأبناء البلد؟

لم أفكر في تركها أبدا، أنا متمسكلة بهذا البلد الجميل، ورسالتي أن نتمسك بأرض الوطن، ونحب بعضنا بعضا لأن المحبة هي التي تبني، وتعمر، وتعيد لنا الحياة.

ديوان العرب تشكر الشاعرة أديل برشيني على هذا الحوار الشيق.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى