

ترحال...
تنقب، تغوص في شقوق الوهم...و ينتفي طيف منه كلما عن لها أنها قد تمسك بجدائل تنساب منه، يجعلها تتدلى، يسدلها من أجل نكأ الجرح أو حتى الإغراء...
كان هنالك في زمن ما يتربع ملكا على سويداء العمق...سلطانا...شهريار توجته، وانحنت تبارك الحضرة منه، تحارب بذورا من حكمة قد تنبت
و تدنس طقوس خضوع، تغتال بخورا تحرقها... قرابين، فينساب شذا أزلي يستجلب قدسية تنسيها أبعادا، و حتى مشاريع جراحات...
لم تفتأ تتناسى يومها أنها هي، تتجاهل صوتا... كانت في ذاك الزمن، و كان الصوت يأتيها من كل الأرجاء وحتى الأنحاء، و يحاصرها، وكانت تتقن الوأد... و لا تتورع أن تدفن منه الجثة ذاك الصوت الممجوج في مجاهل، في فيافي...و ما كان له آخر الأمر إلا أن يستسلم في قبره، يفنى في صمت...
و حين تلاشى الصوت انبرى الشهريار يبشر بغياب له آت يزحف...كان للجسد آنذاك حضور في القرب،لكن القلب فيها هي أضحى وكرا للوجل من الآتي...فالقلب الآخر رفرف فيه هوى، بدت أجنحة منه عبر حجاب ما عاد سمكه كاف للستر...
وانكفأ الحزن حزينا ينهشها...فهمت أنه ما عاد كالماضي تتلاحق في عينيه موجات وله يتفاقم، و أن غيابا عنها يحرره...
و ذات يوم غاب الجسد... ثم كان أن الطيف ناب عن الجسد...و بشر حتى الطيف بغياب له آت يزحف...أما الجسد فتوج ملكا على سويداء العمق من أخرى... إلى أن يبشر بغياب........