

حتى أصير ملاكا صغيرا
"إلى روح أبي"
هي أغنيتي
فرس تتسلّق رمح ضراعتكم
لا يراودها عطش عن زجاج عيونكمو
لا ندى عن شراب فراتكمـــــو
منذ أنكرنا حبق الدار
والقلب نهر من الدمع يجري ورائي
وللأهل عينان في القلب لو يتلفّت
أعلى نخيلاً من العتبْ
ليس أجمل من أن نسوي الردى بيننا بالغناء
وننهي بالبكاء الحوارْ
هي أغنيتــي
هدهد حاملٌ قبره خاتمات النهارْ
يستريح على عوسجاتْ
حبكم في القــرارْ
كنت أستطلع البحر من ظلها مشهداً
يتوسّد سكين حكمته
وأهيم بجرحي لأبتكر الانتحارْ
بالزنابق والذكرياتْ
سوف يتركني النهر مجرى وينسى أنينه ناياً
يبددني كاليراعة ضوءاً ضريراً، ويجمعني آهاتْ
فأغني لجرحي لنكبر ورداً على فم نارْ
سوف يقتسم الأصدقاءْ
خبزهم من دموعي
وينتزع الغرباءْ
من رموشي المجاديف
يغتصبون البحارْ
من أصابع حبي
ويبدأ لحن الفرارْ
هي أمنيتي
قمرٌ صاعد مهرجان أظافركم
شجرٌ طالع في سراب بشائركم
وأنا الجسد التأمت ناره موكبا للزفافْ
يتشقق من خنجر الذاكرةْ
وجه أمي احتفالا لأقمار تموز
ثمة أغنية تتسامى لأزهار روحي العجافْ
هي تستلهم الوهم أجنحة
وتكور غيم الجفافْ
أزرقاً لأفض دموعي محيطاً أخف
على ريش نورسكم
وكأن صليبيَ حبي
فوحدت قلبي قرابين أفراحكم
ما أحيلاك يا دربُ
تركض خلفي ولولا تلفّت
تشبهني بالسراب
وتنكرني بالعتابْ
ما أحيلاك يا قلب
شمعاً يبددك الليل
يجمعك الصبح ورد هبابْ
فلماذا أداري غرابي
وكأن لعمري ضجيج القبور بأمواتها
أتفرد في الحلم تفاحة للقصاصْ
سوف أمضي إلى لغتي الضحكة اتكأت
في المفاوز ضوء رصاصْ
وكأن طريقي
حبال نشيج الخلاصْ
هي مرثيتــي
مطر ساقط في احتمال حجارتكم
وردة أشرقت من دمائي بأطلال أرواحكم
كنت أستنبت الحب
من عشب قبر أبي أنهراً
لشواطىء روحي اليباس
وأغنــي
من عذّبــكْ
في ضلوعي
وهام بحبّــكْ
وردة في دموعي
ومن قتلـكْ
كي يحبـكْ
فكأن دماك شموعي
وكأني أحبك ليلا أصبكْ
نجمة في دموعي
وأسمو صباحا سماء بهدبكْ
سوف أحلو كثيرا
وينهمر الرقص بيني وبين حدود جروحي
سأمشي طويلا على شوكة الحلم
حتى أصير ملاكا صغيرا
وألقاك خلف غمامة روحي
تحاولني لتقبلني وتموت بنعشي
وتبسط ظلي بحر حنينْ
جامعا من دموع أبي
صخرات الضفـافْ
وعلى إصبع الجرح ترفع من ظلها قمراً
فيسميك جرح السنينْ
وطن الياسمين.