أيقونة الشتات
في مواجهة المعاول الساعية في كل وقت لهدم حب الأسرة والأرض والحياة، وبين تلك البيوت المصفّحة بالحزن والقهر والفقر، ومشاهد القتل اليومي، وحواجز تخنق نبض الروح، وشواهد تنمو في كل يوم وتحمل أسماء أحبّة يغادرون واحداً إثر واحد، أصدرت الأديبة إيمان الوزير [1]مجموعتها القصصية الأولى "أيقونة الشتات [2]
تحاول أن تقبض على المكان، وتدوّن ما يبدو أنها جزئيات، لم تعد في الأدب الفلسطيني جزئيات، بل أصبحت في قوام النسيج، فهل يمكن أن تكون المعاناة الخارجة عن الوعي الإنساني هي المحرّضة على دفق الإبداع..؟
أم أن بذرة الإبداع هي العين التي تصوّر لوحات الذاكرة وتحققها تأريخاً هو الأصدق..؟
حاولت الكاتبة الواعدة في هذه المجموعة أن تلوّنها بألوان الحياة، ببعض تفاصيل الحركة اليومية للإنسان من منطلق أنه إنسان، لكنّها وهي تذهب إلى مدى الوجدان والروح والفرح المفترض، تتكسّر على جفوة الواقع المرّ، وتتبدّل إلى أشياء أخرى.
هي مجموعة قصص فلسطينية بجدارة، تحاكي ظلال الأشياء، وتنزف متاعبها بين يديّ جوامد ربما هي التي بقيت لاحتضان نزيف الروح، تصارع نبض ذاتها ولا تخرج عن معاناة امرأة من فلسطين، قذفتها الغربة إلى مجاهل الشتات، وما زالت تعاني وجع الإحساس الطاحن بالغربة، وعن التمسّك بوطن فيه نشوة الانتماء، لكنّه وهي تقبض عليه بكل ما تستطيع من قوّة، يتسرّب من بين يديها.!
في هذه المجموعة النزقة الأولى للكاتبة الفلسطينية إيمان حامد الوزير نصوص كثيرة ومتنوعة، أقول وبصدق إنها خطوة على الطريق الصحيح، قد تفتح أفق قارئ منصف، ويدرك مواطن الإبداع فيها.
وأجد أن إيمان الوزير تحمل على كتفيها أمنيات كثيرة وكبيرة، تخطو معها في كل صباح، لتعود مكدودة في كل مساء، تنتظر صباحاً آخر يأتيها بنوافذ فسيحة، تطلّ من خلالها على ضمير العالم.