الخميس ٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢١
"مجلة الدراسات الفلسطينية" العدد 125

ترامب ونتنياهو: وجها العنصرية والاحتلال

زياد معروف

سقط دونالد ترامب انتخابياً، ولم تسقط الترامبية التي تحمل بجوهرها العنصرية ومزيد من العنصرية، والتي حصدت أصوات 70 مليون ناخب أميركي. وأهتز تحالف بنيامين نتنياهو الحكومي مع قائمة "أزرق – أبيض" التي نافسته في الانتخابات، وحتى إن سقطت الحكومة هذه وسقط نتنياهو في مصيدة قضايا الفساد التي يلاحق بها، فإن وجه إسرائيل شديد التطرف، باق بعدما توغلت في احتلال معظم ما تبقى من أرض فلسطين في الضفة الغربية، بحيث استحال إنشاء دولة حتى بشروط الحد الأدنى.

من هنا بدأت فكرة عدد 125 من "مجلة الدراسات الفلسطينية" (شتاء 2021) الذي حمل عنوان "ترامب ونتنياهو وجها العنصرية والاحتلال".

أربعة مداخل متصلّة بالغلاف تُقدم ملفين شخصيين عن ترامب ونتياهو: يكشف نوبار هوفسينيان، في مقالته "تراث الترامبية: كفاح الخير ضد الشر" عن وجه ترامب والنزعة الترامبية لدى 70 مليون أميركي، ويناقش كيف وصلت الولايات المتحدة إلى مثل هذا الانقسام، ويضع سيناريوهات لاحتمالات المستقبل القريب. وفي المضمون ذاته جاءت مقالة وليد نويهض عن الزمن المتغير في الولايات المتحدة تحت عنوان "نهاية عهد ترامب شهادة على زمن يتغير". أما الوجه الآخر، أي نتنياهو، وهو جه الاحتلال، فتناولته مقالتان لأنطوان شلحت تحت عنوان "بنيامين نتنياهو ومبدأ ’رعاية قوة إسرائيل’"، ورندة حيدر "نتيناهو من الليبرالية السياسية إلى الزعيم الأوحد".

سبق تلك المقالات / المداخل، افتتاحية تتناول التحولات الأخيرة في المنطقة، وخصوصاً التطبيع التتبيعي في زمن الترامبية والنتنياهوية؛ لكن في المحصلة، فإن "الخيانة ليست الحكاية".. فـ "الخيانة وقعت على رؤوس أنظمة الاستبداد والتسلط، لكنها لم ولن تكون الحكاية" لأن "فلسطين لن تخون نفسها، ولن تسمح لأحد بأن يفرض عليها هذا العار"، كما يخلص كاتب الافتتاحية إلياس خوري.

في باب مقالات، خمس، تتناول المسألة الفلسطينية في ظل تغول الاحتلال وضعف الحالة الفلسطينية: يروي جمال زحالقة في مقالة بعنوان "الصهيونية والعنزة السوداء" حكاية "العنزة السوداء" التي اعتبرتها الصهيونية في فلسطين عدوة إسرائيل وحاربتها، كونها واحدة من رموز الحياة في هذا البلد الذي عملت على تغيير ملامحه بشرياً وثقافياً وإيكولوجياً، من ضمن مخطط لإزالة فلسطين كاسم من التاريخ والجغرافيا. وفي السياق ذاته يكتب مراد البسطامي تحت عنوان "اللغات في القدس بين الأصالة والكولونيالية". ويقدم مهند عبد الحميد رؤية لكيفية "مواجهة صفقة القرن" عبر "إعادة بناء آليات الصمود والتحرر"، ويتناول وسام رفيدي "مشكلة استبدال شعار التحرير بشعار الدولة"، ويتحدث عليان الهندي عن "مكانة الشعب الفلسطيني بعد الضم".

يحتوي العدد على ثلاث دراسات: الأولى يحلل فيها أمل جمّال وضع الأحزاب العربية والقيادات الفلسطينية في إسرائيل تحت عنوان "مقاربة سوسيولوجية ونظرية لتحولات في القوة التمثيلية للقيادات الفلسطينية في إسرائيل منذ النكبة حتى القائمة المشتركة"؛ الثانية يحلل فيها محمود ميعاري واقع الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة تحت عنوان "تحولات في التأييد الحزبي والاتجاهات نحو حل القضية الفلسطينية"؛ الثالثة، يستكمل فيها عبد الرحيم الشيخ تحت عنوان "متلازمة محمود درويش (2): الفكرة، الثورة، الدولة"، حلقة ثانية وأخيرة من نقاشه لنتاج محمود درويش الشعري والنثري، في جماليته اللغوية، وعمقه السياسي.

شهادتان في العدد 125، لأسماء عزايزة بعنوان "الجيل الفلسطيني الجديد وأرض يأسه المحروثة بالأمل"، ورائد وحش بعنوان "ما تعنيه فلسطين". وقراءة خاصة لفيصل درّاج بعنوان "الياس خوري في روايته ’اسمي آدم’: عنف التاريخ ودلالات الموت". وقراءتان لكتابين هما: "ترهل اليسار الفلسطيني: المعارضة الموالية" (بالإنكليزية) لفرانسيسكو سافيريو ليوباردي، راجعه عبد الهادي العجلة؛ و"فلسطين – ذكريات 1948، القدس 2018" (بالفرنسية) لكريس كونتي والتير ألكنتارا، راجعه عماد الشدياق.

زياد معروف

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى