السبت ٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٠
بقلم أسماء النهدي

اغتيال الطفولة

ما أن نسمع بكلمة طفل تتبادر في أذهاننا البراءة والجمال والابتسامة اللطيفة، وكلنا يعلم بأن الأطفال يضيفون جوا من المرح والسعادة في كل منزل، وفي قلب كل إنسان، وهم من أعظم النعم التي منّها الله على الناس أجمع.

ولكن للأسف هناك من لا يفهم معنى الطفولة ولا قيمة الطفل، فيقدم له أسوأ أنواع التعامل والخدمات، وفي كثير من الأحيان يجازيه بالحرمان والقسوة والعنف، غير مدرك بأن الطفل بحاجة إلى كل ما أوتي الإنسان من مشاعر الحب والحنان والعطف والتفاهم وكل المعاني الإيجابية والبيضاء.

فتلك الطرق السلبية تقطف معاني الطفولة من قلب الطفل، وتسبب له الحرمان، وعدم الاستمتاع بكل مرحلة عمرية له كغيره من الأقران الأسوياء، مما يجعله بيتاً مهجوراً، متصف بالظلمة والحرمان والقسوة، وهذا من أسوأ أنواع الاغتيال البشري.

وقد يكون الأهل هم أول الأناس الذين يمارسون هذا النوع البشع من التعامل، نعم هم من يقومون باغتيال طفولة أبنائهم قبل وصول أي يد خارجية قد تحرم أبناءهم من حقهم في العيش تحت كنف الطفولة والبراءة.

لكنني أرغب بسؤال كل شخص يقوم بإهمال أطفاله وعدم حسن معاملتهم، هل اهتممت بالنتائج السلبية والمستقبلية الناتجة عن هذه التصرفات للطفل؟ هل تعتقد بأن الطفل سيكبر ويكون بارا ومطيعا لك؟ هل سيكون إنساناً نافعاً بعد ذلك سواء لنفسه أو لدينه أو لمجتمعه أو حتى لك؟ هل تعد نفسك أمينا جيدا على تلك الأمانة البريئة؟

وقد وجب على كل شخص لديه أطفال الاقتداء بنهج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في كيفية التعامل مع الأطفال، فهو أفضل قدوة نحتذي به في أساليبه وطرقه ومناهجه في معاملة الأطفال وحبه لهم.

وفي الختام يجب أن يعي الكل بأن الأطفال هم زهرة الحياة، وليس من الإنصاف أن نحرمهم من العيش بكل معاني الطفولة، أو ندخلهم في قضايا وصراعات الكبار الساخنة والحاقدة، وعلينا أن نسعى جاهدين على نشر الوعي بين الناس، ونشر المحبة في قلوبهم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى