الأحد ١ شباط (فبراير) ٢٠٠٤
حسام الدين مصطفى أسميه أنا "حاخام مصطفى".
بقلم أشرف شهاب

الفنان الممثل والشاعر محمد ناجى: تواطوء الأنظمة العربية قمة السفالة والحقارة

الناس لن تتحرك إلا عندما نواجهها بسفالة أحيانا، وبوقاحة، وأحيانا بأدب

الفنان محمد ناجى واحد من الفنانين المثقفين، الذين ربطوا بين قناعاتهم السياسية، وأعمالهم الفنية. وفى كل أعماله يمكن أن نلمس الفارق بين الفنان الملتزم سياسيا، وغير الملتزم. هو عضو مؤسس بحزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى. وفى نفس الوقت ممثل قدير، وشاعر. مراسلنا فى القاهرة أشرف محمود قابل محمد ناجى وأجرى معه الحوار التالى:

الفنان محمد ناجي

ديوان العرب: الفنان محمد ناجى. كما اتفقنا قبل بداية التسجيل، لن نحاول التطرق معك إلى الأسئلة التقليدية التى تقول أنك مللت منها والتى تتناول حياتك الفنية أو التى تسألك عن بياناتك الشخصية وماذا تحب أن تفطر أو تتعشى، أو الألوان المفضلة لديك. ولكننا سنحاول الدخول مباشرة إلى عقل محمد ناجى.

محمد ناجى: هذا إذا كان عندى عقل أساسا.

ديوان العرب: محمد ناجى شخصية متعددة المواهب، فأنت فنان، وسياسى وشاعر. والشعر الذى سمعته منك فى عدة محافل لقى تجاوبا كبيرا من السامعين. فما هى علاقة الفن بالشعر من وجهة نظر محمد ناجى؟

محمد ناجى: الشعر فن، والفن شعر. وهناك علاقات كبيرة. كلاهما نفس الشيء ونفس التوجه. الفن هو الشعر، هو السياسة، وإذا كانت هناك أبجديات مشتركة بين الأشياء وبعضها، فالفن للجماهير والسياسة للجماهير. لأن الجماهير عامل مشترك أساسى بين الفن والسياسة.

ديوان العرب: هل يعنى ذلك أنك لم تصل إلى جمهورك بالشكل الكافى عبر الفن، وتحتاج إلى الشعر لتقوية علاقتك بالجمهور؟

محمد ناجى: أنا أتمنى أن أصل للجمهور بأى شكل. فآفة هذا الوطن المسكين أننا كمثقفين لم نستطع أن نصل إلى ناس هذا الوطن. نحن كفنانين أو كمنخرطين فى العمل السياسى، أو شعراء أو فنانين تشكيليين أو مطربين أو ممثلين أو ساسة. كلنا عدة أوجه لشىء واحد. الحكاية كلها، وآفة هذا الجيل والأجيال السابقة، بل والأجيال اللاحقة أننا لم نعرف الطريق بعد إلى جمهورنا الحقيقى. أنا أريد أن أصل للناس لكى يقفوا معى عندما أقول كلمتى. وأنا أتمنى فعلا أن أصل للجمهور. أتمنى أن أفعل ذلك عن طريق الشعر أو القصة.

ديوان العرب: من الجميل أن يكون الفنان متعدد المواهب. ولكن هل تعتبر أن نشاطك الفنى أو الشعرى هما مكملان لعملك السياسى أم أنك تعتبر أنهما أنشطة مستقلة عن انتماءك السياسى؟

محمد ناجى: طبعا أعتبرها أنشطة مكملة لعملى السياسى. فالعمل السياسى والعمل الفنى الذى أشرت إليه هى عبارة عن لحظات ومشاعر وانفعالات تبدأ فى داخلك. رفضك للسائد سواء كان فنا أو سياسة أو أنظمة سائدة أو للفساد السائد.. الخ. أنا أعتقد أن كل هذه الأشياء تولد داخل الإنسان أولا. وبعد ذلك يكتسب الإنسان بعض الخبرات. ولكن الرفض يولد بداخلك. الإنسان يولد إما مع أو ضد. إما رافض أو موافق.

ديوان العرب: هل تعنى أن هذا الرفض أو القبول ليس اختيارا عقلانيا واعيا؟

محمد ناجى: فى البداية هى تولد داخل الإنسان، ثم تصبح اختيارات. هذا هو الاختيار الوحيد الذى يولد مع الإنسان. ربما يختلف معى البعض فى هذا الرأى. ولكننى أرى أن هذا الاختيار يولد معنا، ثم يكبر بداخلنا. أنا شخصيا مولود ضد الأشياء القبيحة. ضد الفساد، وتربيت على ذلك. هكذا تعلمت من أهلى وأبى وأمى، وهم الذين رسخوا هذه القناعات فى داخلى. مكتبة والدى زادت هذه القناعات بداخلى. ثم جاء اختيارى للأصدقاء والأساتذة ليزيدوا من هذا التوجه بداخلى.

ديوان العرب: ألاحظ أن كلامك بتناقض فى معناه مع مواقف العديد من الفنانين الذين اسمعهم يقولون: "الحمد لله إننا لسنا أعضاء فى أى حزب سياسى، ولا نريد أن ننتمى إلى أحزاب، وأن الفنان لا يجب أن ينتمى إلى تيار سياسى معين.

محمد ناجى: أنت تتحدث معى كما لو كنت أنا أيضا خارج الحزب السياسى. ولعلمك أنا من ضمن المؤسسين لحزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى.

ديوان العرب: أعرف ذلك، وأنا أعتبر أولئك الفنانين نوعا من النغمة النشاز.

محمد ناجى: المفروض أن يكون للفنان موقف سياسى. ويجب أن يكون هذا الموقف معلنا. كلما كان للفنان موقف سياسى رافض، وكلما كان للفنان موقف سياسى يسارى على وجه التحديد، يكون مع الناس. وأى توجه غير هذا التوجه يعنى أن الفنان لا يقف مع الناس.

ديوان العرب: لاحظ أنك بهذا الكلام تربط بين الفن واليسار

محمد ناجى: اليسار بتعبير اليسار الكلاسيكى - رغم عدم حبى للكلاسيكية - هو استشراف للمستقبل. هو نظرة مستقبلية رافضة ومتمردة. والفن الذى يتربى فى حضن السلطة لا يكون فنا، أما الفن الحقيقى فهو الفن المتوجه للناس. ولكى تتوجه للناس، وتنقل إليهم الحقائق التى يريدونها، يجب أن تكون مختلفا، أى يجب أن تكون ضد السائد، أى يجب على الفنان أن يكون يساريا لكى يصل للناس.

ديوان العرب: لاحظت أن قصائدك تجمع بين الثورة، والتمرد، واللغة التحريضية. وأيضا لغة المفارقات المثيرة للضحك والسخرية.

محمد ناجى: طبعا.

ديوان العرب: فهل يتعمد محمد ناجى أن تكون لغة قصائده بهذا الشكل؟ أم أن قصائدك تولد بهذا الشكل دون تدخل منك؟

محمد ناجى: لا أريد أن أتحدث عن قصائد محمد ناجى. فأنا فى الحقيقة لست ذلك الشاعر الهمام. فأنا مجرد شخص يكتب بعض القصائد باللغة العامية، وبالفصحى، ولى قصائد مهمة. كتبت الزجل وكتبت شعر العامية. ولكنى فى الظرف الراهن، أثناء الانتفاضة الفلسطينية، وأثناء التحضير لضرب وسحق العراق، ومعه بالتالى سحق كل الخارطة العربية، شعرت بالإهانة، وشعرت أن الناس يحتاجون لمن يطعنهم. يحتاجون للمواجهة، وأحيانا يمكن أن يصل حجم هذه المواجهة للصراحة التى تصل لدرجة الوقاحة. أنت تريد أن تضرب الناس على وجوههم، لكى يتنبهوا إلى ما يحدث. وخصوصا أن ما يحدث على الساحة العربية والدولية هو شيء سافل جدا. ما يحدث من أمريكا وإسرائيل، والتواطؤ من معظم الأنظمة العربية الحاكمة، تواطوء الأنظمة العربية يعتبر قمة السفالة والحقارة. لذا، يجب أن ننهل من نفس معجم السفالة لكى نرد لهم الصاع صاعين. وكما لا يفل الحديد إلا الحديد، فلا يفل قلة أدب الأنظمة العربية، وسفالتها إلا قلة الأدب والسفالة. لا أعرف إن كنتم تستطيعون نشر كلامى هذا أم لا. ولكن ردودى على كلامك هى مشاعرى الحقيقية. الناس لن تتحرك إلا عندما نواجهها بسفالة أحيانا، وبوقاحة، وأحيانا بأدب. وأن نجعلهم يضحكون على أنفسهم وهم يفكرون. وفى معظم الأحوال القصيدة عندى هى لحظة انفعال. العديد من قصائدى لا يتم للتحضير لها. أنا شخص انفعالى.

ديوان العرب: هل تعنى أنه لا يوجد جزء من الصنعة فى قصائدك؟

محمد ناجى: هناك جزء من الصنعة، وهذا شيء طبيعى.

ديوان العرب: أستشف من كلامك أن الإبداع يعنى بالنسبة لك الثورة، والتمرد، والتحريض. وهذا مجرد جزء من الأدوار التى يمكن أن يلعبها الفن.

محمد ناجى: لا. ليس هذا فقط دور الفن. هناك دور آخر مهم للفنان. فليس مطلوبا من الفنان أن يكون عبارة عن بيان سياسى متحرك. ليس مطلوبا من الفنان أن يكون ثوريا طوال الوقت. المطلوب من الفنان أن يصنع فنا جميلا. من الشاعر أن يكتب ولو قصيدة عاطفية شرط أن تكون جميلة. أن يكتب قصيدة فى الوردة، شرط أن تكون فنا جميلا راقيا، يرتقى بمشاعر الإنسان. ترقية مشاعر الناس هى دور مهم جدا. فلو ارتقت مشاعر الناس، سيفكرون، وسيلتفتون لما حولهم، وبالتالى سيكرهون الفساد، والتواطؤ.

ديوان العرب: هل تعتقد أنك استطعت أن تترك أثرا لدى الناس؟ أم أنك ما زلت تلعب فى الوقت الضائع؟

محمد ناجى: أنا أحاول كممثل، وكمقتحم لخارطة الشعر أن أترك أثرا لدى الناس. أحيانا لا أكتب الشعر لكى يقرأه الناس. أحيانا اكتبه لمجرد التنفيس عن النفس. لمجرد أن أعبر عما يعتمل بداخلى.

ديوان العرب: كل مبدع أو مثقف يدفع ثمن مواقفه. فهل يشعر محمد ناجى أنه دفع ثمن مواقفه؟

محمد ناجى: المواقف اختيارات. وكل إنسان لا بد وأن يتحمل مسئولية اختياراته. أنا مثلا دفعت الثمن من فنى. ولكن هناك ناس دفعت الثمن من عمرها، هناك من يستشهدون، ومن يدخلون السجون، ومن يتعرضون للفصل من أعمالهم.

ديوان العرب: هذا طبيعى، ولكن هل شعرت أنهم استبعدوك من عمل فنى معين بسبب قناعاتك الفكرية والسياسية؟

محمد ناجى: نعم. حدث ذلك كثيرا، ومازال يحدث حتى هذه اللحظة. هناك مكارثية فى الفن حتى هذه اللحظة. وغالبا عندما أكون مشتركا فى عمل فنى فإننى أحاول وبكل أدب أن أبدى وجهة نظرى للمخرج، ولفريق العاملين. وعادة ما تثير تدخلاتى هذه مضايقاتهم بسبب أننى لست ذلك الفنان الذى يطيع المخرج بدون مناقشة.

ديوان العرب: لم نشهد لك أعمالا رمضانية هذا العام؟ فأين محمد ناجى من الخريطة الرمضانية؟

محمد ناجى: هناك أعمل لى لم يتم عرضها حتى اليوم. وحتى الإنتاج التليفزيونى لم يعد إنتاجا غزيرا كما كان فى الماضى. فقد تأثر حركة الإنتاج بفعل الحروب فى الخليج. وبغزو العراق. التراجعات مستمرة، ولم تعد هناك أسواق للتوزيع، ولا أموال للإنتاج. كما أننى بشكل شخصى أحاول قدر الإمكان أن أحترم نفسى، وألا أدق على أبواب المخرجين والمنتجين بحثا عن عمل. لقد تعودت أن أنتظر حتى يأتى العمل لى.

ديوان العرب: ولكن جانب العلاقات العامة مهم للفنان ليجد عملا.

محمد ناجى: لم أتعود ذلك. تعودت أن أجيد عملى بقدر الإمكان وهذا هو كل ما أستطيع فعله. أنا لست متكالبا على العمل.

ديوان العرب: ولكن هذا سيؤثر على عملك، وعلى دخلك، وعلى مستوى معيشتك؟ فأنت فى النهاية تحتاج إلى العمل كى تعيش.

محمد ناجى: فعلا. وأنا أعترف أنى مخطىء. أحاول أن أغير من أسلوبى. لكن ما المانع أن يمر رمضان دون أن يرانى الناس على شاشة التليفزيون؟ لاحظ أيضا أن تكرار الظهور بهدف الظهور سيضرنى كفنان. أنا اسعى للظهور فقط عندما يكون العمل الذى أشارك فيه عملا جيدا. وبالتالى فالغياب عن الشاشة فى رمضان أفضل من الظهور بشكل يترك لدى الناس انطباعات سلبية عنى. وفى بعض الأحيان تكون هناك فرصة للظهور، ولكننى لا أوافق لأن العمل ككل يكون غير مناسب لى.

ديوان العرب: لدى سؤال هنا.. إذا كان العمل ككل غير مكتوب بشكل جيد، ولكن دورك الخاص مكتوب بشكل جيد يمكن أن يترك أثرا لدى الناس، فهل تقبل بالدور؟ أم ترفضه؟

محمد ناجى: إذا كان الدور ككل غير مضاد لأفكارى فمن الممكن أن أقبل به. فمن المقبول لى أن أتنازل عن بعض الفن، ولكن غير مقبول أن أتنازل عن بعض الفكر. مبادئى هى الأساس، وهى المعيار الذى أقيس به.

ديوان العرب: أنت ممثل تليفزيونى فى المقام الأول، ولا نراك فى السينما..

محمد ناجى: لأننى لا أستطيع التركيز فى السينما. لأن السينما مش بتاعتى، ولا بتاعتك، ولا بتاعة الجمهور.. السينما خدعة. السينما الجديدة الموجودة حاليا يتم تفصيلها على مقاسات معينة لأشخاص محددون. لا توجد بدائل. إما السينما الأمريكية وإما هذا النوع من السينما الرديئة. وإذا كان عاجبك يا جمهور اتفرج.

ديوان العرب: ولكن هذه السينما أنتجت أفلاما جيدة كفيلم "سهر الليالى".

محمد ناجى: هل تريد الحديث عن القاعدة أم عن الاستثناءات؟

ديوان العرب: عن القاعدة طبعا.

محمد ناجى: إذا لا تتحدث عن فيلم سهر الليالى لأنه من ضمن الاستثناءات. نحن الآن نعيش زمن "اللمبى"، وغيره من الأفلام. وهذه ليست سينما. هذه ليست السينما التى أقبل أن أشارك فيها.

ديوان العرب: ربما يكون السبب أنه لم يعرض أحد عليك المشاركة فى هذه السينما، ولذلك تهاجمها.

محمد ناجى: غير صحيح. غير صحيح إطلاقا. فقد تلقيت عدة عروض للمشاركة فى أعمال مختلفة، ورفضتها. ورفضى لم يكن مجرد رفض، بل رفض مدعوم بوجهات نظر. وانتهى الأمر إلى أنه أصبح معروفا أننى أرفض المشاركة فى هذه السينما بالشكل الحالى، وتدريحيا بدأت العروض تتوقف. أنا لا أرى نفسى فى السينما الحالية. هذه السينما مشينة، ومخجلة. وأنا والحمد لله لم أقدم شيئا مشينا. ربما أكون قد لعبت دورا سيئا، أو مثلت بانفعال زائد أو بدون انفعال، ولكننى لم أمثل دورا مشينا.

ديوان العرب: هل للمسألة علاقة بأنك تحب التليفزيون أكثر من السينما؟

محمد ناجى: لا لا. بالعكس السينما هى الأبقى. السينما هى الوثيقة. السينما وثيقة يمكن مشاهدتها بعد عشرات السنين. ولكن لا يمكن بعد أربعين سنة أن أجلس لمشاهدة مسلسل من ثلاثين حلقة.

ديوان العرب: والمسرح؟

محمد ناجى: أنا تربية المسرح. ولا تجزيء. لا يمكن تجزيء الفنون. كلها شيء واحد. البعض يقول أنا لا أريد أن أحرق نفسى فى التليفزيون لأننى سأظهر فى السينما بعد وقت قصير. وهذا كلام مردود عليه. لان المفروض للفنان أن يبحث عن الدور الجيد، الذى سيصل للناس. أنظر إلى نور الشريف حاليا، لقد قدم العديد من الأعمال التليفزيونية السيئة، فهل لو قدم نور الشريف للسينما عملا، سيقول الناس لا لن نشاهده لأننا شاهدناه فى التليفزيون منذ وقت قريب؟ طبعا لن يحدث ذلك.

ديوان العرب: البعض يتحدث عن أزمة السينما..

محمد ناجى: والبعض يقول إن السينما تعيش فترة انتعاش، وأنه لا توجد أزمات. وأنا شخصيا أرى أن هناك أزمة طاحنة فى السينما. لا توجد لدينا سينما. ما يتم تقديمه للناس ليس سينما. ما يقدمونه لنا هو بديل سىء إما أن تتجرع السينما الأمريكية غصبا عنك، وإما أن تموت كمدا. هناك قرارات مشبوهة تم اتخاذها لهدم السينما المصرية، منها القرار الذى ينص على ضرورة توافر 200 مليون جنيه ميزانية لأى شركة تريد العمل فى مجال الإنتاج السينمائى، مع أن المنتجين الصغار هم الذين صنعوا السينما المصرية. منذ تسعين عاما والسينما المصرية تقوم على أكتاف صغار المنتجين، وهم لم يستفيدوا من السينما بقدر كبير. لأنهم أحبوا السينما، وقدموا أفلاما كثيرة جيدة، ومهمة جدا فى تاريخ السينما المصرية. وحاليا يقولون عن المخرج القدير محمد خان والمخرج داود عبد السيد أنهم من مخرجى السينما المريضة. للأسف لقد انقلبت المعايير. والآن يطلع علينا الأخ حسام الدين مصطفى الذى أسميه أنا "حاخام مصطفى"، ويقول عن السينما الحقيقية أنها سينما الصراصير؟ فى حين أن هذا الحاخام مصطفى وأمثاله يقدمون لنا سينما الأقزام.. لا توجد سينما ولا كيانات محترمة. وفقد المنتج الصغير الذى هو الصانع الحقيقى للسينما مكانته.

ديوان العرب: وأين تكمن أزمة المسرح؟

محمد ناجى: أزمة المسرح تكمن فى الأضابير والروتين، وفى البيروقراطية، و الإمكانيات، وفى أنه لا يعتمد على موضوعات حقيقية تهم الناس، وفى أنه نسى المقولة الحقيقية التى بدا بها المسرح زمان، وهى أنه يقدم خدمة، ولا يسعى للربح. وبهذا بدا يحدث نوع من التسابق بينه وبين مسرح القطاع الخاص. وفى الحقيقة لا يوجد فارق بين مسرح وآخر. ولكن ما يحدث هو أن مسرح الدولة..المسرح الجاد بدا يلهث خلف مسرح القطاع الخاص، وبدأ يقلده.

ديوان العرب: مسرح القطاع العام قدم العديد من العروض الجيدة . وليس كل مسرح القطاع الخاص سيئا.

محمد ناجى: صحيح. لقد ثبت خطأ مقولة الجمهور عاوز كده. هذه أكذوبة. الجمهور مش عايز كده. الجمهور يريد فنا محترما. وأنا وطاقم مسرحية "الملك لير" اضطررنا لتقديمها على مدار ثلاثة مواسم متتالية، وحققنا أرقاما قياسية فى عدد ليالى المشاهدة. وكان عرضا ممتازا، وتجولنا به فى عدد من بلدان العالم.

ديوان العرب:عندما تحدثا عن الفن والمسرح والسينما.. ظللنا نشير إلى أزمات متكررة.. فما هو الحل للخروج من هذه الأزمات؟

محمد ناجى: يعنى انت بتزنقنى يعنى؟؟ ده سؤال عجزت عن إجابته كل القوى الوطنية فى مصر، عجز عنه كل المثقفون المصريون. فهل تتوقع منى أنا الإجابة؟ ده إجابة هذا السؤال تحتاج إلى ثورة. من يملك القدرة على إعادة فك وتركيب السائد هو الذى سيجيب على هذا السؤال.

ديوان العرب: يعنى لسه بدرى.. أمامنا وقت طويل..

محمد ناجى: لأ.. ليه.. القاعدة تقول.. التراكم الكمى يؤدى إلى تغير كيفى.

الناس لن تتحرك إلا عندما نواجهها بسفالة أحيانا، وبوقاحة، وأحيانا بأدب

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى