بين الرؤية واللغة
بدأ ظهور الشاعر أحمد فضل شبلول في ساحة الشعر بالإسكندرية في منتصف السبعينيات، وامتاز ـ عن أقرانه ـ بتلك الرغبة العارمة في النشر منذ بداياته الأولى، فكان ينشر قصائده في مجلة "الجديد" التي كان يرأس تحريرها د. رشاد رشدي، ثم أخذ في مراسلة غيرها من الإصدارات، وشيئا فشيئا صارت قصائده منشورة في الدوريات الأدبية على امتداد وطننا العربي من محيطه إلى خليجه، ولم يكتف شبلول بنشر قصائده، بل اقتحم مجال الكتابة النثرية، فانتشرت مقالاته النقدية، وحواراته مع آخرين، ليصبح بعد سنوات قليلة اسما معروفا لدى المهتمين بالأدب في البلاد العربية.
امتاز أحمد فضل شبلول أيضا بالمثابرة، وهي نعمة تجعل الكاتب يرتقي درجات السلم الصعب، وتمنحه القدرة على الاستمرارية، وقد روَّج من سبقونا لادعاء يقول إن السفر يقتل الإبداع، وقد كان السفر معينا لكثير من الأدباء، عادوا من سفرهم بحصيلة وافرة من الإبداع، منهم أحمد فضل شبلول.
امتاز شبلول أيضا باقتحام المجالات الصعبة، فهو في شعره خاض تجربة التعايش مع الآلات والأدوات الحديثة، مثل الحاسوب وغيره، وفي كتاباته النثرية خاض تجربة تأليف المعاجم، فسجل باسمه أربعة معاجم أضيفت إلى المكتبة العربية، وهو في صدارة أدباء الثغر في هذا العصر بما حققه من إنجازات مسجلة باسمه في التاريخ الأدبي الإسكندري.
صدر الديوان الثامن للشاعر أحمد فضل شبلول بعنوان "الماء لنا والورود"(1)
وهو الكتاب الرابع والعشرون في سلسلة مؤلفاته المتنوعة ما بين دواوين شعر، ودراسات ومعاجم وكتب للأطفال.
يضم الديوان 24 قصيدة من شعر التفعيلة، منها ثلاث قصائد تتكئ على خطاب الرثاء لعائشة عبد الرحمن، ومحمد عبد الفتاح الشاذلي، وأمل دنقل، وقصائد أخرى ترحل في آفاق القرن الجديد والعولمة والقدس، وقصائد غيرها تسبح في الكون، وفي حياة الشاعر، وفي البحر، ومنها قصائد عن فنانة، ولاعب كرة، لكن قصائد الديوان جميعها تدين لهاث إنسان العصر وراء الصراعات الحياتية المادية، وتعلي من شان العواطف الإنسانية التي كثيرا ما يفقدها الإنسان في متاهات السنين، ويفقد معها معاني البراءة.
يقول أحمد شبلول في قصيدة "البحر والسؤال والغناء":
فهل لناأن نلتقي على شواطئ النداء والصدى؟أم سأظل تائهافي غابة السؤال والأنين؟ (2)ويقول في قصيدة عولمة:فتحتْ ذاتي (بنكا) بفوائد حسيةذات صباح جاء المستثمر يطلبإيداع (النيل) برقم حساب سري ..إيداع (الفرحة) بخزينة تقطيب الشمس .وتعليب الأعمار ..جحظت ذاتي ..صرخت ..طلبت مني عولمة عربيةومعاجم للأرقام السريةلكني .. كنت أقاتل هذا التمثال المائي،وأقرأ كف الأمواج البرية. (3)
هكذا يحاول الشاعر الهروب ـ دائما ـ من قيود الماديات إلى مساحات من البراءة والفطرة باحثا عن الأمان، حتى بقراءة الطالع، وهو طالع مختلف بالطبع، وتتعمق هذه الرؤية عبر قصائد ديوان "الماء لنا والورود". واستعان الشاعر بلغة عبرت بكفاءة عن هذه الرؤية، وسوف نتوقف عن إحدى قصائده، مع تبيان استخدامه اللغة التي أعانت على إيضاح الدلالة.
الرؤية في زحام الفراغ
يقبض أحمد فضل شبلول في قصيدة "زحام الفراغ" على لحظة من تلك اللحظات النادرة التي تأخذ الإنسان إلى حالة من الاستغراق في تأمل الحياة والكون.
إن دوران الحياة اللاهث قد جعل إنسان العصر يعدو في زحام من أحداث لا قيمة لها، وخلال ذلك فقد شيئين غاليين كان يملكهما، أولهما مكانه الذي يعطي لموضعه قيمته في هذه الحياة، حيث المكان لا يدل على الأرض وحدها، وإنما على الأرض وما يجري عليها. وثانيها حياته العاطفية التي أشار إليها بما تحويه من المحبة الرومانسية من حلو الكلام أو من الكلام الحلو.
لقد اكتشف الشاعر أنه أضاع المكان، وأضاع حلو الكلام، وليس هو وحده الذي أضاع ذلك، وإنما هو ومن حوله أيضا. وهو يصل إلى هذه النتيجة عبر لحظة تأمل، تملًّص فيها من لهاث الحياة. ووقف خارجها منكرا ما يجري حوله. وقد أوضح ذلك من بداية القصيدة، حيث قال في السطر الأول:
رميت الزمان إلى نهره
ثم قال:
وقمت أشاهد هذا الفراغ الكبير .. (4)
إن الزمان يمضي في مسيرة واحدة موجهة من خلال نهره، وهذا يدل على أن ذلك الزمان لا يمكن تغيير مساره.
وحين رمى به الشاعر رأى الفراغ الكبير، لكننا نكتشف سريعا أنه فراغ وهمي، إذ هو ممتلئ بزحام الأشياء والأحداث، أو ربما كان ذلك الزحام هو الوهمي، لأنه بالرغم من امتلائه لا يظهر في النهاية إلا في صورة فراغ كبير.
ما الذي يجري؟
لقد جلس الشاعر على حافة البحر، يتابع ما يجري في الليل والنهار، فقال:
جلست على حافة البحرأرقب سير اللياليإلى حتفهارأيت الشموس تدورعلى نفسهاتنكس هاماتها عند شط الظلام الأخيرإلى أين تمضي؟؟ (5)
ينبئنا الشاعر أنه رأى الليالي، تسير إلى موتها، ورأى النهارات ـ متمثلة في الشموس ـ تغرق في الظلام، ولقد شاهد الليالي تموت، والنهارات أيضا تموت، لذلك حاول الشاعر أن يقتنص وقتا لا يموت من هذا الزمان، فأمسك بمنتصف النهار، وخبأه، لقد حاول الشاعر أن يوقف الزمن في موعد لا تموت فيه الليالي، ولا تموت فيه الشموس، إنه يبحث عن زمان جديد .. فماذا كانت النتيجة؟
إن شبلول يصف لنا ما حدث، فيقول:
أنا قد .. قبضت على عقرب الوقتعند انتصاف النهاروخبأته في جبال السكونتُرى هل سيأتي زمان جديدإلى ساعتي ؟وأنا واقف في انبهار؟قطاري يمر .. برغم الحصاروعمر تمدد .. خلف الطريق ـ البوار ..وثلاجة الشمس تعدو وراء الجداروتشعل نار الجليد بقلب البحارتضخ الدماء لعيني ..الدماء التي أوقفتني طويلاعلى سلم الأزمنة ..وكانت بلون الخَضَار (6)
لقد حاول الشاعر أن يحاصر الوقت لعل زمانا جديدا يجئ إليه يرتجيه، لكن هذا الحصار لم يكن مجديا، حيث قطار العمر يمر، لا يوقفه شيء، ويتجلى الخسران في ثلاجة الشمس التي تجري محتمية بالجدار، حتى تنتهي إلى جليد البحار كي تشعله، وتضخ الدماء إلى عين الشاعر، تلك الدماء التي كانت خضراء بلون النماء في الزمن القديم، ويصرخ الشاعر متسائلا:
فأين الزمان الذي طار مني
وأين جبال العقارب
أين البحار التي
أنصتت لزئير الدهور (7)
لقد فرَّ منه زمانه القديم، وضاعت عقارب الوقت التي حاول الإمساك بها في منتصف النهار حتى كوَّن منها جبالا. ثم نظر فلم يجدها، وجفت البحار القديمة التي كانت تنصت لزئير الأزمنة القوية التي تتحكم في دورة الحياة، لقد اختلَّ كل شيء، وصارت الحركة خارج إطار الزمان. وعن ذلك يقول:
رأيت الشموس تدور
بغير الزمان (8)
إن الدوران حركة في مكان في زمان، والشاعر قد رأى الشموس تدور، ولكن ليس لها زمان، أما المكان فيقول الشاعر عنه:
رأيت الشموس تدور
بغير الزمان
ونحن هنا في الزحام
أضعنا المكان
وحلو الكلام (9)
وهكذا صارت الحياة مجرد دوران، مجرد حركة خارج الزمان، وخارج المكان أيضا، وضاع كل شيء جميل، فنحن نعيش في زحام ولكنه زحام الفراغ.
تلك هي الرؤية التي تطرحها القصيدة، وكأن الشاعر يحاول أن يحفز المتلقي على التأمل في الحياة والكون، وعلى عدم الانسياق وراء الدوران المادي اللاهث الذي يجعل الإنسان يفقد عواطفه في هذا الزمان. وهذه الرؤية من الرؤى الأصيلة والأساسية في شعر أحمد فضل شبلول، وهو يكررها ويلح عليها في كثير من قصائده خاصة حين يضع إنسان العصر في مواجهة مع الآلات التقنية الحديثة كالحاسب الآلي على سبيل المثال، وهذه الرؤية تنحاز إلى العاطفة والمشاعر التي هي من أجلَّ ما يملكه الإنسان، ونؤكد على ضرورتها كي تستقيم الحياة، ويتوافر فيها من الجمال ما يجعلها مرغوبة أكثر.
الخطاب اللغوي في سياق الرؤية
اللغة هي مادة الأديب "وإن الوظيفة الأساسية للغة البشرية هي السماح لكل إنسان أن يوصل لنظائره تجربته الشخصية" (10)
"وبالنسبة إلى الشاعر يأتي البيان والإفصاح عن طريق اللغة باعتباره خطوة في سبيل الكشف عن النفس وعن الكون أيضا". (11)
وقد حاول أحمد فضل شبلول أن يبوح برؤيته، لذلك كان لابد من التوقف عند كيفية التعبير عن هذه الرؤية بواسطة اللغة التي استعان بها الشاعر.
يوجد عدد من أنواع الاستخدام اللغوي في قصيدة "زحام الفراغ" يرتبط بالدلالة، ويدعو الدارس إلى ضرورة التوقف عنده للبحث في كيفية توظيفه في القصيدة والتعبير عنه لغويا.
ويكفينا في هذا المجال أن نشير إلى دورة الحركة والسكون في هذه القصيدة إذا نظرنا إلى الكلمات التي استخدمها الشاعر من السطر الأول إلى السطر الأخير، سنجد أن القصيدة بدأت بحركة ذات أبعاد ثلاثية تضم الإنسان والزمان والمكان في قوله:
رميت النهار إلى نهره
نلاحظ أن حركة الرمي قام بها الشاعر لأن الزمان متحرك بطبيعته، وأن ماء النهر يجري / يتحرك، فكانت البداية ثلاث حركات، ولم يكتف الشاعر بهذا بل أعقبها بحركة رابعة في قوله (وقمت) وكأن الشاعر يريد أن يعلن لنا منذ البداية أنه ينحاز إلى الحركة.
ويتجه الشاعر سريعا إلى القطب الآخر، ألا وهو السكون، فيجعله ملاصقا للحركة (وقمت أشاهد) فالمشاهدة عمل سلبي يعتمد على التلقي، وليس الفعل، ومن هنا يكون مرتبطا بالسكون أكثر منه بالحركة، بل أنه يجعل السكون هذا أكثر قوة من الحركة، لأن حركة القيام جاءت من الفعل الماضي، بينما جاء سكون المشاهدة في الفعل المضارع.
ويؤكد الشاعر حالة السكون بقوله (الفراغ) وهي كلمة توحي بالسكون، ويعقب ذلك بالفعل (جلست) وهو يدل على السكون أيضا.
هكذا خدعنا الشاعر في البداية، حيث جاء بحركة ثلاثية الأبعاد، أعقبها بحالة من السكون ثنائية الأبعاد بين الإنسان (أشاهد، جلست) والمكان (الفراغ) فتساوى السكون بحالات ثلاث، مع الحركة بحالات ثلاث، وكما أردف حركة رابعة إلى حالات الحركة الثلاث الأولى، أردف أيضا سكونا رابعا بحالات السكون الثلاث في قوله (حافة) كي يتجه بعد ذلك إلى التعبير عن توالي دورة الحركة والسكون، فيقول (حافة البحر) حيث الحافة ساكنة، بينما البحر يستدعي إلى الذهن الحركة الدائمة لأمواجه، ويقول (أرقب سير الليالي) فالمراقبة ساكنة، بينما السير فيه الحركة.
وتمضي الكلمات بعد ذلك إلى آخر المقطع تتردد بين كثير من السكون، وقليل من الحركة، فنجد:
• الليالي / سكون• حتفها / سكون• رأيت / سكون• الشموس / سكون• تدور / حركة• تنكس / حركة نهايتها سكون• شط / حركة• الظلام / سكون• الأخير / سكون• تمضي / حركةونلاحظ كثرة السكون بالنسبة للحركة:• 4 سكون• 3 حركة• 2 سكون• 1 حركةفإذا أحصينا عدد كل من الحركة والسكون في هذا المقطع فسنجد الآتي:• 10 حركات• 11 سكونا
ويتضح من الإحصائية السابقة التقارب الشديد بين حالات الحركة وحالات السكون، حيث النسبة بينهما أقل من 5 بالمائة.
ننتقل إلى المقطع الثاني من القصيدة، فيفاجئنا الشاعر باستخدام كلمات تجمع المتناقضين: الحركة والسكون، في مزيج غريب، فقد افتتح ذلك المقطع قائلا:
أنا قد قبضت على عقرب الوقت
عند انتصاف النهار
وخبأته في جبال السكون (12)
إن عملية القبض فيها حركة، حيث تمسك القبضة بشيء فتمنعه من الحركة، ولكن عملية القبض قد تمت في الماضي (قبضتُ) وبالتالي انتقلت من حالة الحركة إلى حالة السكون.
والعقرب يتردد على صفحة الساعة بين الحركة والسكون، فهو يتحرك ويتوقف، ثم يتحرك ويتوقف، وهكذا، والزمان متحرك، أما الوقت فهو "مقدار من الزمان قدر لأمر ما ..". (13)
فهو زمن محدد / ساكن، والانتصاف ساكن بين متحركين، فالنصف الأول يبدأ ويتزايد حتى يصل إلى الانتصاف كي يبدأ النصف الثاني في التناقص، هكذا أتى الشاعر بكلمات تجمع بين الحركة والسكون، هي: (قبضتُ، عقرب، الوقت، انتصاف) ثم يستخدم الشاعر كلمة (النهار) وهي تدل على ما في النهار من حركة، ليسرع بعدها بإعادتنا إلى تلك الحالة التي تجمع بين الحركة والسكون، باستخدام الفعل (خبأته) حيث ينطبق عليه ما قلناه في الفعل (قبضتُ).
ويمضي الشاعر في هذا المقطع ما بين حالات الحركة والسكون، ذاكرا كلمات (الجبال) / السكون، (السكون) / سكون، (زمان) / حركة، (جديد) / حركة، لأن كل جديد يخالف القديم، أو يخالف ما قبله، ومن هنا تتوافر فيه الحركة، (ساعتي) تجمع بين السكون في شكل الساعة، والتردد بين الحركة والسكون التي تمثلها عقاربها وأرقامها، (واقف) / سكون، (قطار) / حركة، (يمر) / حركة، (حصار) / سكون، (عمر) / حركة، حيث يتزايد العمر مع كل لحظة، (تمدد) / تجمع بين الحركة أثناء التمدد والسكون في وضع التمدد ذاته. (الطريق) / يجمع بين الحركة التي تجري على الطريق والسكون المتحقق في الطريق بصفته مكانا ثابتا، (ثلاجة) / سكون، (الشمس) / سكون، (تعدو) / حركة، (الجدار) / سكون، (تشعل) / حركة، (نار) / حركة، (الجليد) / سكون، (البحار) / حركة، (تضخ) / حركة، (الدماء) / حركة، (أوقفتني) / سكون، (سلم) / سكون، (الأزمنة) / حركة، (الزمان) / حركة، (طار) / حركة، (جبال) / سكون، (العقارب) / تتردد بين الحركة والسكون، (البحار) / حركة، (أنصتت) / سكون، (زئير) / حركة لأنه يؤدي إلى حركة، (الدهور) / حركة، (رأيت) / سكون، (الشموس) / سكون، (تدور) / حركة، (الزمان) / حركة، (الزحام) / حركة، (المكان) / سكون، (الكلام) / حركة تتبدى في أعضاء الكلام من لسان وشفاه.
إذا أردنا إحصاء ما ورد في هذا المقطع من حالات الحركة والسكون، فسوف نجد بيانها كالتالي:
• 9 تتردد بين الحركة والسكون.• 24 حركة.• 17 سكونا.نصل بذلك إلى إحصائية عامة للقصيدة كلها، فنجد مجموع حالات الحركة والسكون، كما يلي:• 9 تتردد بين الحركة والسكون.• 34 حركة.• 28 سكونا.
هكذا نتبين أن حالات الحركة أكثر عددا من حالات السكون مما يزيد من الفاعلية في بناء القصيدة اللغوي، ويشير من طرف خفي إلى دعوة الشاعر إلى اتخاذ موقف تجاه ما يجري من أحداث توصل إليها برؤية كاشفة في لحظة تأمل للكون والحياة، وصار لاستخدام اللغة دور رئيسي في لحظة تأمل للكون والحياة، وصار لاستخدام اللغة دور رئيسي في إيضاح الدلالة وتعميق الفكرة التي اعتنقها الشاعر. ويدعو من خلالها المتلقي إلى ضرورة العمل على التمسك بالمشاعر الإنسانية العاطفية، وعدم التفريط فيها.
إن ديوان "الماء لنا والورود" (14) يقدم رؤية عصرية للإنسان وموقفه تجاه ما يصارعه من تحديات التقدم المادي الذي ينفي العواطف ويسقطها من حساباته. وهذه الرؤية تبصر إنسان العصر بحتمية حفاظه على العواطف التي تصب في مجال الحب والطهر والبراءة حتى لا يفقد إنسانيته، ويتحول إلى مجرد آلة بشرية، وقد نجح الشاعر في استخدام تشكيل لغوي أسهم في توصيل تجربته الشعرية إلى المتلقي بفنية عالية تدل على صفاء القريحة، وتوهج الموهبة.
إن أحمد فضل شبلول واحد ممن تفخر بهم الإسكندرية في مجال الأدب في هذا العصر، بما قدمه من عطاء مشكور، لقد بذل جهدا كبيرا كي يبني نفسه ثقافيا، وهو متابع واع مثابر، ويجتهد في مجالات أدبية متعددة، ويشيد صرحا أدبيا بصبر واجتهاد، ويقدم إبداعا مختلفا يضيف إلى أدب الإسكندرية ثمارا طيبة، تتألق في بستانها الزاهر الذي تسمق في رحابه أشجار الشعر، وتتماوج فيه أزهار القصائد بعطرها الفوَّاح.
الهوامش1 ـ الماء لنا والورود. أحمد فضل شبلول.الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ سلسلة: كتابات جديدة. 2001م.2 ـ السابق: ص 71.3 ـ السابق: ص 30.4 ـ السابق: ص 3.5 ـ السبق: ص 3.6 ـ السابق: ص 4.7 ـ السابق: ص 5.8 ـ السابق: ص 59 ـ السابق: ص 5.10 ـ اللغة العليا. جوين كوين. ترجمة: د. أحمد درويش.المجلس الأعلى للثقافة. 1995، ص 37.11 ـ الكلمة: دراسة لغوية ومعجمية. د. حلمي خليل.الهيئة المصرية العامة للكتاب، فرع الإسكندرية، 1980، ص 7.12 ـ الماء لنا والورود. ص 4.13 ـ المعجم الوجيز. مجمع اللغة العربية. القاهرة، 1980، ص 677.14 ـ ملاحظة عابرة، الورود: الحضور.