الاثنين ٣٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٤

حسام أبو صفية رمز الإنسانية، والوفاء، والشجاعة

وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة قد أصدرت بياناً صحفياً السبت 28 ديسمبر كانون الأول، أعلنت فيه عن قيام القوات الإسرائيلية باعتقال الدكتور حسام أبو صفية وعشرات آخرين من الكادر الطبي ونقلهم إلى منشأة من أجل استجوابهم بعد أن أحرقت المستشفى بما فيه.

وقد قالت زوجة الدكتور حسام لبي بي سي البريطانية بعد اعتقاله:

لم أفارقه منذ بداية الحرب، وهو لم يفارق مستشفى كمال عدوان، حيث تمسك بوجوده فيه حرصاً منه على صالح الجرحى والمرضى، فظللنا بداخل المستشفى حتى النهاية حينما اقتحمت قوات من الجيش الإسرائيلي المستشفى وأمرونا بإخلائه وأخبرونا برغبتهم في غلق المستشفى.

ولفتت إلى أنه منذ البداية رفض زوجها مغادرة المستشفى بحثاً عن أمانه الشخصي واقترح على الجيش الإسرائيلي أن يتم إخلاء المستشفى بالتدريج، المرضى والجرحى أولاً ثم أفراد الطاقم الطبي، ثم هو.

ومضت في قص ما جرى: لكننا فوجئنا بهم يقتحمون المستشفى بالقوة وأجبروا النساء على المغادرة بعد أن منحونا وعداً بأن جميع الرجال من أفراد الطاقم الطبي سيلحقون بنا إلى المستشفى الإندونيسي، وبالفعل صدقنا روايتهم وتحركت النساء باتجاه المستشفى الإندونيسي ووصلنا في حوالي العاشرة مساء لكن أحدا من رجال الطاقم الطبي لم يلحق بنا، وعلمنا بنبأ اصطحابهم جميعا للتحقيق.

في العاشرة من صباح اليوم التالي تم الإفراج عن عدد من الكادر الطبي مع الإبقاء على الدكتور حسام أبو صفية وعشرة آخرين رهن التحقيق والاحتجاز، ومنذ ذلك الحين وأنا لا أعلم شيئا عن زوجي، ولا أعلم مكان احتجازه.

وعن اللحظات التي سبقت اقتحام المستشفى واعتقال زوجها تقول ألبينا أبو صفية: اشتد القصف للغاية، فاحترق قسم الأرشيف والصيانة وساحة المستشفى وحتى غرفة العلميات، ما تسبب في العديد من حالات الاختناق جراء دخان القصف المتصاعد.

واستهدف القصف المنازل المجاورة للمستشفى لدرجة أننا كنا نسمع بوضوح استغاثات الناس من تحت الأنقاض ولا نقوى على مساعدتهم، فحينما خرج طاقم الإسعاف لمد يد العون تم استهدافهم بطائرة كواد كابتر وقُتلوا جميعاً.

لم تقف آثار القصف عند هذا الحد، فالروبوتات المتفجرة التي استخدمها الجيش الإسرائيلي في اقتحام المستشفى تطايرت شظايا منها وأصابت جريحاً كان على جهاز التنفس الصناعي بغرفة العناية المركزة بالإضافة للممرض الذي كان يرعاه، كان الوضع صعباً للغاية.

وبتوجيه سؤال افتراضي لها عن ماهية الرسالة التي تريد إيصالها لزوجها الطبيب المعتقل لو افترضنا أنه بإمكانه سماعها، تنهدت قليلاً ثم تساءلت في حيرة وعجز" إيش بدي أقوله! إيش بدي أقوله!" قبل أن تستدرك قائلة: "غزة كلها بدها ياه.. غزة كلها بدها ياه، الطاقم الطبي كله في انتظاره".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى