النخلة الوفية
اشرقت الشمس صبيحة هذا اليوم الجميل ليبدأ النحل فى الحركة والطيران بكل بهجة وفرح من الخلية الخاصة به الموجودة على غصن أكبر الأشجار بالحديقة لينطلق في رحلته اليومية لجمع الرحيق وحبوب اللقاح من على سطح الأزهار والورود الذي يتغذى عليه (التي يتغذى عليها) النحل لإعداد وصناعة العسل الصحى اللذيذ، طارت النحلة (زن زن) بكل همة ونشاط لتبدأ في مهمتها مع باقى النحل فى الخلية .. إلا أنها أثناء طيرانها فوق الحديقة الخضراء بحثاً عن الأزهار الطبيعية رأت من بعيد صديقها (تن تن) جالساً على العشب الأخضر يبكي بجوار البركة الصغيرة فذهبت إليه لتسأله:
– ماذا بك يا (تن تن)؟
رد عليها قائلا فى حزن:
– نزلت لأجمع وأخزن الماء من البركة لأعود به إلى الخلية أًصُبت في جناحي ولم أستطيع ( ولا أستطيع) الطيران مرة أخرى!
قالت (زن زن):
– وهل تبكي لأن جناحك يؤلمك؟
أجاب (تن تن):
– لا .. انا أبكي لأنني لن أستطيع أن أكمل مهمتي اليومية في جمع الماء والرحيق وحبوب اللقاح من على الأزهار والورود وقد تغضب مني ملكة النحل لأنني لم أملأ قرص العسل الخاص بي في الخلية!
ضحكت (زن زن) هنا قائلة وهى ترفرف بجناحيها الصغيرين:
– حسنًا لا تقلق سأقوم بجمع حبوب اللقاح والرحيق بدلًا منك واملأ به المربع الخاص بك!
قال (تن تن):
– ولكن هذا سيكون مجهوداً شاقاً عليكي ( عليك) يا صديقتي؟
قالت (زن زن) بإبتسامة ودودة:
– لا تقلق، نحن أصدقاء ويجب علي أن أساعد صديقي في محنته مهما كان التعب .. سأطير الآن كي أقوم بالعمل قبل غروب الشمس، أرتاح ( استرح) هنا وسأعود إليك بعد أن انتهي لأساعدك على العودة إلى الخلية مرة أخرى.
ودعها (تن تن) وهو يشير إليها مشجعاً وممتنًا.
طارت (زن زن) سريعًا لتمر على كل أزهار وورود الحديقة الخضراء بهمة ونشاط كبير وبمجهود مضاعف لتقوم بجمع أكبر قدر من الرحيق ذلك السائل حلو المذاق الذي تنتجه الأزهار الطبيعية والذي يجذب النحل نحوها وحبوب اللقاح أيضًا الذي يتكون على أسطح تلك الأزهار، ظلت النحلة النشيطة تطير وتطير من الخلية الخشبية سداسية الشكل المليئة بالفتحات المكونة من الشمع العسلي إلى الأزهار المنتشرة في الحديقة أكثر من ثلاثين مرة كي تقوم بمهمتها ومهمة صديقها بإفراغ ما تقوم بجمعه من رحيق وحبوب فى معدتها داخل الأقراص العسلية الخاصة بهم. أخيرًا وقبل الغروب وجد (تن تن) النحلة (زن زن) تهبط إليه وهي تقول في فرح:
– هيا بنا يا صديقي لقد انتهيت من ملأ القرص العسلي الخاص بك وقرصي انا أيضًا!
فرح (تن تن) جدًا بما فعلته صديقته من أجله .. ساعدته ليطير بعد أن أرتاحوا جيدًا ليعودا مرة أخرى إلى خليتهم قبل أن يحل الليل عليهم , ليجدا مفاجأة كبيرة في إنتظارهم!!!!
كانت ملكة النحل تقف أمام الخلية تنتظرهم.. سألتهم عن سبب تأخرهم إلى هذا الوقت وقد حل الظلام:
– لقد عاد جميع النحل مبكرين.. أين كنتم حتى الآن؟
نظر (تن تن) إلى (زن زن) فلم يجدا ما يقولاه ليجدا أن الملكة تبتسم لهما فى ود ورفق وهيا تقول:
– لا تخافوا .. لقد شعرنا فقط بالقلق عليكم لتأخركم.. لقد أخبرتنا الأزهار والورود في الحديقة عن المجهود الكبير التي فعلته النحلة (زن زن) اليوم من أجل صديقها (تن تن)!
ألتفتت الملكة هنا إلى جميع النحل الموجود في الخلية لتقول لهم وهيا (وهي) تضع جناحيها على النحلتين الصغيرتين بفخر كبير:
– لقد قامت النحلة (زن زن) اليوم بمجهودًا كبيرًا (بمجهود كبير) فوق طاقتها من أجل مساعدة صديقها الذي وقع في محنة لتقدم لنا صورة جميلة من الوفاء والتعاون والتكاتف الحقيقي لأبناء الخلية الواحدة، هذه هى الأخلاق الحميدة التى يجب أن نتحلى بها.. هيا صفقوا جميعًا إحترامًا وتقديرًا وتحية لهذه النحلة الوفية.
طن النحل جميعه بأجنحته فى سعادة وفرح ليصدر نغمة خاصة رائعة كمكافأة لعمل (زن زن) الطيب والكريم.
انتهت