

الصمت
كانت تنظر إليه في احتقار تام. تنهدت كمن يحمل هم الدنيا ولم تلتفت. لوحت بيدها إلى سائق سيارة الأجرة، تقدمت في خطى محمومة، فتحت الباب، ثم اختفت.
بقي عبد الرحمان ينظر إلى السيارة وهي تبتعد بين مكذب ومصدق. لم يعد هنالك مجال للرجوع إلى الوراء. أدرك أنها لن تعود هذه المرة. أخذ كيسه البلاستيكي، الذي يبدو أنه يحمل شيئا لم يدرك بعد فحواه.
عاد أدراجه وهو يعلم أن الأخرى تترقب وصوله. دخل كالغريب، حمل بعض ملابسه وبقايا صور،خرج دون أن ينطق ببنت شفة.
سألته في لهفة:
ـ هل ستعود؟
نظر إليها كالمعتوه ولسان حاله يقول:
ـ ليس هذه المرة!
ـ ألن تأخذ كيس القمامة؟
أدرك أن الكيس لم يفارقه منذ الصباح، أخذه وخرج.