جرائم مروعة وتعذيب ممنهج بحق المعتقلين الفلسطينيين
ينقذ جيش الاحتلال حملات اعتقال في شمال غزة، منذ بدء الحصار المتواصل قبل 20 يوما، في ضوء حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من عام، التي تشكل امتدادا لعمليات الاعتقال التي طالت الآلاف من أبناء شعبنا في غزة منذ بدء الحرب، ورافقها جرائم مروعة، وعمليات تعذيب ممنهجة وأنه نتيجة للصعوبات الكبيرة التي تواجه المؤسسات في متابعة عمليات الاعتقال التي جرت وتجري في غزة فإنه لا توجد معطيات دقيقة عن حملات الاعتقال وجزء منها عمليات احتجاز وتحقيق ميداني.
واقع الحال وما ينشر من معطيات والمشاهد التي تنقل من شمال غزة مؤخرا تشكل مؤشرا جديدا على فظاعة الجرائم وكثافتها وامتدادها، وهي المشاهد ذاتها التي توالت طوال فترة حرب الإبادة عن عمليات الاحتجاز، واعتقال آلاف المواطنين في أماكن مفتوحة، وفي ظروف مذلة ومهينة، وتحت تهديد السلاح.
يوجد المئات من معتقلي غزة ما زالوا رهن الإخفاء القسري في السجون، ومعسكرات الاحتلال الإسرائيلي، وعلى حسب روايات من أفرج عنهم من سجون الاحتلال هناك معتقلين استشهدوا في السجون والمعسكرات، ولم يعلن الاحتلال هوياتهم وبياناتهم، فضلا عن معتقلين جرى إعدامهم ميدانيا، وآخرين يواجهون جرائم التعذيب والتنكيل والإذلال واستنادا إلى الزيارات التي تمت لمعتقلين من غزة من قبل بعض المؤسسات الحقوقية في ضوء ما جرى من تعديلات قانونية أتاحت زيارتهم، فقد عكست الإفادات والشهادات على مدار الفترة الماضية، تفاصيل صادمة ومروعة، بما فيها جرائم تجويع، وجرائم طبية، وجرائم تعذيب.
منذ بدء حرب الإبادة المستمرة بحق شعبنا في غزة وتصاعد حملات الاعتقال غير المسبوقة اعتقل الاحتلال الآلاف من المدنيين من مختلف أنحاء غزة خلال الاجتياح البري، منهم عشرات النساء والأطفال، والطواقم الطبية التي استهدفت بشكل بارز مع استهداف المستشفيات الفلسطينية، حيث شكلت هدفا من أهداف الإبادة ويواصل الاحتلال تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحق المئات من المعتقلين، ويرفض الإفصاح بشكل كامل عن هوياتهم وأماكن احتجازهم، كما يرفض حتى اليوم السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارتهم وخاصة في سجن معسكر "سديه تيمان"، الذي يشكل عنواناً بارزاً لجرائم التعذيب، والجرائم الطبية، إضافة إلى ما حملته روايات معتقلين وآخرين مفرج عنهم وشهاداتهم عن عمليات اغتصاب واعتداءات جنسية فيه.
وبالرغم من الجهود التي تبذلها عدد من المؤسسات الحقوقية الفلسطينية، ومؤسسات في أراضي عام 1948، في ضوء بعض التعديلات القانونية التي طرأت على اللوائح الخاصة بمعتقلي غزة، من أجل معرفة أماكن احتجازهم، والسعي لاحقا من أجل زيارتهم، إلا أن تلك المحاولات تتم تحت قيود مشددة وصعوبات كبيرة ولم تثمر عن أي نتائج.
وحذرت المؤسسات الحقوقية ولجان الدفاع عن الأسرى من تنفيذ عمليات إعدام ميدانية بحق المعتقلين، خاصة أن جنود الاحتلال انتهجوا هذه الجريمة بشكل غير مسبوق منذ بدء الاجتياح البري لغزة في اكبر جريمة إبادة جماعية عرفها الواقع المعاصر يرتكبها جيش الاحتلال بتعليمات مباشرة من حكومة التطرف الإسرائيلية.
ولحتى الان من الواضح إن المطالبات التي وجهتها المؤسسات الحقوقية وصراخ أبناء شعبنا في غزة، والإبادة التي تتم على مرأى من العالم، لم تكفِ العالم والمنظومة الحقوقية الدولية، لوقف حرب الإبادة، ويواصل العالم إبقاء الاحتلال في حالة استثناء من كل ما فرضته المنظومة الحقوقية من قوانين وأعراف تحتكم لها المجتمعات البشرية.