الخميس ١ تموز (يوليو) ٢٠٠٤
بقلم أشرف شهاب

الفنان طارق الدسوقى: أنا راض عن كل أعمالى

تخرج الفنان طارق الدسوقى من كلية التجارة، ولكن عشقه للفن دفعه للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية. ومنذا أكثر من عشرين عاما شاهدناه فى العديد من الأدوار من بينها دور عبد الحكيم عامر فى فيلم "ناصر 56". حول مشواره الفنى وأعماله دار هذا الحوار بين الفنان طارق الدسوقى ومراسلنا فى القاهرة أشرف محمود:

الفنان طارق الدسوقى مع الفنان عبد الرحمن أبو زهرة
فى مشهد من مسلسل زمن العطش

 ديوان العرب: درست فى بداية حياتك الفنية فن التمثيل فى المعهد العالى للفنون المسرحية؟ فهل كان لتلك الدراسة اثرها على موهبتك الفنية؟

 طارق الدسوقى: بكل تأكيد. لقد كان لدراستى بالمعهد العالى للفنون المسرحية أهمية كبيرة لأنها صقلت موهبتى الفنية. ولا بد للفنان أن يصقل موهبته بالدراسة وإلا فإنه يكون كالطبيب الذى لا يتابع احدث التطورات فى مجال الطب. وأعتقد انه فى كل مجال من مجالات الإبداع لا بد من تلقى الدراسات الأكاديمية والعملية لانها تعيد تشكيل أدوات الفنان وتجعله مؤهلا للتعامل مع آخر التطورات والمستجدات فى عالم الفن.

 ديوان العرب: أنت من جيل الفنانين أحمد عبد العزيز وكمال أبو رية. وهؤلاء استطاعوا أن يعرفوا طريقهم فى عالم الفن وصعد نجمهم بسرعة كبيرة. ولكن طارق الدسوقى لم يحقق ما حققه أقرانه؟
 
طارق الدسوقى: هذه المسألة توفيق من الله أولا وأخيرا. ثم من قال لك أننى لم استطع ان أحقق ذاتى فنيا؟ من الذى قال إننى لم استطع أن أشق طريقى الفنى؟ أنا لا أعتقد أن المهم أن يكون الفنان ظاهرا طوال الوقت على الشاشة. المهم هو أن يكون صاحب بصمة مميزة وأنا أعتقد أننى وجيلى من الفنانين الذين ذكرتهم نجحنا جميعا فى أن نبرز مواهبنا فى توقيت صعب حيث الساحة الفنية مليئة بالعديد من النجوم الذين سبقوا جيلنا، وبالنحوم من الأجيال التالية. وبروز فنانين من جيل معين هو نجاح للجيل بأكمله وليس لهؤلاء الفنانين فقط. أما إذا كنت تقصد أننى مقل فى أعمالى فسوف أتفق معك لأننى أدقق جيدا فى اختياراتى.

 ديوان العرب: على اى أساس يقوم اختيارك للعمل الفنى الذى تشارك فيه؟

 طارق الدسوقى: قبل أن أقرر قبول المشاركة فى عمل فنى معين فإننى أحاول أن أضع نفسى مكان الجمهور. وإذا شعرت أن العمل سيلقى نجاحا فإننى أوافق فورا على المشاركة. ولهذا ستجد أن معظم الأعمال التى شاركت فيها ناجحة والحمد لله. وجميع أدوارى مختارة بعناية. وأنا لست من ذلك النوع الذى يشارك فى عمل معين ثم يندم فيما بعد على المشاركة فيه. أنا راض عن كل أعمالى. ويهمنى أن يحترمنى الجمهور القليل عن أن أكون معروفا لجمهور كثير ولكن بلا احترام.

 ديوان العرب: هل تعتقد أنك نجحت حتى هذه اللحظة فى تحقيق ذاتك فنيا؟

 طارق الدسوقى: لا. أنا فى سعى دائم نحو التطوير وغذا شعرت أننى قد حققت ذاتى فستكون هذه بداية النهاية بالنسبة لى. وفى نفس الوقت أنا غير مستعجل بالنسبة لموضوع تحقيق الذات هذا. والمهم بالنسية لى هو أن أواصل العمل لبناء شخصيتى الفنية التى اعتقد أنا اصبحت معروفة للناس. وكل شىء يأتى فى أوانه.

 ديوان العرب: أنت متهم بأنك حصرت نفسك فنيا فى قوالب معينة. فلم تخرج ادوارك عن دور الشخص الطيب؟

 طارق الدسوقى: وهل هذا عيب؟ صحيح اننى قمت بأدوار الشخص الطيب صاحب المبادىء، ولكننى فى نفس الوقت نجحت من خلال هذه الأدوار فى الوصول إلى قلب الجمهور الذى يحكم على الفنان غالبا من خلال العاطفة وليس من خلال حكم عقلانى قائم على أسس فنية ونقدية. وبالرغم من ذلك فهذه الأدوار ليست بسيطة كما تتخيل بل تتطلب جهودا خارقة منى لكى أستطيع أن أقنع الجمهور بها. وهذه الأدوار تتميز فى غالب الأحيان بأنها أدوار مركبة، وقائمة على أسس فنية لا تقل عن بقية الأدوار التى يمكن أن يلعبها أى فنان. وهذه الأدوار تمنح لصاحبها قدرا من التعاطف الجماهيرى.

 ديوان العرب: ألم تشعر بالرغبة فى التمرد على هذا النمط؟

 طارق الدسوقى: طبعا. لقد حاولت أن اخرج من هذا النمط وليس شرطا أن اخرج من هذا النمط إلى نمط الشرير. ولكن فى مسلسل مثل سيد درويش كانت هناك نقلة فنية ونوع من التحدى لإثبات نفسى وإقناع الجمهور أننى سيد درويش فعلا. وهذا الدور كان من أصعب الأدوار التى قمت بها. والحمد لله كانت النتائج طيبة. وخصوصا أن هذا الدور سبق تقديمه على شاشة السينما من جانب الفنان الكبير المرحوم كرم مطاوع، وفى المسرح من جانب الفنان الكبير محمد نوح. ولهذا كان لا بد من تقديم صورة مختلفة حتى لا يقال أننى قلدت احدهما، وفى نفس الوقت أحاول توصيل الصورة الحقيقية لسيد درويش.

 ديوان العرب: كانت بدايتم الفنية من خلال السينما فى فيلم "العار" ولكننا لم نشاهدك بعدها على شاشة السينما فى أدوار أخرى.. لماذا؟

 طارق الدسوقى: أولا أود أن اصحح لك معلومة أن فيلم العار لم يكن فيلمى السينمائى الوحيد. فهناك أيضا فيلم "السادة المرتشون"، و فيلم "لا تسألنى من أنا" و فيلم "الأوباش".. وكل تلك المشاركات كانت خلال أيام دراستى بمعهد السينما. ثم هناك فيلم ناصر 56 الذى قمت فيه بدور المشير عبد الحكيم عامر.

 ديوان العرب: صحيح. لقد فاتنى هذا. وسيقودنى هذا إلى سؤالك حول صعوبة أو سهولة تمثيل دور الشخصيات التاريخية سواء سيد درويش أو المشير عبد الحكيم عامر؟

 طارق الدسوقى: تمثيل الشخصيات التاريخية بوجه عام يعتبر مسألة صعبة بالنسبة لى. لان هذه الشخصيات محل دراسات ونقد وهناك جدل كبير حولها مثل شخصية عبد الحكيم عامر. وبالتالى يكون من الصعب على الفنان أن يرضى مختلف الأذواق. وكل ما يمكن ان يفعله الفنان فى هذه الحالة أن يجتهد والتوفيق يأتى من الله.

 ديوان العرب: ما هى الأعمال التى قدمتها والمحببة على نفسك؟

 طارق الدسوقى: دورى فى مسلسل "حصاد الشر"، وفى مسلسل "زمن العطش" مع الفنان القدير عبد الرحمن أبو زهرة. وهناك أعمال أخرى مثل "لم يكن أبدا لها" و "مازال النيل يجرى" و "السقوط فى بئر سبع" و "سعد اليتيم".

 ديوان العرب: أختتم حوارى معك بسؤال تقليدى حول مشاركاتك المسرحية؟

 طارق الدسوقى: لى مشاركات مسرحية عديدة. ومن بين الأعمال التى قدمتها للمسرح "عنترة" و "امبرطور يبحث عن وظيفة" و "خمس نجوم" و "نقول إيه" و "تأشيرة دخول إلى الوطن" و "المهزلة" و غيرها من المسرحيات.

 ديوان العرب: هل كانت كلها مشاركات فى مسرح الدولة؟

 طارق الدسوقى: نعم.

 ديوان العرب: ومسرح القطاع الخاص؟

 طارق الدسوقى: تحول فى الغالب إلى ما يشبه النوادى الليلية. وتحولت لغة الخطاب المسرحى إلى دغدغة مشاعر فئات معينة. على عكس مسرح الدولة الذى يحاول برغم معاناته أن يقدم شيئا ذا قيمة للجمهور.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى