

أوديسيوس العائد
يصطدم الصخر بالبحرتعلو المراكب حيناً... وتغرق حيناسدى يستطيع التنبؤ بالموت "أوديس"بعد الوصولووكر من الصمت يأخذه لأغاني الخديعةيزداد في حبر هذا الدم السرمدي حنيناً "لبينلوب"هذا دم يتشاغل بالنزف عن جرحهثم يدنو إله العواصف من روحهيحاوره في البحار عن النسلعن أول الخلقعن أي شيء يبيح له أن يغني لينسى...عن أي شيء يبيح لنا الصبرويغدو أسير الغناء البعيدعلى موجة من عناء شديدولا أرض تحتمل الآن هذا الدوار وهذا المدار يؤرِّقها.كلنا واقفون على شاطئ الانتظارنُعد وليمتنا ونراوح تحت احتمال الجنونوحمى البكاء من العيد سبي أواخر ما نستطيع من الحلم في لجج الليليأتيه صوت الحزينة من أول الموتأن بوسعي مضاجعة اليأس في حانة غادرتنيبوسعي التماس الرحيق الأخير لموت تفتح ملء إناء على فصل هذا الربيع الأخير.أنا امرأة تتجلى على البعدبعد ثلاثين عاماً تقول رجعتتقول بأن البلاد التي غرّبتك توازي الحنينوأطفالنا شرَّدوا الحزن في قامتي كل يومتقول رجعت وأن المجوس الذين هزمتيموتون في صدرك الآن تحت وسام يصب دميوتقول رجعت أقول نسجت على النول هذي السماءوكل البحار..... وكل المدىريثما سوف تأتي ولكنني رثةوالغياب كمين لحب يمزقه الانتظارليصبح هذا الفتات الذي التقطته الحماماتنسياننا في الأصيل.تقول رجعتوكل التماثيل ترنو إليك وتشبه آخر ما كنته في الوداع الأخيرولكنك الآن شبت فلا وجهك المرُّ يشبه صبري...وكان وصولك قبل الرحيل.
تعليق بقلم عائشة التركي
قصيدة تضجّ حداثة ، فيها من الرمز ما يجعل المعاني تتسع .وقد تخيّرت الشاعرة من الرموز أدلّها -"أوديس"- على الرحيل بحثا عن عوالم جديدة وحياة بديلة،وفي الآن نفسه هي ملحمة البحث عن الذات في مغامرة صعبة.