الثلاثاء ٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
بقلم ريمون جرجي

الرسام السوري المغترب زاهي عيسى ... و علمُ الوطن

هو زاهي عيسى تولد حلب 05/01/1962 ، ذهب بزيارة سياحية عام 1986 لإيطاليا فأُعجب بأسلوب الحياة فيها ، فعاد إليها ثانية ليرسم لوحاتٍ لإحدى كنائسها ، ولازال مستقراً فيها لغاية يومنا هذا، ويقول أن ايطاليا كانت الولادة الجديدة له .

زيارته اليوم إلى سوريا بدعوة من وزارة المغتربين، من خلال التنسيق والدعم الكبير الذي يحظى به من السفارة السورية في روما ، وخاصةً من السفير السوري فيها " سمير الكسير " الذي يدعمه دعماً غير محدود ، ويتابع معارضه دائماً، ويقطعُ المسافات بسيارته ( 500كم أحيانا) كي يفتتحَ له معرضاً ، فهو الوحيد الذي كان له الفضل في كل المعارض والجوائز التي نالها في مسيرته الفنية، كما أن السفير السوري يطلب منه صوراً عن لوحاته ومعارضه كي يرسلها إلى دمشق لإعلام الوطن بنشاطات هذا الفنان ، ولا عجب من ذلك طالما أن زاهي يُصرُ بكل فخر أن يضع العلم السوري في وسط أي معرض يُقيمه أو يشارك فيه، فهو يعمل لأجل الوطن ، ويفخرُ دائماً بأنه سوري ، ويتحدث بفخر عن ذكرياته بأحد معارضه المشتركة في دولة مالطا، كيف أن رئيس جمهوريتها وخلال افتتاحه للمعرض اختاره وحضنه ودعاه لمكتبه الخاص قائلاً له: " اخترتك من بين كل المشاركين ، لأنك الوحيد الذي وضعت علم بلدك الأصلي في المعرض ، وخاصة أنك من سوريا ونحنُ نحب رئيسكم ونعرفه وأن لسوريا مكانة عزيزة على قلوبنا ".

زاهي عيسى، الرائد الطليعي الأول (مرحلة الدراسة الابتدائية ) على مستوى سوريا بمجال الرسم في بداية السبعينيات ، هو الآن رائد على مستوى الرسامين والفنانين العالميين بشهادة الكثير من النقاد الكبار في العالم من أمثال " فيكتوريوس زغاربي الذي يعرفه معرفة شخصية ويُحب لوحات وأسلوب رسمه " وزاهي يحملُ شهادة عضو من أعضاء جمعية الإمبراطور الألماني " فيديرك الثاني " هذه الشهادة التي مُنحت إلى 50 أو 60 شخص فقط في العالم منذ تأسيسها ، يعمل حالياً من خلال المدرسة الكلاسيكية السريالية.

هو إنسان مُحب للحياة ، بشرط أن يتحقق فيها العدل ( الذي يأس من تحقيقه في العالم برأيه حالياً ) ، وهو متواضع جداً وطموحاته أن يعرض نشاطاته في سوريا كما في ايطاليا وهو يؤمن بأن السماء قد أعطته موهبة عظيمة هي الرسم وعليه أن يُترجم هذه الموهبة إلى لوحات ومعارض يشكرَ بها السماء ، ويُهدي نجاحه وكل لوحاته إلى روح والده الفنان الحلبي يعقوب عيسى المشهور بالرسام جاك.
أما هدفه فهو إثبات نفسه وإثبات فنه لروح والده الذي قال له قبل وفاته: " يا ابني لا تنظر إلى أعمالي ، أنا زرعت لك، فامشي واجمع الورود التي في طريقك ، فالحصاد جميلٌ حتى لو كان تحت أشعة الشمس القوية الحارقة " .

قبل أشهر لم يصدقه أصحابه بأنه سيقيم معرضاً مشتركاً مع " خوسيه "ابن الرسام الإسباني الكبير سلفادور دالي رائد الفن السريالي ، حيث أقاما معرضاً في قصر تريني نابولي بإيطاليا، افتتحته " الكونتيسة انطونيتا بيشيتيلي " في حضور سفيرنا في روما وحضور بعض الأمراء ووجهاء العائلات الراقية المهتمة بالفن.
لوحاته فيها أسلوب حر، تتميز بأنها لا تتقيد بإطار اللوحة التي تحدد وتٌقيد اللوحة عادة، بل غالباً ما تتجاوز رسوماته إطاراتها "براويزها"، وهو يقول: إن الشيء الجميل لا يمكن حصره، وأسلوبه متميز ونادر بين فناني العالم أجمع .
أقام معارضه في : أغلب مدن إيطاليا ، وكذلك اليونان وبولونيا ومالطا وقريباً فرنسا في /عاصمة مملكة موناكو، مونتي كارلو/ ، وآخر معرض له كان بمملكة باربيريني " ايطاليا" بحضور السفير السوري الذي يُقدر له دعمه ومساندته الدائمة له ولكل الفنانين السوريين في إيطاليا.

وهو يشبه عملية ولادة اللوحة ، بعملية ولادة المرأة بما فيها من حبل، وآلام مخاض، وعملية الولادة ، ويقول "إن لم تعترف بلدي بموهبتي فسأستمر بعمل المعارض خارجها ( عدة قنوات تلفزيونية ومئات المجلات والجرائد كتبت عن معارضي وخاصة خبر معرضي مع ابن سلفادور دالي، بينما صحف بلدي نشرت أحرفاً فقط عن ذلك المعرض !! متسائلاً: ألأنني لم أكن مسنوداً أو مدعوماً فلن تُكتب لي مفاتيح الشهرة والنجاح في بلدي."

وعن مواهب الأطفال فيقول أنهم بحاجة إلى رعاية وبحاجة أكبر لأن يُمنحوا الحرية الكاملة في اختيار الشكل وأسلوب الرسم، "لا تخافوا على مواهب الأطفال فالطفل الموهوب سيرسم حتماً حتى لو لم تحضروا له الريشة والألوان".
حين سألنا أخاه الرسام برهان عيسى ( عضو في نقابة الفنون الجميلة )، في مرسمه بحلب عن رسومات زاهي عيسى أجاب: لا يمكن سؤال رسام عن أعمال رسام آخر بسبب روح العظمة والأنا التي تسكنُ جميع الفنانين ، وزاهي حقق بسبب توسع رؤاه العلاقات الواسعة والدرجات العالية في الرسم .

اليوم، الإثنين 08/01 /2006 ، اُستقبل زاهي من قبل الدكتورة بثينة شعبان وزيرة المهجرين في سوريا ، حيث تم تقديره ، كما أجرت الصحف السورية لقاءات صحفية معه ، وكذلك أجرى التلفزيون السوري حواراً حول مسيرته .

صالة العرض


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى