الخميس ٣ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٤
بقلم نجاة الزباير

شاعرة تسامر حطاب المعنى

يعتبر ديوان «الغريبة والحطاب» التاسع في الشجرة الشعرية للمغربية نجاة الزباير، والذي صدر عن منشورات رنة للتوزيع والنشر بمصر في طبعته الأولى 2024.

يتكون من 83 صفحة، توزعت بين الإهداء الموجه من خلال قصيدة كانت فاتحة الديوان إلى أختها أمينة الزباير، وبابين يضم الأول، الذي يحمل عنوان " ما كان بيننا..."، نصا طويلا ذو نسيج واحد من 60 مقطع تُحاور فيه الشاعرة حطاب المعنى، وتغوص معه في أسئلة كبرى مثقلة باختراقاتها للأزمنة والأمكنة، معانقة الحقيقة الجمالية للوجود والحياة، باحثة عن الماهية والذات والآخر، في مدار لغوي متفرد تُكَوِّنُ من خلاله الشاعرة رؤية فنية جديدة للعالم.
ويضم الباب الثاني "وجه الريح"، قصائد تطرقت فيها لعدة قضايا ذاتية ووطنية وقومية وإنسانية، حيث رصدت الغربة والخيبة كهوية يعيشها الشاعر العربي.

تجدر الإشارة إلى أن نجاة الزباير أصدرت الدواوين التالية: «أقبض قدم الريح»، "قصائد في ألياف الماء"، لجسده رائحة الموتى"، "فاتن الليل"،"ناي الغريبة"، "خلاخيل الغجرية"، "جدائل الليل"، " يد تقود عماي".
نقرأ من الديوان:
كل الخطواتِ
تقودني نحو بحيرةِ الأشجانِ
وهذه الحربُ توقظُ الليلَ النائمَ
مثل غيمةٍ في خيوطِ يَدِي
تحاصرني بنادق من ورقْ
أهربُ مِنِّي
لاشيء داخلِي غير حلمٍ شاحبٍ
يغازلُ جسدِي الهشّ
ـ سأكونُ هناكَ..
قال الحطابُ وهوَ يجمعُ أحزَانَهُ
ابتسمَ هازئًا من رُعْبِي المسافرِ نحوهُ
وانسلَّ عاريا منْ زَمَنِي.
كانَ صوتُ الموتِ يعْلُو
ـ "دعيني أتسكَّعُ بلا وجهةٍ
كيْ أعانقَ هَزَائِمِي" قال.
كانتْ عيناه تندُبُ الْعالَمَ
كل المواجعِ
الفواجعِ
تحدق فيَّ
أنا الممسكةُ بالهواءِ
أتثاءبُ تحت قَدمَي السَّرَابِ
وأغفوُ لحظاتٍ
لِأرَانِي بذرةً في تربةِ الأسْمَاءْ
أتنفسُ الآتي من رئة البَصِيرةِ
كي أَنْسَى ....


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى