الجمعة ١٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١١

المخرج المسرحي سعيد غزالة في حوار خاص

عبد القادر مكيات

قال المخرج المسرحي سعيد غزالة ان المسرح هوالتغيير.. المسرح هوالفاعل لا المفعول.. هوالأنا العليا والأنا هي الشموخ.. ولأنه هوالفعل، فهوالفاعل في هذا المتغيرات، هولا يتأثر بقدر ما يؤثر ويغير، وحول علاقته بالمسرح اضاف «علاقتي بالمسرح هي علاقة ولادة مستمرة ومخاض لا يفتر له أوار.. معاناة لا تنتهي:تبدأ بالسؤال وتنتهي بسؤال ويبقى الجواب الأفق الذي يتلون بألوان الطيف الإنساني»

واكد في هذا الحوار ان الفرجة مهما كانت وتنوعت يجب أن تختزن وتبدي في آن رقيها وخلقها وعنصر التعليم بها وإضافتها لخير البشرية.. إذن الفرجة الخالية من هذه العناصر، بألإضافة إلى المتعة والجمال، لا تعتبر فرجة بل لغوومن لغى فلا فرجة لديه..

وحول جديده الفني قال: «سننظم جولة مسرحية إذا تسنا لنا الحصول على شريك يمول هذه الجولة، أوالبحث على موارد تمكننا من الإستمرار في مقارعة أعداء النجاح وأعداء أن يكون هذا الوطن للإنسان وللفرجة التي تزرع فينا حب الأرض والتاريخ والتقدم».

 بعد تجربة مسرحية باللغة الأمازيغية.. تعود للمسرح باللغة الدارجة المغربية بعملكم الجديد «المجلي» ما كان الداعي لهذا التحول؟
 ليس تحولا بل تنوعا، بحيث كان الثابت عندي هوالوصول، بهذا التنوع، إلى كل الحساسيات المجتمعية والتفاعل مع المواضيع التي تخلخل الوعي وتستفز الآني.. و كانت الرغبة عندي دائما الحضور النوعي الذي من خلاله أشحذ إمكاناتي الإبداعية وبحثي المستمر لخلق فرجة مسرحية تحادث المعيش اليومي الماتح صوره من معانات وأفراح المجتمع، والتي تصب في الإنساني كمبتغى قل حضوره في عالم المال والأعمال،... هذا يتأتى دوما من إتحاد كل المشاركين في العمل المسرحي المذكور جوابا على أعمال سابقة تنحى منحى إختياري للمسرح الفقير والعبثي.. وعلاقتي بالمسرح هي علاقة ولادة مستمرة ومخاض لا يفتر له أوار.. معاناة لا تنتهي :تبدأ بالسؤال وتنتهي بسؤال ويبقى الجواب الأفق الذي يتلون بألوان الطيف الإنساني.

 ماذا يعني "المجلي" عنوانا ومعنى..؟
 المعنى مضمن في العنوان وهذا الأخير تحايل لغوي وإيهام في المتخفي والمنذور للسؤال " الفخ. المجلي هوفعل جلاء مورس علينا وأخذ أشكالا غريبة أفرغتنا من معنى أن نكون أولا نكون حيث أصبحت الأشياء تتشابه.

والمجلي هي حكاية الصراع الداخلي لإنسان عاش حلما ملتبسا، وصحا في واقع أكثر التباسا، حكاية انفصام شخصية " المجلي " حيث يجد في لحظة: ظلا يدعي الإنتماء إليه إلا أنه لا يقبل بما يدعوه إليه هذا الظل، يحاول أن يقنع ظله "المدعي" بأن الدنيا كذبة كبيرة والناس أصبحوا موتى لا فائدة ترجى من ورائهم.. يحكي المجلي، في محاولة لإقناع هذا الظل، بحكايته التي تتوزع بين الحيف الذي لحق به لأكبر سوء تفاهم حصل في حياته وبين بحثه المضني عن زوجته وأبنائه الذين كانوا مشروع حياة ظنه أنه لن يكتمل .المجلي تبقى صورة من مجموعة صور لازالت لم تكتمل كمجموعة منسجمة لحكاية تاريخ شعب مازال يلعق جراحات الماضي الملغوم، حكاية المجلي كآلاف الحكايات التي تربط بين ماضي ملغوم وحاضر باهت ومستقبل مخيف.

 كل عمل يكون موجها لجمهور دون آخر، أويختار جمهوره، هل نعتبر عملكم الجديد من هذه الأعمال التي تختار جمهورها؟
 لن أكون متبطرا على الإختيارات ومناحي الأعمال الأخرى في خطاباتها. لكن سأسر لك بأمر، عندما كنت صغيرا كنت دائما أزاحم الكبار في الفرجة مهما كان شكلها " تلفازا، ملعبا، سينما، مسرحا... إلخ " وكنت أنهر بهذه العبارة :هذه الأشياء للكبار.. مرت السنون وكبرت لأكتشف أن ما كان ممنوعا أصبح مسموحا لا لشيء إلا لأن الكبار أنانيون.. أريد أن أقول :الفرجة مهما كانت وتنوعت يجب أن تختزن وتبدي في آن رقيها وخلقها وعنصر التعليم بها وإضافتها لخير البشرية.. إذن الفرجة الخالية من هذه العناصر، بألإضافة إلى المتعة والجمال، لا تعتبر فرجة بل لغوومن لغى فلا فرجة لديه..

وكما كنت دائما معلنا في أعمالي أن المعاناة والرغبة في العيش هي التي تضعنا في وعاء من التشابه.. " المجلي " يجمع بين الإنسان السفلي والآخر السطحي والأخرى المجني عليها :المرأة..

 ما المقصود بالمرأة هنا؟
 الأم الثكلى والزوجة المرملة قسرا والأرض التي كادت تموت عطشا.. وهذه معاناة نساء هذا الوطن في فترة سنوات الرصاص، التي تعتبر من المواضيع التي عالجتها في هذا العمل بشكل من السريالية والتشكيلية، حيث لم أعطي لها بعدها العنفي بقدر ما أعطيتها بعد الكوميديا السوداء، لنخر الفهم الطوباوي للفترة، والمرور الشكلي الإداري عليها، بحيث هنا في المجلي يطرح السؤال بشكل جمالي وعلاجي، نوعا ما، لحالات كحالة المجلي...

 روج هذا العمل من طرف الوزارة المختصة، هل هذا الدعم أضاف للعمل شيئا؟
 هذا سؤال ملغم، وأنا هنا سأفك هذا اللغم لأنك بهذا فتحت معي واجهة أخرى من الكشف عن بعض المعاناة التي واجهتنا حتى حصلنا على دعم ترويج هذا العمل.. لأنه في البدء رفض طلبنا لمعاينته، لكن بعد نضال مرير، على خلفية أنه ليس لأي لجنة دعم الحق في رفض معاينة العروض المقدمة للترويج، كان من حظ هذا العمل أن يدعم ترويجا رغم هزالة الرقم الممنوح.. فقد حصلنا على اعتراف زملائنا في لجنة الدعم مشكورين وكان من الأعمال التي لاقت إقبالا في العديد من المدن، آملين أن نوفق في المضي بالعروض إلى أقصى حد ممكن حتى يشاركنا الجمهور المغربي هذه الولادات الإبداعية.

  ما هي الصعوبات التي واجهتكم أثناء عرضكم لهذه العمل؟
 في الواقع الصعوبات مادية لا اقل ولا أكثر.. عندنا جمهور جميل ويحب أعمالنا ويصبر حتى لهفواتنا، وبذلك يأسرنا بكرمه هذا مما يحمل على عاتقنا مسؤولية إرضائه وإشراكه في العملية الإبداعية عموما.. في هذا البلد هناك طرق يصعب على الفنان سلكها لدى على التاجر أن يكتشف سلعتنا ويسوقها، فلا مناص من التعامل بهذا المقياس لبقائنا وبقاء جمهورنا.

 في إطار المتغيرات التي تعرفها الساحة العربية والدولية، كيف تجدون المسرح؟ هل هوفعل مطلوب أوهي فعل متأثر؟
 المسرح هوالتغيير.. المسرح هوالفاعل لا المفعول.. هوالأنا العليا والأنا هي الشموخ.. ولأنه هوالفعل، فهوالفاعل في هذا المتغيرات، هولا يتأثر بقدر ما يؤثر ويغير.. لا يمكن أن تكون هذه المتغيرات إلا نتيجة للفعل الذي مارسه المسرح لعقود. لدى فالمسرح هوالشريك الروحي لهذه الحركية وسيبقى كذلك حتى يكتسح هذا المد كل بقعة لازالت في حاجة للتطهر والنقاء.

 ما هي مشاريع فرقتكم مستقبلا؟
 سننظم جولة مسرحية إذا تسنا لنا الحصول على شريك يمول هذه الجولة، أوالبحث على موارد تمكننا من الإستمرار في مقارعة أعداء النجاح وأعداء أن يكون هذا الوطن للإنسان وللفرجة التي تزرع فينا حب الأرض والتاريخ والتقدم. كما نعتزم إنجاز عمل للأطفال سيبقى سرا إلى حين إنجازه وأيضا عبر حوار جميل وممتع مع صحفي ماكر.

عبد القادر مكيات

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى