السبت ٢٤ آب (أغسطس) ٢٠١٣
بقلم
براءة مبارك ورقة رابحة
مما لا شك فيه أن خروج الرئيس المصري المخلوع مبارك من السجنهو بمثابة إشعال نار الفتنة والغضب الشديد في قلوب المصريين .وخروجه في تلك الأحداث التي تمر بها مصر الآنأصبح ورقةً رابحةوالسؤالهذه الورقة الرابحة لمن من أطراف النزاع في مصر ؟السيسي أم الإخوان .فإذا كانت للسيسيفإن نتيجة هذه الورقة هي إشعال نار الفتنة والحرب بين أبناء الشعب المصريفكيف لحاكم أن يسعى للفوضى وزعزعة الحكم من تحت قدميه ؟ولو ثبت ذلك بالدليلفالسيسي حاكمٌ متعجرفٌ جاهلٌ خائنٌ لوطنه ودينه وعشيرتهوليس في انتظاره سوى أن يُقتل عاجلاً أم آجلاً .أمَّا إذا كانت هذه الورقة لصالح الإخوانولكن كيف تكون لصالح الإخوان والشكل العام للأحداث يوحي بأنها ضد مصالح الإخوان المسلمين ؟الجواب هو عبارة عن سؤالٍ يطرح نفسه للجميعكيف تولى الإخوان الحكم في مصر ؟في الانتخابات الرئاسيَّة الأخيرة أصبح الشعب المصري بين اختيارٍ صعب وهوأن يختار أحمد شفيق الممثل للحزب الوطني السابقأو محمد مرسي الممثل عن جماعة الإخوان في مصروكلٌّ من الحزبين لا يحمل لهما الشعب المصري أى ثقةٍ أو حُبّ ,ولكن كان هناك ورقةً تُرجِّح كفة الإخوان المسلمينوهيأنَّ الشعب المصري عاش تجربةً قاسية أكثر من ثلاثين عاما تحت حكم الحزب الوطنيوليس أمامه إلا أن يخوض بعض من تلك التجربة مع الإخوان المسلمينوالدليل على ذلك ، الفارق الضئيل في نتيجة الانتخابات الرئاسيَّة بين المرشحيْن .وبعد أن تولى الإخوان حكم مصروثبت أمام الجميع فشلهم في حكم البلاد وتدهورت الأوضاعوظهر ضعفهم أمام هجمات فلول الحزب الوطني السابقوعجزوا عن الدفاع عن المستضعفين من أبناء الشعب المصريتغيَّرت الأفكار لدى أبناء الشعب من تأييدٍ للإخوان إلى معارضة وتأييدٍ للنظام السابق من أجل الخروج من أزماتهم المتلاحقةلأنّه اخفّ الضررين من وجهت نظر الكثير من أبناء الشعب المصري .فكان على الإخوان أن يُفكروا كثيرا لاكتساب ثقة المصريين من جديدولن يتم ذلك إلا بإعادة القصة من جديد ،وخروج مبارك من السجن يُمكن أن يكون ورقةً رابحة تعمل لصالح الإخوان .وفي النهايةالسياسة لعبةٌ قذرة لا دين ولا أخلاق ولا قواعد فيها...