

الفجر و الدموع
كان فسطاط السديم المُجنِّح, يشقُّ طريقه بقوة مختالة داخل الجرح, عندما نظرَ الجبلُ بعيني قمته الغاضبة و قال:
– ما دَخَلَ شعار أسود رداء غيمتي, إلآ و كتبَ عليها الثقوب , فتنة. تحفرُ آبارا من سخط و عوسج!
لكن تلةَ التخريب التي زعمتْ أنها تناولت طعامَ العشاء على مائدة النجوم , يوم الفرز, لم يعجبها الأمر, فاحتدّتْ واستشاطتْ تضليلا، ثم حاولت أن تنشبَ مخالبها في طلة ِ العلياء.
تحركتْ, و جمعتْ ما وسعها من هتافات الزبد الضرير و قررت أن توزعَ على كلِّ مواطن من بلاد الفجر و الدموع, "ميكريفون" يدعو لها بالفوز على اليخضور و البدايات الصقرية.
تفرقت مواكبُ الهرج و المرج, و أخذتْ توزع الأصواتَ على المدن و الأمصار و العصور و الشوارع..
انشغلَ بعض المواطنين, في البحث عن سنابل قمح وسط موجات الصدى و اغراءات الرجع...لكن الظلامَ شُوهدَ يمشي على عكازين في أحد الأزقة القديمة.
كان النهارُ يضاحكُ الجبلَ الذي لم تمنعه كل الخطابات و الخطايا من مواصلة طريقه, صعوداً إلى النشيد و روحه..
رغم الزعيق الذي ظهرَ من الفسطاط الموتور..كانت الحقيقةُ تعانقُ الشمسَ و القبضاتُ الموحدة , تشاركُ الضياء اكتمال المسيرة.