الأربعاء ٢٨ آذار (مارس) ٢٠٠٧
معرض الرسامة البلجيكية أنيك دلبورت باكس برواق"الوكالة" بسوسة :

البحث عن أزمنة تونس الفاتنة

تمكن الفضاء الثقافي رواق "الوكالة" بالمدينة العتيقة بسوسة من أن يحقق إشعاعا مهما جاء نتيجة مثابرته منذ انطلاقه على تكريس و تحقيق أهدافه المتمثلة خصوصا في الانفتاح على المشهد التشكيلي التونسي و العربي، وغير العربي بكل تنوعاتهم ، بحرص خاص من صاحبته السيدة نجاة النابلي عياد على دعم كل المبدعين على اختلاف جنسياتهم وخاصة منهم الذين يمتلكون تجارب قيّمة. و تبرز المعارض التي احتضنها منذ انطلاقته، و منها معرض الرسام السوري أسعد فرزات و كل من محمد بلعجوزة و مصطفى الدنقزلي ، التنوع الثري في التجارب الإتجاهات الفنية . و لمزيد دعم هذا التوجه اختار الرواق أن يستضيف فنانة تشكيلية أوروبية و هي البلجيكية " أنيك دلبورت باكس " عرفت بولهها اللامتناهي بتونس

و سيفتتح معرضها الشخصي يوم السبت 31 مارس على الساعة الخامسة و النصف مساء ليتواصل إلى غاية يوم 19 أفريل .

وتختزل حياة أنيك دلبورت باكس الممتدة على حولي 45 سنة مجموعة من التجارب المتداخلة حد يصعب معه الفصل بين المرأة الفنانة والأستاذة و الرحالة والمشتغلة بمجال الديكور والمغرمة بالغات و التاريخ و الجمال و المفتونة بالألوان . و كل هذا الثراء الحياتي منح لوحاتها الممزوجة بسحر الشرق - الذي تحلق به علاقتها بتونس تحديدا - و دهشة الغرب ، أسلوبا فنيا متميزا ورؤية بصرية موغلة في الروحانية المستلهمة من عبق أزمنة تونس الفاتنة بما فيها من خصوصيات فريدة يتوارثها المجتمع التونسي منذ آلاف السنين..

ويمثل معرضها محاولتها الفنية في الحفاظ على هذا الموروث الاجتماعي و الفني و رغبتها الجامحة في حمايته الاستفادة منه والاحتفاء به على طريقتها الخاصة. و تقول متحدثة عنه: "حتى بعد مرور عشرين سنة على قدومي إلى تونس فإن هذا البلد ما زال يسحرني..كل مرة أكتشف شيئا جديدا يعيدني إلى الماضي الموشح بالفتنة و الثري بالرموز و العادات و التقاليد و الأشياء.. العديد من الرموز عبرت التاريخ و الثقافات و المعتقدات و الأديان و العادات و الجهات و لا نزال نستعملها إلى يومنا هذا و هي تعد من التراث و منها " الخلال و " الزيتونة " و " الخمسة " و السمكة " و العين " و غيرها .. و لئن كانت دلالتها تتغير حسب المعتقدات و الجهات بالرغم من إنها رموز قديمة عبرت آلاف السنين ، فها نحن نستعملها إلى الآن .. هنا في تونس منذ زمن ، و الآن أيضا ، عندما أشاهد امرأة بربرية بلباسها التقليدي أفكر في درس اللاتينية و قراءة حياة أثينا اليومية .. البلد مبعثر عبر بقايا عدة حضارات : النوميدية و الفينيقية و الرومانية و البيزنطية و العربية ، و شواهد مسكونة بماض زاخر بالتألق .. و لئن اخترت الإستقرار بحمام سوسة ، فإنني قضيت أيضا ثلاث سنوات بمدينة الكاف في عمق التاريخ على سفح جبل " الدير " حيث يطل المكان بما يتميز و ينعم به من منظر رائع و أخاذ على "مائدة يوغرطة .. "

و تضيف متحدثة عن إغتذاءها من التراث التونسي في لوحاتها: " الأشكال الهندسية الأساسية مثل الدائرة و المثلث و المربع و المستطيل وغيرها .. هي أشكال مستخدمة بغزارة و سلاسة في الرموز التراثية القديمة، و تتجلى قيمتها في أنها تمنحنا متعة القدرة على استخدامها على ما لا نهاية لتجسيد المعنى أو الرسالة: أي المدلول.. أعلم أنني أحب الحديث عن تونس من خلال لوحاتي عبر رمزية بسيطة مستمدة من التاريخ و الجغرافيا كمحاولة مني لجلب الانتباه إلى مفارقات و عادات و أحداث و لحظات و أناس و مدن و جهات.. حقا، تونس تستحق أن تحكى.. "

هذه بعض ألوان و فضاءات لوحات الفنانة التشكيلية البلجيكية " أنيك دلبورت باكس " التي حولت عشقها لتونس إلى حكايات تتحدث عن تفاصيل الحياة اليومية البعيدة عن تلوث العولمة و صخب الحداثة و العابقة بعطر الأصالة رسمتها بريشة مشاعرها والمحلقة في سماء أحاسيسها الشفافة .. إن معرضها رحلة ممتعة بين نور العشق و روح التاريخ و تراب الجغرافيا ونار الكائن و ماء الفن ..

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى