الأربعاء ٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٨
بقلم نجيب طلال

الـمرأة والـصـنـم

عــــودعـلى بـدء

السؤال المـحـوري الذي يمثل صُـلـْب هـذا الـمنـجـز يمكـننا طرحه في الصيغة التالية: لماذا هـذا الاهتمام المتـنامي بالإتحـاد (الصنم)؟ إن طبيعة الـرد تـكمن في تسلسل الأحـداث والقضايا، التي تفـرض نفـسـها ولها مـرجعـيتها الـتـوثيقـية، حـسـب مـا هـو مـتاح لنـا، لكي لا نخـتلق الأحـداث أو نفتري على طبيعة المعطيات التاريخية؛ بل نحاول كما أشرنا مرارا، ممارسة التحليل والتفكيك عن جوانب مستعصية عن الفهم في رحاب [صنم الكتبة ] ومـن البـدهـي أن يكـون هـناك خـلاف وإختـلاف ﻓﻲ وجهات النظـر؛ حـول الحقيقة ومنهج البحث عن الأحـداث ومعطياتها؛ وهي أساسا مقصـد تفعيل الجـدل الفكري الحقيقي والمنتج. وبهذا يصبح الفعل التاريخي؛ المدون في لحظته هنا أوهناك هـو الحاسم،لأن التاريخ أساسا عبارة عن سلسلة آثـار مرتبط بعضها ببعض، وبها يتصل بما مضى عن اللاحق الذي هـو الحـاضر؛ ولا يمكن فصل المعطيات عـن طبيعة مؤثراتها السلوكية والاجتماعية والسياسية،وبالتالي فالمؤامرات التي عَـرفها ويعـرفها (الاتحاد) له طبيعة سلوكية، تخفي مفهوم [ الزعامة] التي تجعـل الـفــرد يـطمـح/ ينوي/ يحـلم / أن يكون زعيما فـوق الجميع، هي السبب المباشر الذي اغتال ثقافتنا وهي التي وأوصلتنا الى مظـاهر الانحطاط المؤجل ! وبالتالي فمن الطبيعي أن تكون المناورات والمواربات والمؤامـرات؛ وفي غياب الوضوح الـنسـبي سواء الآني أو البـعـدي، يفـرض لامحـالة إعـادة النـظر في كل الممارسات والأفـعال والخطابات فيما يتعلق بالشأن الثقافي الذي لا ينفصل عن الشأن السياسي والاجتماعي، فـحينما نـقرأ:... إني ترأسـت الاتحاد لمدة ثلاث ولايات متتالية. وكان الاتحاد بالنسبة لنا جـميعا ككتاب، هـو اتحاد للجميع، ولكـل المثقفين، والاتحاد حـر، ليكـن المثقـف منتميا إلى هذا الحزب أو ذاك، فهذا عمل خارجي. أما داخل الاتحاد فهو عضو اتحاد كتاب المغرب. والاتحاد لم يعرف في هذه الحلقات الثلاث التي توليت فيها الرئاسة انحيازاً حزبيا ولا تفكيراً منحازاً لأي جهة كانت (1) كلام في منتهى الوثــوقـية، ولا يمكن للمرء إلا أن يصدقـه، باعتباره صادر مـن رجـل له قـد م راسخ في المجال الثقافي والفكري؛ والذي يفـرض الصدق والانسجام مع ذات القول، أما الأصوات التي كانت تذكي انوجاد حضور السياسي؛ وإن كان بالمعنى الضيق (الحـزبي) فـهُـم واهمون ودعاة بلبلة: فـفي المؤتمر الثاني للاتحاد؛ حضر السياسي في غياب الثقافي؛ وفي المؤتمر الثالث اتضح التوجيه وفي الرابع لم يكـن بـد عـن ذلك، وهـا نحن نعـود إلى العلائق المرئية واللامرئية بين السياسي والثقافي. صحيح أن حضور السياسي في المؤتمر الثاني أعـطى هـوية وطنية تحررية للاتحاد وقطع الصلات بترسيم الاتحاد؛ ولكن السياسي المضاد لم يولد غير ترسيم مغاير؛ خاضع لسلطة أخـرى لا ترى في الثقافة إلا تابعا ذيليا لا هُـموم لها ولا معضلات ولا مشاغـل (2) طبعا مرحلة [ الستينيات ] من القرن الماضي اتسمـت بحـدّة الصراع الاجتماعي، والارتباط بالقضايا الكبرى، كالانتماء القومي ومساندة الثورة الفلسطينية من أجل تحرير الوطن المغـتصب، وبالتالي فمسألة الهوية الوطنية في المؤتمر الثاني؛ الذي تزعمه – ع الكريم غلاب – كان يحتاج لنقاشات عميقة، نظرا لتمظهر هيمنة حزب الاستقلال على مقاليد عـدة مفاصل في الدولة، وإقصاء ما لا يؤمن بالفـكر وأدبيات [ الحـزب] فحتى معارضتها للنظام في بعـض المحطات (مشكـوك في أمـره) وبالتالي: لكي نفهم الحقيقة، ولكيلا تختلط علينا السبل، ولكيلا نترك أنفسنا نهبا لما نقرأه في هذه الصحيفة أو في تلك، ينبغي أن نعلم، أن من الواجب أحيانا وفي بعض الظروف الخاصة، أن يوضع خط أحمر، وعريض جدا، بـين الوطنية والسياسة. ذلك لأن الوطنية والسياسة قد تقتربان من بعضهما كثيرا أو قليلا، وقد تبتعَـدان عن بعضهما أحيانا حتى لا يكون ما بينهما إلا فراغ لا سبيل إلى سـَدهـن وقد تلتقيان أحيانا أخرى، حتى تكـَونا لحمة واحـدة يصعب التمييز بين أجزائها. ولكن الوطنية دائما، وبالرغم من كل ذلك شيء آخر غير السـياسـة. وأوضح فرق بينهما أن أهْـداف الوطنية ووسائلها واضحة دائما، وأن أهداف السياسة ووسائلها غامضة ملتوية، وقابلة دائما للتغيير(3): دور المثقفين - كلمة عـدد مجـلة دعــوة الحق ع18 وفي سياق موضوعنا، فالملاحظ منذ تأسيس (الصنم) رغـم ضآلة المثقفين وقـليل من منخـرطيه أنداك فكثيرا ما تطبخ وتتشكَّل الطبخات والسفريات واللقاءات في الكواليس، وذلك خوفا من الديموقـراطية. التي لم يعـرفها (الصنم الكتبة) لـحـد الآن لأنها لعبة السـياسي بالثقافـي لما سيحـقـقه بين المريد والشيخ. وبـناء عـليه فاللقاءات والاتفاقات توحي بذلك فعلى سبيل الذكر: أقام اتحاد كتاب المغرب العـربي؛ مأدبة غـذاء كان ضيف الشرف في هذه الجلسة السيد حسين الجَـر سفير لبنان بالمغـرب؛ كما حضرها الأستاذ الشاعر عمر بهاء الدين الأميري؛ وكان موضوع الحديث في القسم الأول من الاجتماع التعاون الثقافي بين كتاب لبنان وكتاب المغرب؛ وقد اعرب السيد السفير عن استعـداده لبذل كل مجهود لتثمين أواصر التعاون الثقافي بين المثقفين المغاربة والمثقفين في لبنان(4) من ناحية الشكل مسألة مقبولة وإن كان جـوهره ديبلوماسي؛ لكـن فمن استفاد وكـان يستـفـيد من هاته الاتفاقيات في طبع كتبه وسفرياته هناك؟ بدون تخريجات وتوهيمات، فالوثائق تكشـف ذلك وخاصة الكتب والروايات المطبوعة بين (1967/1971) وبالتالي فإن كان القول تأكيدا بـعـدم الانحياز حـزبيا ولا تفكيراً لأي جهة كانت (؟؟) فلا يخفى علينا أن صاحبه تمرس في السلك الدبلوماسي وفي مقالـيد السلطة السياسية والتي تتفنن في لغة التمويه والمواربة، وبالتالي:

إن الزعيم عـلال الفاسي الذي كان عضوا في اتحاد كتاب المغرب كان وراء اقتراح انضمام الدكتور عزالدين العراقي إلى اتحاد كتاب المغرب فالثابت ان المنظمة كانت تحظى بتقدير الزعامات السياسية، ومخاوف السلطة السياسية... ودافع ع الكريم غلاب عن الدكتور عزالدين العراقي باعتباره كاتبا الف في الأدب والثقافة والأبحاث الأكاديمية ولم يكـن تولى بعـد مسؤولية في اللجنة التنفيذية لحـزب الاستقلال...(5) فـفي أي خانة يمكن موضعة هـذا القول الذي يبدو عفـويـا من أجل صياغة الحكاية، لكـن في خضمهـا تنفي وتـفنـد مسألـة عـدم الانحياز بطريقة عميقة الأبـعاد، وتـذكي سـير الثقافي خـلف السياسي. لأن صاحب الحكاية، له تاريخ حافل في رحاب حـزب الاستقلال وفي جريدة العلـم، ومـا أثـاره لـه قـراءة خـاصة لذوي الألباب، وخاصة: وفي رواية أن الكاتب ع الكريم غلاب الذي شغـل منصب رئاسة اتحاد كتاب المغرب والنقابة الوطنية للصحافة، كان يتوق إلى منصب وزير الثقافة، وجاء من يقترح منصبا بديلا كـوزير منتدب مكلف بالإصلاح الإداري (6) ونضيف لما لم تقله الحكاية، أنه خاض الانتخابات لأول مرة سنة 1977 بالدارالبـيضاء، فـفازفـيـها ! وهـو ليس من سـاكنة المقاطعـة ولا المدينة، التي ترشح فيها ! وبعـدها عـين وزيرا ! ولكـن حبذا لو قـدم حكاية كيفية دخول الأديبة – خناثة بنونة – كـأول امرأة في اتحاد كتاب المغرب أنداك، ولاسيما أنه كان أحـد تلامذتها، وهي المحرك الفعال في استقطاب مئات التلامذة (فـاس) للشبيبة الاستقلالية! وهـذا يجـرنا لموضوع:

الـــمــرأة والــــصـنـم:

حينما فكرت في هـذا العنوان الفرعـي، لم أكـن أتوقع أنني سأبـحـر في عتمة متفرعة العتمات، وإن كان إطارها الفتاة، فتلك الفتاة عـديد من الأصوات اختلفت في قضية تعليمهـا، والسماح لها بولوج المدارس إسـوة بأخيها المغربي، نتيجة التأثر والاقتداء بحـركة النهضة المشرقية والإقبال المتزايد على المؤلفات المشرقية وخاصة منها الداعية إلى النهوض بأوضاع المرأة، ومن الدعـوات المعارضة والتي وجـدت مبرراتها الكامنة في الإلحـاد أو التنصير....كـدعـوة العالم الحجـوجي والشيخ النبهاني والشيخ بلحاج... وقـبل هـذا وذاك، فالواقع التعليمي في المغرب كان ضـد التعلم وتطور العـقليات قبل بُـروز الإستعمار:.... والمـعاهـد الكبرى كالقـرويين جُـمِّـد مناهجها واقتصرت على النـحو والصرف والفقه والأصـول وتُـرك الحـديث والتفسير وأصبح من يحاول تدريسهما متعرضا لقتل الملك، فقد شـاع حتى بين المتعلمين أن التفسير إذا درس يموت الملك. أمـا التاريخ والأدب والحساب والعلوم التجريبية كل أولئك كانت الدعاية ضدهم من المتصوفة وغيرهم...... كما كنت نسمع من بعضهم في ذلك الـعهد قولهم بالنسبة للتاريخ: علـم لا ينفع وجـهلٌ لا يَـضـرُّ(7) فالفقرة جلية الدلالات، إلا أن المثير فيها مسألة [ التاريخ ] وبدون إطناب تكشف لنا لماذا لا نهتم بالتـدوين لأدق الأمور؛ بما فيها أحـداث وملفات جـد مهمة في تاريخ الشعـب ونسيجه الاجتماعي والثقافي؟ لأن التاريخ ليس الرسمي والمدون في البلاطات، لا يعـد من ضمن الاهتمامات؟ وارتباطا بالموضوع فكانت الأسر المغـربية في بـداية مرحلة الحماية يرفضون الاستفادة من التعليم الذي أحـدثه المعمرون وإن كانت إدارة الحماية تحاول إرغامـهم على تعليم أبنائهم في مدارسها. فما هـو مدون في العـديد من المدن،أن المشرفين عـلى الشؤون الأهلية، كانوا يعدون لوائح بعدد التلاميذ البالغين سـِـن التمدرس، غير أن تملص وتـلاعـب العـديـد من الآباء، وإرشـاء القياد والمقـدمون من أجل عـدم تسجيل أبنائهم بهـا:.... فكان لا يخالط مدارس المستعمر في الغالب إلا أبناء بعض الأثرياء أو المنخرطين في سلك إدارة الحماية، وأحيانا كان الحكام الفـرنسيون في بعض المدن والـقرى يضغـطون عـلى الآباء ويضطرونهم إدخال أبنائهم إلى المدارس الجديدة بل سـجن البعـض لامتناعه من بَـعـث ابنه إليها (8)

هـذا الواقع المتدبدب أو المنحط تعليميا والذي تتحمـل الأسـر مسؤوليته تقاسما بذوي النوايا الـلآ حـضرية أنذاك، والتي كانت تحرضهـم لمقاطعة مدارس الإقامة العامة كمحاولة لمقاومة الفرنسيين. في حين كان إقبال أبناء الطبقات الغنية !: وإذا كان هذا يرجع، بالدرجة الأولى، إلى تخطيط رجال الحماية فهو يعود كذلك إلى مقاطعة الشعب المغربي للمدارس التي أنشأتها فرنسا بالمغرب (....) مما يعـد خيانة وطنية. من هـنا إعـراض جماهير الشعب المغربي عن إرسال أبنائها إلى المدارس الفرنسية (9)

ولكـن التـضليل لم يـدم وبـدأ يظهـر تغــيير في الموقـف من المدرسة الفــرنسية. وأصبحـت الأغـلبية ترسل أبناءها من الجنسين للمدارس، بعدما تجددت دعوات صادقة من بينها دعوة محمد بلعربي وزير العدل آنذاك والفقيه المتنور، الذي كان لدعوته أثر قوي في نفوس الأسر وإقناعهم بفتح المجال أمام تعـليم المرأة. لقد ألقى محاضرته المشهورة عبر الإذاعة الوطنية يوم ثالث عيد الفطر سنة 1943، وكان لها بالغ الأثر في نفـوس الأسر المغربية (10) ولكن قبل هـذه الدعوة سبقته – مليكة الفاسي – في 1941 بحَـث الفتاة للانخراط في عـوالم الدراسة، بعـدما نـشرت قصة تحمل عنوان (الضحية) في مجلة (الثقافة المغربية) لرد الاعتبار للمرأة كأنثى لها حقوق و واجبات نفـسها، وفي نفــس الوقـت محاولة للتخلص من بوتـقـة الأمية وقيود التقاليد البالية ووهــم المغالطات الاجتماعية، التي أنتجها واقـع متخلف لتبقى الفتاة مغلفة ومحاطة بسياج الجهل والأمية المطلقة، وفي 1952 برزت الكاتبة (زهور الأزرق) التي بدأت النشر بجريدة « المعهد » وشاركت سنة 1957 في المؤتمر الرابع للاتحاد النسائي العربي العام وفي المهرجان العالمي للشباب بموسكو في نفس السنة. وبعـدها قامت الكاتبة آمنة اللـوه بنشر قصتها (الملكة خناثة) سنة (1954) – منشورات معهد مولاي الحسن – تطوان – ونالت جائزة المغرب للأدب /1954 ويعَـد أول نص يؤرخ لظهور"الرواية النسائية "المكتوبة باللغة العربية في المغـرب العَـربي.

والملاحظ أنني وجَـدت قـصيدة رائعة [ إلى الـمـجـد] تحت الفتاة على الأخلاق والتشبث بالحـرية مـوقعة باسم [ وفـاء] من الـدارالبيضاء (11) لا نـدري هل صاحب القصيدة أنثى فعلا أم اسم مستعار لشاعـر (مـا) فهاته الأمثلة، أعـطت محاولة لبعض الأسر؛ اخـتراق راهنية الجمود والانحطاط، بتعليم فتياتهن وبالتالي: فنحن نجدها تقريبا في كـل ميدان باستثناء الميدان الأدبي الذي لم يحظ بأدنى اهتمام. ولعَـل هناك من يحاول أن يذكرني لاسم نسوي واحـد أو اسـمـين يظهـران في فـترات متباعـدة في صحيفة من الصحف؛ ولكن ما نسبتها إلى مئات النساء المثقفات اللاتي عـند بعضهن مؤهلات ثقافية طيبة؛ لو وجهت الوجهة الأدبية لأتـت أزكى الثمرات؟ (12)

فعـلا هنالك أديبات على رؤوس الأصابيع، ولقد حاولن إثراء الحقل الثقافي،ولكن فهـل المرأة المغربية المثقفة سلبية إلى أبعـد الـحـدود أم أنـها لم تجـد السنـد الحقيقي من لدن الأدباء؟ لنترك السؤال جانبا ولننظر لجانب نـسوة قدمن تضحيات وباقات إبداعية وفكرية في عقد الستينيات من القرن الماضي مثـل :

(حبيبة محمد البورقادي) حاصلة على العالمية الأدبية من جامعة القرويين سنة 1957 وتابعت دراساتها في الأدب المقـارن، ودراسات في اللغة، كما أحـرزت على دبلوم الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية.

الكاتبة فاطمة الراوي 1966 قصة مطولة – غـدا لن تتبدل الأرض فازت بالجائزة الأدبية الأولى للاتحاد المغـربي للشغل

(خـديجة الدكـالية) خريجة معهد العلوم الاجتماعية بدمشق، وأستاذة مساعدة بمعهد العلوم الاجتماعـية بالرباط

(زينب لغـريسي) خـريجة كلية الحقوق ومحامية بالدار البيضاء

بـدر السعـود العلوي / فـطومة قـدامة / خديجة صدوق / مليكة الملياني / غـيـثة بوزبـع
الكاتبة (نزهة العلوي) نالت جائزة تكملة قصة غرام في القرون الوسطى للقاص الأمريكي مارك تـوين سنة 1966(ربيعة الادريسي) خريجة كلية الحقوق/ العلوم السياسية
(آمـنة اللوة) نشأت في تطوان، خريجة بكلية الآداب بجامعة مدريد، سنة 1957، ثم حصلت على دكتوراه الدولة في الآداب سنة 1978.

(حبيبة العلوي) مذيعة بالإذاعة الوطنية....

الأديبة خناثة بنونة / ليسقط الصمت (1967) /النار والاختيار(1968)

القـاصة زينب فهمي (رفيقة الطبيعة) أنجـزت (رجل وامرأة / 1969)- (تحت القنطرة/1976..)- (ريح السموم / 1979)

فاطمة الجامعي الحبابي مارست التدريس ابتداء من 1967 بالثانوي و بالمدرسة الوطنية للإدارة بالجزائر وبالمدرسة المحمدية للمهندسين، وبكلتي الآداب بالرباط وفاس ترأست هيئة تحرير مجلتي «دراسات فلسفية وأدبية» و«تكامل أصناف المعرفة» ترجمت (ابن خلدون معاصرا / محمد عزيز الحبابي 1974)

(monographies arabes conservés dans les bibliothèques marocains1983.)- (لغة أبي اعلاء المعري في رسالة الغفران (1988)- (تحليل معجمي-إحصائي ودلالي لخطب العرش للملك الحسن الثاني من 1961 إلى 1982)

ثريا السقاط: اشتغلت بالتدريس بمدينة الدار البيضاء: أنتجـت (منادل وقضبان: رسائل السجـن/ 1988)- (أغنيات خارج الزمان: شعر. 1990)- (قـصص للأطفال 1988)

فهـذه الأسماء النسوية التي ذكرتهـا قصدا، وغيرهـن في عـقـد (الستينيات) مـا عـلاقتهن بالصـنم، وهـل اعترف بهـن بعـدما حاولـن الإسهام في تفعـيل الحَـركية الثقافية، النـظر عـن طبيعة الإنتاج، الذي يسجـل أنـه ليس هنالك تراكم كمي أو نوعي، نظرا: أن وضعا، لا زال له عجـزه، يبعد المرأة عن اكتمال قدرة لها، لتستطيع أن تـحقق الاستغناء بقلمها، الذي يملك نصه في محاربـة التعفنات وتحقيق الإصلاحـات، مـادامت الوضعيات هكذا تفرض نفسها بشكل قاهـــر؛ ومادام هدفنا هو أن نسهم في زلزلة ركام التحجر للوصول إلى إصلاح ما. فنعتقد أن ذلك لا يـضر أن تكافأت وتعاضدت نيات حسنة لرجال ونساء. إن عـهد الانزواء واستقـلال الجـنسين عن بعضهما قد ولى، وأصبح الاختلاط حالة تفرض نفسها (13) فـصاحبة هـذا الـرأي الكاتبة (خناثة بنونة) سعَـت أن تحقـق انـوجادا حقيقيا للمرأة المغربية، الأديبة والمــبدعَـة عـبر:

مـــجـلـــــة شــروق:

فـقبل أن نتطرق للـسـؤال: ما عـلاقة المبدعات والكاتبات بالصنم، وهـل اعترف بهـن؟

فـمن باب الإنصاف أن نشير لـمجـلة – شـروق - والتي حاولت أن تهتـك جـدار صمـت الأنثى وخجلـها الإبداعي؛ أمــام المجـتمع الذكـوري، لكـن قليلة هي الأسـماء التي انخرطت في المشـهد حاملـة عـقيرتها الثقافية والفكرية، ليس الهـدف مواجهة الرجال بل اختلاط وتعاون تجاه الشأن الثقافي ببلادنا، ولقد تكرر النداء عبر المجلة التي توقـفت عـند العـدد الرابع؟: هاته المـرة، شروق تنادي، إليك أنت، أيتها المثقـفة في بـلادي أوجـه نـدائي التي طالما مدت لك الـكف وسلكت نحْـوك الطريق وارتـمت بسببـك على كثير من الأهـوال، من أجل أن يـحـدث تضامن خلاف يزيل عن جـنس المرأة أتربة التحجر والخمول وعَـدم التطلع. كثير من الألسنة تحـركت، وعـدد من الأيادي ارتفعت واشادت مهمة أنثالت.. وأين أنت؟ أريدك أن تكوني هنا، بـوجـودك الإنساني كامـلا، ليتـعـرف عـليك (الجنس الرسمي!) الـرجل؛ فيفـهم أنـك مثـله تملكين حُـضورك التاريخي بـكل مسؤوليـاته ومتطلباته. أين أنــت؟ (14) فـنداء مجلة (شـروق) التي تـعـد أول مجلة نسائية في المغرب؛ يكـشف في زمانه جـرأة وفي نفس اللحظة شعُــور متنامي بالضيق والانزعاج من عـدم الاستـجابة لذلك، والتفريط في رصيدها الرمـزي وإغنائه وتـطويره بحـضورها الفعـال، وإن كانت المرأة أو الفتاة المغربية تجاوزت عـتبة الانغلاق والانكماش وعـوالم الجهل والأمية، لكن يبدو أن الفتاة المغربية لازالت مقيدة بمنظور المجتمع لها، ومن الصعوبة أن تـنخرط بشكـل تلقائي في المجال الثقافي، فنيا وإبداعيا، دونما أن نغيب ظاهـرة الانقطاع والانسحاب من المشهد الثقافي كلية، من لدن بعض الفعاليات اللواتي يعتبرن القـدوة في نظـر الفتيات المثقفات.

ومسألة الإنقطاع والانسحاب لها أسبابها، فمثلا الكاتبة والمناضلة (مليكة الفاسي) التجأت للعمل الخيري. وترأست بعـدما أسست سنة 1962مع جماعة من الوطنيات، جمعية المواساة بالرباط لإيواء البنات اليتيمات ومساعـدتهن و ساهـمت بكـل ثقـلها في إنشاء العصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية. فهاته المهام التطوعية تأخذ من المرء جـهده، ولكن أرجع الأمـر- للصـنم – لأن: إعـراض المرأة المغربية المثقفة عَـن الميدان الأدبي؛ يدخل ضمن أزمتنا الأدبية الحالية، ويخضع للعَـوائق الكثيرة التي تقـف في وجـه أدبائنا جميعا، ولكن بالرغم من ذلك فلا شك في وجود بعض الأسباب والعوائق الخاصة بالمـرأة المغربية؛ إلى جانب تـلك العوائق الخاصة بالمرأة المغربية؛ إلى جانب تلك العوائق المشتركة؛ وعلى هـذا يمكن الحـديث عن جمودها الأدبي ضمن الحـديث عن التخلف الأدبي العام عـنـدنا (15) فحينما نطلع على كـذا صور كاشفة للواقع الثقافي والإبداعي وحتى السياسي في مرحلة يشـدو بها بعضهم، أنها من [ الزمن الجميل ] فـلا زلت أتساءل هل تلك الكتابات جاحـدة أم خارجة عن سياق زمانها؟ إذ السؤال في ثناياه دافع أساس لهـذا الاهتمام المتـنامي بالإتحـاد (الصنم)؟ لأنه البؤرة التي تتفاعل فيها كل البنيات الاجتماعية؛ ومن خلال نتلمس هل فعلا كان هناك ومن جميل (أو) وهـم جميل !؟ ومجلة (شروق) لا تخـرج عـن سياق الوضع العام، فبـدورها تذكي وتصرح بأن هنالك عـقم أدبي / فكري / إبداعي /: إن هاته الصبـغة التي تلون مـا يظهر على صفحات هاته المجلة؛ تبرره وضعـية عامة نُـحِسُّ عـقمها، ونحاول أن نتجاوز هـذا العقم؛ حينما نبذل هـذاالجهد البسيط، بإتـاحة النموذج والتشجيع والإخبار، عـن مسارب الكـلمة، سواء في رياض الشعر أو تفاعل القـصـة، أو تيار النبـأ. كـل ذلك يساعد على حـمل الفتاة اقتناص لـحظة من تدبر وتفكير، فلعل في أعماق سكونها كنوزا، ولعـل عطاءات هـاته الكنوز تـعلن نفسها مستقبلا كنتيجة لما سعينا إليـه (16) فرغـم العـُـقـم، هنالك إحـساس بالأمـل، أن تنزل المرأة لمعترك المشهـد الثقافي بكل ثقـلها، وأن تـخوض في كل ما يخوض فيه الناس في الحياة العامة، وتشارك فـيها وفي الخصومات السياسية، والخلافات المذهبية، وما إلى ذلك من الأمور التي يمارسها الرجال؟

فمن خـلال أعـدادها الأربع، والتي هي ذات طبيعة نسائية (صـرفة) كانت هنالك محاولات قيمة وجريئة، فكريا وإبداعيا، وإن ساهـم فيها بعض الكتاب والصحفيين، كما هو متبث على صفحاتها ويـزكيه هـذا القول:...كـنت أراهن وجيلي على بناء قاعدة للأدب الحديث بالمغرب، وحـرق المسافات لتأسيس ولـو ذاتا أدبية لنقول للمشرق ان لنا قامتنا وأدبنا. ولما كانت الساحة الثقافية آنذاك فارغة فكرت في اصدار مجلة ثقافية نسائية وهي مجلة «شروق»..... وأهم ما في هذه المجلة هو أنها استقطبت مجموعة من المثقفين المغاربة، فأغلب الأدباء المعروفين الآن كتبوا في تلك المجلة ومنهم: محمد برادة، محمد السرغيني، عبد الجبار السحيمي، التهامي الراجي والراحل أحمد المجاطي. وأنا أسائل نفسي الآن كيف استطعت في تلك المرحلة اصدار تلك المجلة، خصوصا أنه لم تكن لدي الامكانيات المادية ولا المعرفية اللازمة لذلك، ولكن كنت أتحدى الصعاب وأركب المستحيل من أجل تحقيق هدفي، فقد كانت مواد المجلة تعـد بفاس، أما طباعتها فكانت تتم في الدارالبيضاء (17) تلك حقائق مادية ملموسة بين صفحاتها، ولكـن هـل يحـق للأديبة – خناثة بنونة - أن تكـون (هي) الصوت والصـدى لمجلة – شـروق -؟

الإحــــــــــالات

1) عـلى هامش انعقاد مؤتمر اتحاد المغرب عبد الكريم غـلاب ل» الاتحاد الاشتراكي نشر
في يوم 24 - 03 – 2012

2)اتحاد كتاب المغرب مؤتمر التراجعات لمحمد بنيس ص 128 الثقافة الجـديدة ع 20

3) دور المثقفين - كلمة عـدد مجـلة دعــوة الحق ع 2 السنة الثانية مارس/1959

4) دعــوة الحق ص137 - س 10- ع 2/ ديسمبر 1966

5) حكايات بلا حـدود لمحمد الأشهب:عزالدين العراقي في اتحاد كتاب المغرب جريدة
الأخبار بتاريخ 04/10/2015

6) نــــفــــســهــــا

7) [ تاريخ المغـرب السياسي في العهد الفرنسي ] مذكرات / مولاي الطيب العلوي - الجزء
الأول ص 19 إعـداد ومراجعة: أحمد العلوي منشورات – زاوية /2009

8) من أعلام الفكر المعاصر بالعـدوتين - ج 1- لعـبدالله الجـراري ص /49 ط 1/1971-
مطبعة الأمــنيــة / الرباط.

9) التعليم في المغرب العربي لمحمد عابد الجـابري ص25 دار النشر المغربية الدار
البيضاء 1989

10) من أعـلام الفكـرالمعاصـربالعـدوتين -ج 1/ لعـبد الله الجراري ص76 ط 1/1971-
مطبعة الأمــنيــة / الرباط

11) انظـر مجـلة دعـوة الحق – ص 23 - س الأولى - عــدد2 / غـشت 1957

12) حاجة حياتنا الأدبية إلى عنصر الـمـرأة: لعبد العلي الوزاني ص 43 مجلة دعوة الحق
عـدد 6/ 7 س 8 / أبريل – ماي-1965

13) لــنا رأي: مـجلــة شــروق السنة الأولى عـدد - 2 /1965

14) لـنا رأي: مـجـلة شــروق - السنة الأولى عـدد3 / 1966

15) حاجة حياتنا الأدبية إلى عنصر المرأة: لعبد العلي الوزاني ص 44 مجلة دعوة الحق
عـدد 6/ 7 س 8 / أبريل – ماي- 1965

16) لـنا رأي – مجلة شـروق- س الأولى عـدد - 2 /1965

17) خناثة بـنونـة: كان الكتاب المغاربة يخــشون من منافـسة الأقـلام النسائية - لصحيفة
الشرق الأوسط عـدد 8891 في/ 2/04/2003 حـاورتها – سعـيدة شريف.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى