السبت ٢٠ شباط (فبراير) ٢٠١٠
بقلم فايز أبو شمالة

حسم حسن نصر الله المعركة

أخيراً صار لنا صوت قوي هادر يهدد الكيان الصهيوني، وصارت لنا قوة على الأرض يعبر عنها الصوت المقاوم. أخيراً صار للعرب ظهر يركنون إليه، وصار النصر على إسرائيل في أعناق البنادق، أخيراً يدوي صوت الكرامة العربية ليلجم أصوات كل المتطرفين اليهود، والمرتجفين من بعض العرب، ولاسيما بعد أن غدت المقاومة واثقة بأنها قد حققت توازن الرعب الذي سيجبر الكيان على التفكير ألف مرة قبل الهجوم على لينان، أو الهجوم على غزة، أو سوريا، أو أي بلد إسلامي، إنها المقاومة العربية الإسلامية التي حققت المعجزة التي طالما انتظرناها، وصورها لنا الإعلام الإسرائيلي بالمستحيلة. فلم يعد هنالك مستحيل، لقد بتنا قادرين على ضرب عدونا، ونحن قادرون على الاحتمال.

لقد انتهى زمن الاستخفاف الإسرائيلي بالعرب، وانتهى الاستفحال الإسرائيلي فوق بلاد العرب، وتبدل الزمن لصالح المقاومة، بعد أن ولّى زمن "شالوم" المخادع، ولّى ذلك الزمن الذي لم يجرؤ فيه عربي على تهديد المدن الإسرائيلية المقدسة. وتالله لو جاء تهديد السيد حسن نصر الله قبل عشر سنوات، لاعتبره الإسرائيليون تهديدا لأمن الدولة العبرية، ولما سمحوا بمروره دون عقاب، ولما أذنوا بتكراره دون تأديب لهذه الجرأة، وتهذيب لهذا التفكير في التطاول على إسرائيل، ولكن القوة الفاعلة للمقاومة على الأرض تجبر الجيش الإسرائيلي على إعادة الحساب ألف مرة قبل أن يرد على التهديد. لتسجل المقاومة الانتصار بالضربة القاضية على مجتمع تعود أن يحارب دون أن ينزل إلى الملاجئ، تعوّد أن ينتصر دون أن يمس بأذى، تعوّد أن ينتصر دون أن يشعر بالخوف، أو يؤرق في نومه، تعوّد أن ينقل المعركة إلى أرض العرب، وأن يوقع الموت في أطفال العرب، وأن يجهض نساء العرب، لتسح دموع بنات العرب، وتسيل دماء صباياه، لقد تبدل الزمن يا عرب، وجاء زمن الاعتبار، رغم أنف من يسهم في فرض الحصار، ويدعي أن لا طاقة للعرب بإسرائيل.

لقد فجر السيد حسن نصر الله طاقة الصمود، وإرادة الانتصار في أمة العرب مثلما فجر على موائد إفطار الإسرائيليين الاستفسار: وماذا بعد يا إسرائيل؟ إلى متى ستغتصبين أرض الفلسطينيين؟ وكم سنة سيطول عمرك يا إسرائيل في الشرق، وهذا الموت يفتح فاه ليبتلع كل بيت في الأرض المقدسة تأسس على أنقاض بيت الفلسطينيين؟!.

سيد حسن نصر الله، أقف أمامك مبجلاً، وقد وقفت فعلاً أثناء تهديدك القوى الجريء الصادق لعدونا الذي صار في غفلة من الزمن طرفاً آخر. وقفت، وصفقت، وهتفت فرحاً، وحقداً على العدو الإسرائيلي، العدو الذي بعثرنا شتات، وأذلنا سنوات.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى