الجمعة ١٨ شباط (فبراير) ٢٠١١
بقلم حسن توفيق

ثلاثين عاما .. لم أنم !

(مهداة لأرواح شهداء التحرير في وطني مصر)

ثلاثين عاماً .. لم أنم
ثلاثين عاماً والرؤوس من المهانة مطرقة
وتظل في ليلاتها كل القلوب مؤرقة
لا حلم بالآتي ولا بشرى بيوم قد يوافي بالخلاص من الصنم
ثلاثين عاماً والظلام يلفني ويلف بالأحقاد جدران الوطن
ثلاثين عاماً لم نذق فيها سوى بؤس القناعة بالمحن
عشنا هنا في أرضنا العطشى إلى وجه النهار
نبكي على الشمس التي شُحنتْ على ظهر السفينة
حتى يدوخ الناس في قلب الظلام من المجاعة والتطاحن والدوار
عشنا على الأرض الطعينة
بخناجر الأوغاد ممن يضرمون النار في كل اتجاه
عشنا زمانا للطوائف والسفاسف والزعانف
عشنا زمانا للضغينة
عشنا زمانا ميتا نحيا الحياة بلا حياة
لم ننتظم عبر الطريق برغم زمجرة العواصف
مرهونة أحلامنا عند الجبابرة الذئاب وعند قطاع الطريق
لكننا – من قهرنا – لم نتحد كي نبعد الأشواق عن عفن المخاوف
لم ننطلق كي ننقذ الأحلام من هول الحريق
لم نُسقط الصنم المعتق في صناديق الفساد
حتى تعود الشمس في غدنا ولا ترضى البعاد
 
****
يا أيها الشهداء .. يا حباتِ ماسٍ في السماء
فلتصفحوا عنا .. فقد كنا ظلالاً في العراء
كنا ظلالاً خائفة
في ليلِ أرضٍ نازفة
لكنكم كنتم لنا روح البشارة بالجسارة
عشنا بكم رغم الغياب
لم ترحلوا سدى .. لم تذهبوا خسارة
بدمائكم نحيا .. لنحمي الأرض من بطش الذئاب
قولوا لمن يتجملون
هل ينجب الصنم المعتق غير قبح قد تسلح بالتعالي والضلال
يا ويلهم .. كم أخبرونا أنه أبهى جمال
وبأنه بدر البدور بغير ريبٍ أو ظنون
قولوا لهم ولمن بهم يتجبرون ويخطفون الكحل من أغلى العيون
هو والضغينة توأمان
هو والخراب يوزعان النار تلتهم الكنائس والمساجد والأمان
قولوا( لعز) قد تسلح بالمكائد والحديد
ما نفعه هذا الحديد !
قولوا( لعز) يا شباب
اليوم يوم الحسم في التحرير .. يوم الشمس تشرق في بلادي من جديد
فليرحل الصنم البليد بلا رجاء في الإياب
****
يا أيها الصنم البليد
ها قد سقطتَ محطما متناثرا فوق التراب
ها قد رحلتَ مع الخراب
أعلامنا تعلو
أيامنا تستعجل الميعاد كي تحلو
وقلوبنا تصفو .. تغني .. إننا في يوم عيد
بشرى لمن يترقبون خلاصهم من كل شيطان عنيد
طوبَى لشمس سوف تدخل عنوةً من كل باب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى