المجلس القومي للثقافة والإعلام المصري يدعو لإنشاء وكالة عربية لحماية الفصحى.

دعا المجلس القومي للثقافة والإعلام في مصر إلى إنشاء وكالة خاصة للغة العربية تكون تابعة للجامعة العربية تهتم بمتابعة نشر اللغة الفصحى في الجامعات العربية وانتقاء النصوص المتميزة من الأدب العربي، وتدريب الطلاب على التحليل والفهم والتذوق.
وشدد المجلس في اجتماعه مساء الاثنين على ضرورة تحرك المثقفين العرب لتوحيد اللسان العربي بوحدة الصف في المؤتمرات والأحاديث الرسمية والتوقف عن النشاز في استخدام اللغات الأجنبية أو العامية وعدم التشدق بهما على حساب اللغة الفصحى.

ودعا إلى تحديث مناهج اللغة العربية في مراحل التعليم العام واتخاذ الخطوات المنطقية والعلمية لتبسيط تدريس الفصحى في المدارس العربية، وتحريك المثقفين العرب لتصحيح الصورة العربية في الخارج، وفتح قنوات تواصل ثقافية بينهم وبين المثقفين في الغرب، وخاصة الراغبين في فتح قنوات مع نظرائهم العرب.

وأوصى الخبراء بضرورة عقد مؤتمر ثقافي سنوي يضم المثقفين العرب من مختلف أطيافهم، للنظر في مختلف القضايا الثقافية، في ظل المتغيرات الراهنة، والتي تنعكس على الشأن الثقافي العربي، ووضع حلول جذرية لقضايا اللغة العربية، وبحث مستقبلها في سياق منظومة الصراع في المنطقة على المستوى الثقافي، ومحاولة اقتحام عصر تكنولوجيا المعلومات، ومواجهة امتداد اللغة العبرية في هذا السياق والإسراع في تعريب المصطلحات الخاصة بالعولمة والتكنولوجيا الحديثة.

وحذر خبراء المجلس من خطورة فرض سياسة الثقافة العالمية الجديدة لسياسة الهيمنة والسيطرة بإظهار العيوب للنظم السياسية العربية كمحاولة لتشويه العالم العربي، الأمر الذي يتطلب- وفق مطالبات المجلس- دعوة كل الاتجاهات الثقافية العربية إلى توسيع نطاق الحريات والانتقال إلى تجربة الديمقراطية، وتحقيق التحرر الثقافي الملتزم بقضايا الأمة، وبعث الوعي والنهوض بها في مختلف المجالات. وذكر الخبراء أن الصورة الذهنية للشخصية العربية أصبحت لا تجد لها صدى في دوائر الغرب، وخاصة الأمريكية وأن هناك دولا مازالت تقف عند ملامح الصورة التراثية البعيدة دون النظر إلى صدى الواقع العربي الراهن. وحذر المجلس من خطورة الانزلاق في مخاطر العولمة وبعض الاتجاهات الحديثة التي يشهدها العالم، وما ينطوي عليها من أضرار تؤثر على الذات الثقافية العربية، فتسهم في تذويبها أو تلافيها لصالح الثقافات الأخر