الثلاثاء ١٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٤
بقلم عبد العزيز آل زايد

ابتكر لك تحديًا وحقق الفوز

من بين الناس شريحة خاصة يوصفون بالتميز، فهم خير من أنجبتهم الحياة، فلماذا لا نفكر في التميز؟ أليس المضمار مفتوح للجميع؟. يثبط البعض نفسه ويقتلع أشجار تطلعاته من الجذور بقول كلمة: (مستحيل)، غير أنّه "لا مستحيل على الشمس"، فلماذا لا نتقمص دور الشمس لنذيب شموع المستحيلات؟، أضحكتني عبارة قرأتها تقول:"كل شيء يصير، حتى الفيل يطير"، وأنا بدوري أضيف وأقول: "حتى الغراب يستطيع الغناء!!". والسؤال الحقيقي: هل بالفعل يستطيع الغراب أن يحقق النجاح في الغناء؟، قد يضحك البعض لمجرد طرح السؤال، لنفترض أننا غرابيب، هل بإمكاننا التألق في الغناء؟، هناك فيلم اسمه (أغنية الغراب)، فهل للغراب أن يتميز في أغانيه؟، من يدري؟، ربما حقق الغراب تميزًا وأصبح نجم الفرقة ليدهش الجميع، لاسيما إذا علمنا أنّ بعض الغربان تمتلك الإصرار، والإصرار يصنع المعجزات. فإذا كان ذلك ممكنًا، فلماذا لا نكن ذلك الغراب الافتراضي الفريد؟

هل سمعت بوجود غراب أبيض؟، لا تندهش فهناك غراب أبيض، ولقد شاهدت صورته بنفسي، ولك أن تتحقق. تقول المعلومة التي قرأتها أن هناك غرابًا أبيضًا في أنكوراج، في ألاسكا، وهو مشهد نادر للغاية. وإحصائيًا، يولد 1 من كل 30 ألف غراب. فإذا كان الغراب قد يكون أبيضًا أو يتقن الغناء، فلماذا لا نكسر القاعدة ونفوز في التحديات؟، إذًا ابتكر لك تحديًا وحقق الفوز، اضرب جسور تطلعك إلى مدينة الأحلام، علق خيوط إرادتك لتسلق قمم الجبال، أليس في كل عام يولد فائز؟، لماذا لا تحرك بيادقك لتكون أنت!. إذا لم تنجح يكفيك شرف المحاولة، فعباس بن فرناس ساهم في تحقيق معجزة الطيران، يقول الشاعر:

على المرء أن يسعى بمقدار جهده
وليس عليه أن يكون موفقا

لماذا لا نسعى؟، لماذا الاستسلام في بداية الطريق؟، أليس من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له؟، إن ما ننصح به هو صناعة صندوق ادخار، اصنع لك صندوقًا من خشب أو من ورق أو من علبة حلويات فارغة، ليمدك هذا الصندوق بالوقود لحظة الانطلاق، وإليك الحكاية، يحكى أن كريم كان لديه صندوق خشبي يجمع فيه مدخراته ليتزوج ويبني له بيت العمر، بالفعل تزوج وبنى له بيتًا وأنجب أربعة أبناء، غير أنه خسر بيته في أحد المشاريع حين أراد التوسعة على عائلته، مما اضطره للعيش مع والديه، وهكذا بدأ من الصفر، استمر في فكرة الادخار حتى تمكن من شراء شركة دفع نصف قيمتها من صندوقه الخشبي وربع القيمة تسلم لاحقًا بالأقساط، والربع الرابع أسقطه عنه التاجر في مفاصلة موفقة، وهكذا حقق كريم الثراء الذي ينشده. قد تقع في محيطات الأزمات يومًا أو تغرق في زوابع العقبات، مع ذلك سترى في الأفق نورسًا يلوح لك بوجود جزيرة نجاة، فلا تبتئس فما خلف العتمة إلا فلق صبح!

يروى أن ابن الملك رمى سهمًا في مسابقة فطاشت رميته بعيدًا عن الهدف، مما جعله في موقف حرج أمام الجمهور، لم يحتمل ابن الملك هذا الفشل، وهرب الى الغابة ليتوارى عما حققه من فشل مريع!، وبينما هو في عزلته إذ رأى طائرًا صغيرًا يحاول الطيران، دون أن يستطيع، أمسك ابن الملك بالعصفور الصغير؛ ليساعده لكن الطير سعى للطيران بمفرده، غط ابن الملك في النوم ليستيقظ على جلبة طيران العصفور الصغير، هنا تعلم درسًا مهمًا أنّ الفشل لا يعني الهزيمة، لهذا رجع لأبيه وأخذ يتمرس على رمي السهام، حتى أثلج صدر والده برميات محكمة.

الحكمة تقول حتى إذا تحطمت بك سفينة الآمال، وأصبحت في وسط بحر اليأس، هناك يد ما ستساعدك وتمد إليك أناملها من وراء حجاب، هناك لوح خشب يطفو على السطح، هناك طوق نجاة!

هل شاهدت برنامج المسابقات البريطاني الشهير the crystal maze ؟، كنا نستمتع بمشاهدته أيام الطفولة، فكرته الحصول على الجوهرة في دقيقتين أو الخروج قبل إغلاق الباب، هذه المسابقة كنائية لما عليها الحياة، فأعمارنا أوقات، والحياة تخبأ لنا الجواهر، وأمامنا التحديات، فهل سنفوز في اللعبة ونخطف الجواهر؟ أم نخفق ونتعثر؟، فإذا كنت رياضيًا لماذا لا تنضم لتحدي المشي؟، وإذا كنت كاتبًا لماذا لا تنضم لجائزة الكتّاب؟، التحديات معروضة للجميع، ليس لك وحدك، بل لأبنائك أيضًا، فلماذا لا تغرس التحدي في قلوب أبنائك؟، فقد يتألق أحدهم، كما تألقت الطفلة السورية شام بكور في تحدي القراءة العربي، قد لا يتطلب منك الأمر سوى تعليق ورقة مكتوب عليها: "أنا أحب القراءة"، إن قبول التحديات يجعل الحياة ممتعة، فلماذا لا تفتح صندوق اللعبة وتجرب أحجار النرد؟، فقد تكسب الرهان.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى