قَرَّرْتُ ألَّا أَنْحَنِي
لِأوْثَانِك
وَألَّا أًحْيَا في عَالمٍ
أَبْدَعَتْهُ يَدَا طُغْيانِك
أَيَّتُهَا القَابِعَةُ
في وَادِي الجَهَالَةِ وَالخُنُوعِ
سأخلعُ ثوباً
نَسَجتْهُ خَيُوطِكَ الَّلَعِينَة
بِأَنَامِلِ الذُلِّ
وَمِنْسَجِ الْقَهْرِ
قَرَّرْتُ أَلَّا أَنْحَنِي
سَأَكْفُرُ بِإلهٍ
طَالَمَا سَكَنَنِي
وَقَطَفَ مِنِّي عَنَاقِيدَ العُبُودِيِّةِ
دُونَ أنْ يَمْنَحَنِي السَّلَام
قَرَّرْتُ ألَّا أَنْحَنِي
لِوَجْهٍ يَتَلوَّنُ بِأَلْوَانِ الرَّمَادِ
وَيُخَبِّئُ خَلْفَ شُرْفَتِهِ
الْحَرِيقَ
قَرَّرْتُ ألَّا أَنْحَنِي
لِظَلَامٍ يَدَّعِي النَّور
وَلِصَمْتٍ يَدَّعِي الكَلَامَ
وَلِعَجْزٍ يَدَّعِي المُبَادَرَةَ
قَرَّرْتَ ألَّا أَنْحَنِي
لِأَسَاطِيرِ الأَوَّلِين
وَلَنْ أُصْغِي لِتَرَاتِيلِ السِّنِين
إِلَّا بِلَحْنٍ ..
يَعْصِرُ غَيْمَ المَدَائِنِ
يُغَنِّي ضَجِيجَها
بِنَايِّ الحَنِينِ
لَنْ أَنْحَنِي
لِخُزَعْبَلَاتِ الْمُنَجِّمِين
مَنْ أَشْرَبُونِي الْعَارَ
فِي كَأْسِ الرَّذِيلَةِ
وَأَلْبَسُونِي غَلَالَةً مِنْ سَرَابٍ
لِأَنْحَنِي لَهُمْ
قَرَّرْتُ أَلَّا أَنْحَنِي
لِعَصَا فِرْعَوْن
وَلِعِجْلِ السَّامِرِيِّ
لَنْ أَنْحَنِي
سِوَى لِرَايَاتٍ خُضْرٍ
تَعْبَقُ بِرَائِحَةِ الزَّيْتًونِ
وَيُقْرَأُ فِيها
سُطُورُ الِإنْتِصَار..