جمال سليمان السبب

قامت الدنيا ولم تقعد بعد النجاح الذي حققه النجم السوري جمال سليمان في مسلسل "حدائق الشيطان" فمن ناحية فتح الباب علي مصراعيه لعدد كبير من نجوم سوريا لخوض تجربة الدراما المصرية بل وبدأ البعض منهم أيضا يعرض نفسه علي المخرجين المصريين للفوز بأي دور لعل يحظى بقدر الشهرة التي أحرزها جمال سليمان ، وفي الوقت نفسه شجع المخرجين المصريين علي الاستعانة بفناني سوريا في بعض الأعمال المصرية وان كان هذا يثير غضب بعض الفنانين المصريين .

جاء اختيار الممثل السوري تيم الحسن الذي يجسد شخصية الملك فاروق في المسلسل الذي يخرجه السوري حاتم علي ليفتح النار من جديد علي الممثلين السوريين حيث بدأ القلق يتسرب لقلوب بعض الفنانين المصريين من ظاهرة استقطاب الممثلين السوريين للدراما المصرية، والطريف أن نفس سيناريو هروب الممثلين المصريين من شخصية مندور بيه في "حدائق الشيطان" نجده يتكرر مرة أخري مع "الملك فاروق" حيث عرض المسلسل على عدد من النجوم الشباب منهم أحمد السقا، وأحمد عز، وكريم عبد العزيز ولكن الجميع اعتذر إما بحجة انشغالهم بأعمال أخرى أو بحجة التخوف من تجسيد شخصية الملك فاروق.

جمال سليمان السبب

وعلى عكس ما كان يتوقع البعض ، جاء الهجوم الذي شن علي النجم السوري جمال سليمان في صالحه بل وفي صالح الفنانين السوريين جميعا ، حيث بدأت العروض تنهال عليهم وخاصة علي جمال سليمان الذي رشح لعدد من الأعمال المصرية منها بطولة مسلسل "الإمام الغزالي"، بجانب عدد آخر من نجوم سوريا، بل ورشح أيضا لبطولة مسلسل "الملك فاروق" ولكنه اعتذر عنه.

ورغم أن جمال سليمان من ابرز وجوه الدراما السورية، إلا أنه حقق جماهيرية مصرية واسعة بعد أن اختاره النجم الراحل احمد زكي ليشاركه في فيلم "حليم".

وتعتبر سلاف فواخرجي من النجمات السوريات اللاتي استطعن أن يفرضن أنفسهن علي الساحة المصرية في فترة قصيرة حيث أطلت علينا من خلال فيلم " حليم"، وكانت هذه أول تجربة لها في الأعمال المصرية. وتستعد خلال الفترة القادمة لتصوير بطولة المسلسل المصري"روز اليوسف" حيث تجسد قصة حياة فاطمة اليوسف إحدى أهم الشخصيات النسائية المصرية في القرن العشرين وصاحبة مؤسسة "روز اليوسف" الصحافية ووالدة الكاتب الشهير إحسان عبد القدوس. ولم تكتفي بذلك بل قررت أن يسطع نجمها في سماء السينما المصرية أيضا حيث تلقت عدة عروض سينمائية كان أخرها ترشيح محمد سعد لتشاركه بطولة فيلمه الجديد "اللمبي وجوليت".

غزو سوري

ومن الفنانات السوريات اللاتي حققن شهرة واسعة في مصر خلال الفترة الماضية الممثلة السورية جومانا مراد التي قدمت أكثر من مسلسل مصري بداية من مثل "الطارق " مع الفنان ممدوح عبد العليم، كما قدمت مسلسل "الشارد" مع حسين فهمي وسوسن بدر، و " الحب موتا" مع ممدوح عبد العليم وسماح انور، وعرض لها في رمضان الماضي مسلسل "قلب حبيبة" مع الفنانة سهير البابلي بل وجسدت شخصية إمراة صعيدية، كما تشارك في بطولة مسلسل " القاهرة ترحب بكم" فضلا عن ترشيحها لعدد من الأعمال التليفزيونية الأخري الا أن حلم السينما بدأ يراودها خلال هذه الفترة.

وبعد نجاح الممثل السوري باسم ياخور في مسلسل "خالد بن الوليد" استطاع أن يلفت إليه الأنظار ورشحه المخرج مجدي الهواري للمشاركة في الفيلم السينمائي الجديد "خليج نعمة" ليصبح بذلك هذا الفيلم أول عمل مصري يشارك فيه ياخور بعد تلقيه عدة عروض من منتجين ومخرجين مصريين. نفس الشئ حدث مع النجمة السورية سوزان نجم الدين التي شاركت أيضا في مسلسل "خالد بن الوليد"، حيث تستعد لتصوير مسلسل مصري جديد بعنوان " نقطة نظام " تأليف محمد صفاء عامر ، وإخراج أحمد صقر، بينما قرر الفنان السوري أيمن زيدان أن يقتحم الدراما والسينما المصرية معاً حيث وافق علي مشاركة الفنانة ميرفت أمين بطولة فيلمه الجديد ’’طلقات في الهواء’’، كما تعاقد على مسلسل بعنوان ’’امرأة من الجنوب’’ لمخرج محمد أبوسيف.

مخرجين أيضا

ولم يقتصر الأمر علي الفنانين فقط بل نجد وعلي العكس تماما أن هناك فنانين مصريين يلجأون لمخرجين سوريين لإخراج أعمالهم يأتي في مقدمة هؤلاء الفنان يحيي الفخراني الذي قرر الاستعانة بالمخرج السوري حاتم علي لإخراج فيلمه السينمائي الجديد "محمد على باشا" والذي تدور أحداثه حول شخصية محمد علي التاريخية، وهو نفس المخرج الذي يقوم بإخراج مسلسل "الملك فاروق".

وفي الوقت نفسه رشح المؤلف المصري محمد أبو الخير المخرج السوري محمد عزيزية لإخراج مسلسله التاريخي الجديد الذي يتناول قصة حياة عبدالرحمن الكواكبي.

وارجع المخرجون والمنتجون سبب الاستعانة بالممثلين السوريين في الأعمال المصرية إما لمغالاة بعض الفنانين المصريين أو بسبب تعالي الكثير منهم علي التليفزيون، ونجد أن هذا اتاح الفرصة لظهور الممثلون السوريون علي الساحة الفنية في مصر بشكل أكبر، ولكنه في الوقت نفسه أدي ذلك إلي تقليص الفرصة بالنسبة للفنانين المصريين مما اثار استيائهم، وان كان البعض يحذر من هذه الظاهرة علي اعتبار أن هذا يشجع علي ظاهرة الاستعانة بالفنانين العرب علي حساب المصريين.

في حين يري البعض الآخر أن مصر دائما ما تفتتح ذراعيها للمبدعين العرب مؤكدين علي ضرورة وجود تكامل في الدراما العربية ولا يوجد ما يمنع مشاركة العرب في الأعمال المصرية فقد شهدت السينما المصرية علي مدار تاريخها مشاركة العديد من الفنانين العرب بداية من الفنان فريد الأطرش والفنانة صباح وحتى النمساوي ستيفان روستي الذي حقق شهرة واسعة في مصر .