الأحد ٧ أيار (مايو) ٢٠٠٦

الطنبولي حارب البدع في الفن التشكيلي وكان هاجسه .. «الإنسان»

لطفي الطنبولي.. اسم تردد بتقدير وإعجاب في الصحافة الفرنسية والمحلية المصرية، مثلما ظل يتردد فيما بعد، طوال الستينيات والسبعينيات، في مجالي فن التصوير والآثار، وما زالت أصداء نبضاته الفنية والإبداعية تتدفق بالحياة كجزء من نبضات تاريخ مصر وتراثها الفني والعلمي في العصر الحديث.

ففي عام 1947 اشترك لطفي الطنبولي في الصالون الـ 31 للجمعية الفنية لهيئة البريد في فرنسا الذي أقيم في باريس طوال شهري أيار (مايو) وحزيران (يونيو) 1947 وكان الطنبولي هو الفنان المصري الوحيد الذي شارك في هذا المعرض، كما كانت أولى المرات التي تشترك فيها مصر في معرض دولي في فرنسا.

وكان لصالون عام 1947 أهمية خاصة، إذ إنها المرة الأولى التي يقام فيها هذا المعرض على المستوى العالمي منذ إنشاء تلك الجمعية الفنية عام 1902 ولقد ساهمت فيه 15 دولة، منها: الولايات المتحدة, بريطانيا, الصين, فنلندا, إيطاليا, وبولندا، وبلغ عدد من مثلها من الفنانين 87 فناناً - بخلاف الذين مثلوا فرنسا بمختلف مقاطعاتها وعددهم 127 فناناً.

تم افتتاح المعرض في 24 من شهر أيار (مايو) سنة 1947، وكان يضم 700 لوحة تمثل مختلف المجالات التشكيلية وقد اشترك الفنان لطفي الطنبولي بـ 12 لوحة، وكانت هذه اللوحات تمثل أكبر مجموعة سمح بها لفنان واحد.

المشوار الفني

وعن مشواره الفني تقول زوجته الفنانة التشكيلية الدكتورة زينب عبد العزيز : أما مشواره الفني فقد بدأه منذ الصغر, ومثله مثل العديد من الأطفال كان الورق والقلم يجذبان انتباهه قبل تعلم الكلمات والحوار، وسرعان ما لفت أنظار مدرس الرسم في المرحلة الابتدائية, فراح يمده ببعض الإرشادات التعليمية ويتولاه بالرعاية وهو يتنقل من القلم الرصاص إلى الأقلام الملونة ثم إلى الألوان المائية والباستيل, قبل أن تتسع مداركه ليقتحم مجال الألوان الزيتية, ومنذ أولى خطواته الفنية وهو لا يهتم إلا بالإنسان.

وعندما وصل إلى بداية التعليم الثانوي, كان مشواره الفني واضح المعالم, شديد الارتباط بالواقع المصري وبالإنسان.

موقفه من الفن

وتضيف: أما موقف لطفي من الفن، فكان يؤمن بالعمل الجاد، أياً كان مذهبه الفني، لكنه لا يحب الابتذال ولا يقر فكرة البدع الشكلية الاستهلاكية المتكررة، بغية أو بحجة الوصول إلى جديد.. فالجديد الحقيقي في الفن- في نظره- ما كان أوجين ديلاكروا يردده دائماً: "إن الجديد في الفن هو رؤية الواقع المعاصر للفنان.. ذلك الواقع الذي لم يكن بالأمس، والذي لن يكون في الغد" لذلك كان شديد الارتباط بالبيئة المصرية، بطبيعتها وتراثها، وبأغلى ما عليها: الإنسان المصري البسيط وهو يعمل في هدوء ودأب.. فالعمل هو الصفة الجوهرية التي تميز الإنسان، والدعامة الأساسية لكل إبداع وتطور.

ومن هنا فلم يكن بغريب أن تنعكس قيمه ومفاهيمه الإنسانية والفنية على أسلوبه الفني، فبساطة التعبير ووضوح الرؤية هما هدفه.

في 11 من أيار (مايو) 1982, رحل الفنان لطفي الطنبولي, تقول الفنانة زينب عبد العزيز عن هذه اللحظة: بينما كان يستعد لإقامة معرضه الجديد, انطوت آخر صفحة من صفحاته بابتسامة هادئة .. ابتسامة انطبعت على ملامحه.

إنجي محمود - القاهرة

عن موقع فنون


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى