الخميس ٢٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم
الجسر العتيق
مبتلةٌ بالحبأهدابُ المدينةِو الشوارعُ نزفُ أحلام ٍتسنّمها الشذىتصحو الديوكُعلى حرير ِهديلهاإذ تستحمُّ جنانُها غسقاًو ما وسقتْ ندىتغفو الغزالةفي جداول ِليلهاو يداعبُ الصبح الشقيُّزجاجَ خدَّيهاومرمرَ جيدِهاثملاً يوّشي ثوبَهاالنعناعُ و الخبّيزُو البابونجُ الفوّاحُ ندّ الشايفي مقهى الرصيفِإذ البرودةُفي عروقِ الشمس ِحائكةُ الندىتلتفُّ مثل جدائل ٍأممٌ على لحم ِالحياةِالباعةُ اتحدوابأحجار ِالرصيفِكأنّها منهمْ ومنها طلعهمْتتعاورُ الأصواتُ أشجانَ الغمام ِكأنّما ا لأوركسترا تهميفيستمعُ الوجودُ مُعَطّلاًشدوَ الكمانِصهيلَ نايٍهدلَ قيثار ٍوعودْألله مـــا أحلى بساطتهمْإذا اندلع الشروقُورحتُ أمضغُوالهواء العذبرائحةَ الطبيعةِو هيَ تبتكر الجمالَو طالما امتدّتْ يدُ التفّاحتسبقها يدٌ بالخوخ :ما ردّ النبيُّ هدية ًهذاكَ يرفع كاسةً للشايهذا يستدير بكلِّه:شرّفتَ جارْمن(جادّة المَيساتِ) *في دير الفرات *إلى عظام المتحفِالدهريِّو الجسر ِالعتيقْهجعَ الضجيجُوراءأبوابِ القصورْدورٌ لعمريليسَ فيهاما يَسرُّولا يفارقهاالسرورْلا خافقٌ يرتجُّحين تصومُأرتاجٌولا طفلٌ يخاف ْلا خنجرٌ يمتدُّمثل نميمةٍلا أعينٌفي الليل ِيغمرها العقيقْفي حضرةِ الإدهاشِتسرقني الرؤىاللا وعييمتصُّ الخطىودمُ الترابعلى الشوارعقد أريقْحَذِراًأصونُ لَبوسَ قلبيمن تجاعيد ِالظلام ِأمرّ مثلعبارةِ العشّاقإنْ حضرَ الرقيبْوالجسرُ مفترٌّيغمغمُمثل شرنقةِ الوجودْهذاالحصانُ الملحمليُّيضيءُبين عبارتينيُشدّني سرٌّ إليهيدلّهُ شوقٌ عليّوبينناواو الورود ِتذيبُ لامَ الليل ِفي هاء الهديلْوأنا ربيبُ النهريشربني مدىًوله أسيلْوهو ابْنهُالبرّ الودودُإذا سجىفاسْتمرأ القمرُالزهورَعلى خلايا ظِلّهِقصدُ السبيلْإبنٌ ستعصمهُالصخورُإذا استشاطَ الغيظُبالنهر ِالعنيدْ_ ما من عزيز ٍٍكُلنا يا سيّدينُطَفٌبأصلاب الرحيلْونتْ الرؤىما بين لثغةِ صمتهاو عمى الحروفِترفُّ غاباتٌ وليلْالشارعُ النهري ّيشهرُ صمتَهُكلٌّ توقّفَوالحراكُ بلا حراكْالأرضُأضواءُ الطريق ِالعشبُربّـاتُ النخيل ِمقاعدُ الزوّار ِأسوارُ الرياض ِالجسرُوالنجمُ البعيدْفالليلُشبهُ إقامةٍ جبريّةٍو النهرُ مُستثنىيعيشُعلى هواهْو أنا صليل الظلّفي صخب المياه ْأغدو وحيداًمثلما تغدو السماءُبلا نجومْوالجسر ُمبتسمٌ كعادتهِكأنْ يدري و ينكرما تخبئهُصروفُ الوقتلكنْ ما شدا يشجوفيفضحهُ الغناءْمررّتفوق جبينه الصخريِّقلبيفاستفاقتْ عبرةٌوصحا بكاءْزنتِ الهموم ُبأضلعي كَمَدَاًفأنجبني الجوىعمريْ سجائرُ غربةٍقلبي علىجمر ِالنوى نارنجةٌو الروحأوردةُ الشقاءْفي الليل ِو الأشياءُ نائمةٌ( وقلبي لا ينامُ )أكادُ أسمعُمن فم ِالموتىشخيراًظنّه المذهولُمن بعض الرقادْوالجسرُ ينكرُ ما بهِو أصابعُ التحنانتمسحُ جبهتي :_ لا تخشَ شيئاًيا بنيّفلم يزلْ عمريطويلْوتزورني الأشباحُتعبر فوقَ خارطتيالرؤىفي كلِّ خبطٍقصةٌفي كلّ كركرةٍحياةْكم ْمن أكفٍّفوق غرّتك استراحتْثم بانَ صهيلُهاكمْ منْ جسومْوالآنَ وحدكَفي الظلام ِتموتُ مبتسماًو أنّك كركراتْقفلتْ رؤايِمن الغد ِالمشئوم ِباسرةًومجّ دمي العويلْو الجسرُ يشدومثل طير ٍمزقّتهُ رصاصةٌفيضوعُ جرحُ غناءهعذبٌ و دامٍ كالحياةْسقطَ الجدارُ الجسرُنافذةُ السماء ِالصبرُعفّتُنا و صوتُ الأبرياء ِسقط الجميعُولم يفقْ أحدٌولا أرخى رتاجاًكي يرىلا شيءَ معنيٌّ بشيءٍفلتمتْ بغدادُفلتشربْ دمَ القدسِالبلادُليسغبِ الأطفالُفي دارفورو ليفنى الجياعْالكلّ :_ لا للكلّلا للفردِيجهرُ بالدعاء ِ :سألتكَاللهمّ نفسيوليكنْ بعديالضياعْكلّ البيوتِ محصّناتٍكالقلاعْدورٌ لعمريكلّ ما فيهايسرُّولا يقارفهاالسرورْفي الصبح ِوالأمواتُتمقتُ ظلَّّهاجرّتْ خُطاهاالأغنياتُبلا خطىًإيقاعُهاموتُ الحياةْو إذ المدينةَمثل أفرنجيّةٍحضرتْبنصفِ ثيابهايحتلّ عينيها القذىوسنانةٌفي ثغرها ماجتْخمور ٌو انتشى تبغٌو زبَِّدتُ الضباعُعلى ثناياجلدها البضِّالغويْفي الصبح ِلم يحفلْبما في الأمس ِمن أحدٍولم أعرفْ من الماشينََإلا دهشتيْفي الصبححين عثرتُلم ترَ منْ يواسيهايديْفي الصبحجين عطستُلم أرَ بعدَحمد ِاللهمن أحدٍ يُشمِّتنيولكنّي سمعتُمن الذي خلفي :غبيْ .......في الصبححين وقفتُفي تأبين ِجسر ِالعمر ِلم يحضرْسوايَولم تربّتْ نسمةٌحتّى عليْفي الصبحشيّعتِ المقاهيزائرَيها الغائبينَو قال ظلُّ الموتِ: حـيْ يْ يْ يْ يْ يْ يْ يْفي الصبححين أضعتُنيألفيتُنيْ والجسرمتحدين ِفي نعي الجدارْلمْ يقتربْ أحدٌليقرأ نعينالم يقتربْإلا الذبابْ
* جادّة الميسات : شارع مشهور في مدينة دير الزور إحدى المدن السورية
* دير الفرات : مدينة دير الزور الواقعة على نهر الفرات
النص مشاركة في المسابقة الأدبية الرابعة – ديوان العرب
مشاركة منتدى
29 كانون الثاني (يناير) 2013, 11:48, بقلم نور أضاء دمشق
هي الفرات إذا ..
هي أنت أيها الشاعر الفراتي..
سلمت نبضات أناملك
وسلمت أيها الماهر
"منال"