الخميس ٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٤
بقلم موسى حوامده

ثلاثة شعراء أردنيين

عن دار تدوين للنشر والتوزيع في عمان، وبدعم من جمعية النقاد الأردنيين صدر اليوم في العاصمة الأردنية عمان للشاعر والناقد العربي الأستاذ نضال القاسم كتاب نقدي بعنوان (ثلاثة شعراء أردنيين: إدوارد حداد، حبيب الزيودي، عاطف الفراية)، ويحتوي الكتاب على دراسات نصيّة تأويلية ومختارات شعرية.

ويأتي هذا الكتاب كباكورة للأعمال الصادرة عن دار تدوين والتي ترفع شعار أن الكتاب الذي لا يسافر لا يعول عليه.
جاء هذا الكتاب عرفاناً من المؤلف لصداقة امتدت لسنوات مع الأصدقاء الذين طواهم الموت كلمح البصر، بعدما رحلوا واحداً بعد آخر، وتناثروا كحبات السبحة وقد كانوا بالأمس ملء السمع والبصر يملؤون دنيانا حركة وحيوية ونشاطاً وعطاءً: إدوارد حداد، حبيب الزيودي، عاطف الفراية، والذين كان لهم دور ملموس ومشهود له في مسيرة الشعر العربي المعاصر بعامة، وفي نهضة الشعر في الأردن على وجه الخصوص.

إن هذه الدراسات التي وضعها الناقد نضال القاسم هي في معظمها تسير على طريق الحداثة وما تتوالد فيه دوماً من طرائق في التنظير والتطبيق، إذ أنها بتفحصها الكاشف لهذه التجارب الشعرية لا ترينا فقط موقف نضال القاسم، ناقداً وشاعراً، إزاء أبناء جيله والجيل الذي سبقه، بل تضعنا أيضاً أمام موضوع من موضوعات الساعة: الحداثة. فهي تتناول الموضوع من الناحيتين النظرية والتطبيقية، إضافة إلى الناحية النقدية الصرف التي تتركز في كوامن الدراسات، وما هذا إلا بعض من قيمة هذا الكتاب الجديد المتميز بأصالته ورحابة أفقه.

الكتاب جاء في مئة وأربعين صفحة وقد كتب الشاعر موسى حوامدة كلمة تدوين على الغلاف الأخير والتي جاء فيها: "لماذا نحن من يرحلون سريعًا؟!"..

لعلَّ هذه الجملة التي جاءت في إحدى قصائد عاطف الفرَّاية قاسمٌ مشتركٌ بين شعرائنا الثَّلاثة: إدوارد حدّاد وحبيب الزْيودي وعاطف الفرّاية؛ أولئك الذين كان عاطف الأسرع بينَهم رحيلًا، وإدوارد الأسبقَ إلى راحته، وحبيب الأكثرَ تعلُّقًا بناي الرعاة وتراب العالوك.

يوحّد الشاعر والنَّاقد نضال القاسم بين الرُّعاة الثلاثة في الرَّحيل والحزن والأثر. إدوارد عزفَ للمهمَّشين والغرباء، فوُلدت قصيدته في أرابيلا، وطارت إلى مصر فتشبَّعت من نيلها وشِعرها، ثم واصل الكتابة وهُو يفتح دربًا لهواء حوران ونسيم طبريّا. وكان حبيب نايَ البيادر والقُرى، فما انفكَّ يُسمع الجبال والصحاري أنينَ الفتى الأسمر وعشقَه الذي لا ينتهي. ويَحضر الجنوبُ في يرغول عاطف ذي الحسِّ الشعري المرهف.

والتجارب الثلاث تؤكّد لنا أنَّ الحياةَ قصيرة وعُمُرَ القصائد طويل.

هذا الكتاب مختلفٌ في تجلِّيات مؤلِّفه، وحرارة تعامله مع قصائد الراحلين الثلاثة، ومعرفة تفاصيل حياتهم وأثرها في تجاربهم.

حمل الغلاف الاخير زاوية بعنوان ذاكرة تدوين سيتم فيها نشر خصيات ثقافية مؤثرة راحلة وكان الغلاف الأول مع الإصداء الأول لتدوين صورة للشهيد ميشيل النمري والذي شارك العمل في المقاومة الفلسطينية واستشهد عام 1985


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى