الاثنين ١١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
الشاعر الأردني الطبيب طي حتاملة

القصيدة الكلاسيكية هي التي تمثلني

الدستور - عمر ابوالهيجاء

الشاعر د. طي حتاملة حاصل على شهادة الطب العام من إسبانيا ، وكتب الشعر وهو على مقاعد الدراسة الاعدادية ، وصدر له في الشعر: الحواس الخمس"مسرحية شعرية للأطفال" وبكاء الضاد" شعر للكبار" ، ويصدر له قريبا عمل شعري جديد بعنوان ( نقوش على جدار الزمن) ، وله ايضا قيد النشر عدد من المسرحيات الشعرية: حوار الورد ، وحائرة ، وشدو البراعم اناشيد للأطفال. "الدستور" التقت الشاعر طي حتاملة وحاورته حول تجربته الشعرية وكتابه لعدد من الاشكال الشعرية وقضايا أدبية أخرى في القصيدة الموجهة للأطفال.

 لكل شاعر نقطة احتراق ، متى احترقت بجمر الشعر؟
 يحترق الانسان عندما يستفز ، وحالة الاستفزاز تؤجج المشاعر الداخلية فتنطلق هذه المشاعر والاحاسيس من خلال الكتابة ربما شعرا او نثرا او رسما الى غير ذلك من صنوف الابداع المتعارف عليه ، فعندما كنت على مقاعد الدراسة كنت أعشق الشعر ، كنا نأخذ مادة النقد وخاصة أغراض الشعر الجاهلي وكان معلم اللغة العربية يطلب من الطلبة أن نستشهد ببعض الابيات الشعرية ، وكانت لدي ملكة الحفظ ، مما عمق عندي الاهتمام بالشعر وأوزانه ، وأول قصيدة كتبتها وأنا في الصف الثاني الاعدادي وكانت هذه القصيدة ذات طابع وطني. كان لغرناطة خلال دراستي للطب في اسبانيا مكانة خاصة بي ، حين وقفت على مشارف قصر الحمراء الذي أعادني الى التاريخ الاسلامي القديم والحضارة العربية التي نفتخر بها ويقدرها الاسبان حتى يومنا هذا ، من هنا بدأت انطلاقتي نحو القصيدة العربية ، وعندما عدت الى الاردن بدأت القصيدة تتسلل اليّ من مكونات الفؤاد الى الخارج لتعبر الوجع الذي يتغلل في الأمة من خلال ما ألمَّ بها من أحداث جسام.
 كتبت القصيدة العمودية والتفعيلة والقصيدة باللهجة المحكية ، أين تجد نفسك في هذه الاشكال الشعرية؟.
 القصيدة العمودية تدغدغ المشاعر بموسيقاها وتتراقص اوتار النفس على هذه الايقاعات لتصبح فنا يعبر عن المشاعر الانسانية والمشاعر الذاتية ، من هنا استطيع القول بأن القصيدة الكلاسيكية تمثلني مع تقديري للأشكال الشعرية الأخرى ، علما بأنني كتبت قصيدة التفعيلة والمحكية ، والقصيدة هي التي تختار شكلها وثوبها الذي تخرج به. اما كتابتي للقصيدة المحكية فحدث أنني استمعت الى بعض الشعراء الذين يكتبون هذا اللون من الشعر مما دفعني الى هذه التجربة التي أعتزبها ، والحقيقة أن الشاعر المتمكن والذي يمتلك ادواته الفنية والتقنية يستطيع ان يعبر بأي شكل عن القصيدة التي في داخله دون سابق إنذار.
 من خلال كتابتك لأناشيد الاطفال ، كيف تجد واقع الكتابة الموجه للطفل؟.
 هناك مقولة تقول: بأنك عند التعامل مع الطفل يجب أن ترتفع الى مستواه ، لأن الطفل عبارة عن كتلة مشاعر وأحاسيس قابلة للتشكل ، من هنا تأتي أمانة الكاتب او الشاعر ليشكل هذه الخامة بالشكل الصحيح ، لذلك يجب ان نوجه كل الاهتمام الى الاطفال ليكونوا اكثر وطنية وإنسانية ، والاطفال كما تعلم هم عماد المستقبل ، لذا يجب ايضا أن يكون المنتوج الثقافي الموجه اليهم يستند الى اهداف وطنية ودينية وإنسانية. وأرى بأن محاولات جادة في ايصال المعلومة الجيدة بمكنونها الفني الى الطفل ، وهذا لا ينفي وجود تقصير واضح بالمنتج الثقافي الموجه للاطفال ، والذي ارجوه أن يتم الاهتمام بالنتاج الابداعي من قبل المؤسسات الرسمية والأهلية في البلد وخاصة أن في الاردن العديد من المبدعين.
 كيف ترى واقع النقد المحلي ، وهل انصفك النقد؟
 يوجد لدينا في الاردن نقاد على اعلى المستويات ، وكذلك المشهد الابداعي الاردني يضاهي المنتج الابداعي في الوطن العربي وربما يتفوق عليه ، ولكن ألا تخلو ساحتنا الابداعية من المحاباة في النقد ، فالنقد هو إبداع على إبداع وهو عبارة عن عملية تقليم الزهور. اما بالنسبة لي فأقول بأن تجربتي الشعرية لم تجد مكانا في الساحة الابداعية ، ربما التقصير مني او لأني لا أجد طرقا لعرض ما لدي لأني توصلت الى قناعة منذ زمن بأن ديك الحي لا يطرب.

الدستور - عمر ابوالهيجاء

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى