" الكومار الذهبي" في دورته العاشرة
من نيسان/أبريل 1997 إلى نيسان/ أبريل 2006 عشر سنوات من دعم المنتوج الأدبي التونسي ودفع حركية الكتابة الروائية في تونس.سهرت عليه شركة البحر المتوسط للتأمين وإعادة التأمين "كومار" (COMAR) التي ما فتئت تسند جوائز مالية لأفضل الروايات باللغتين العربية والفرنسية لكتّاب تونسيين وقد أصبحت هذه التظاهرة الثقافية "الكومار الذهبي" سنة حميدة وسمة أساسية في المشهد الثقافي التونسي.
وأصبح شهر أبريل من كل سنة عرس الرواية التونسية. فقد عدّلت دور النشر والمطابع ساعاتها على موعد "الكومار الذهبي" للرواية وتسابق مؤلفوها ليكونوا في هذا الموعد أيضا.
وهكذا أصبحت جائزة الكومار الذهبي تصنع الحدث الثقافي في كل سنة.
ففي هذه الدورة العاشرة أبريل 2006 شاركت عشرون رواية باللغة العربية فيها الرواية التاريخية والرواية الاجتماعية والرواية الذهنية. وكانت أعضاء لجنة التحكيم لهذه الدورة الخاصة بالرواية المكتوبة باللغة العربية على التوالي:
• رئيس اللجنة: الدكتور محمد القاضي (أستاذ جامعي)
• منسق: محمد بن رجب (صحافي)
• عضو: ظافر ناجي (روائي)
• عضوه: الدكتورة ألفة يوسف (أستاذة جامعية)
• عضوه: مسعودة بو بكر (روائية)
وقد أسندت هذه اللجنة الجوائز التالية:
* جائزة الكومار الذهبي: رواية "حورية" لحافظ محمود.
يستشف القارئ عن هذه الرواية أسلوبها الجميل ولغتها الشعرية باعتبار أن كاتبها هو بالأساس شاعرا. ويقوم هذا النص على قصة سعيد بن عيسى الراوي الذي يفاجأ برسالة من أستاذه السابق إلياس تنبان الذي درّسه بالجامعة. وهو الذي صار مثالا ومحل اهتمام وتقليد من طرف طلبته.
فيلتقيه الراوي في قصره القديم، مسجى على فراش المرض، يطلب منه طلبا غريبا وهو أن يتمّم حبّه لحبيبته الشابة الفاتنة سناء تمرزيست.
*جائزة لجنة التحكيم: رواية "مايسترو" لأمال مختار
للمرة الأولى تبتعد آمال مختار عن شخصياتها الرئيسة النسائية التي تعودناها في روايتيها "نخب الحياة"، و"الكرسي الهزاز"، ففي روايتها الأخيرة "مايسترو" تقوم الرواية على ثلاث شخصيات رجالية تنتمي إلى نفس العائلة لكن إلى ثلاثة أجيال مختلفة، هي رواية ذهنية تقوم على أسئلة آمال مختار المعتادة وهي قضايا الحرية والوجود الإنساني.. رواية فيها الكثير من حرارة التجربة الإنسانية لكن في لغة تصويرية فيها شعرية عليا.
• الجائزة التقديرية: رواية "باب الفلة" لحسنين بن عمو.
الذي اشتهر بكتابة الرواية المتسلسلة ROMAN-FEUILLETON التاريخية على أعمدة الصحف. في أسلوب شيق ومثير تمتزج فيها الأبطال بين الواقعي-التاريخي والروائي –التخيلي.
وهذه الرواية الفائزة "باب الفلة" تدور أحداثها في الربع الأخير من القرن السادس عشر أي في نهايات الدولة الحفصية وقبيل قدوم العثمانيين لطرد الأسبان من تونس وإلحاقها بالباب العالي.
وكانوا أبطال هذه الرواية باحثين عن الحرية والانعتاق رافضين للظلم والتعسف.
و هكذا جسدت "كومار" COMAR رغبتها في دعم الحركة الثقافية في البلاد التونسية من خلال رصدها في هذه الدورة لستة جوائز لأفضل روايات باللغتين العربية والفرنسية وقيمة هذه الجوائز ما يقارب 18000 دينار أي ما يعادل 15000 دولار أمريكي. ومن ثم يجب التأكيد على الدور الفاعل الذي يجب أن تقوم به المؤسسات الاقتصادية علاوة على نشاطها المهني المألوف وذلك بإسهامها في تنشيط الحياة الثقافية والعمل على دفع الإنتاج في المجال الثقافي في مفهومه الواسع.